صباح الخير
قبل سنوات طويلة حضرت فيلماً مصرياً اسمه ثرثرة فوق النيل ، حيث كانت مجموعة من الممثلين ، ومنهم الممثل القدير عماد حمدي يجلسون في العوامة والكل مذهول فواحد سأل عماد حمدي وقال له : تفتكر فلسطين حتتحرر ، قال له لما نقرأ بالجرنان ( الجريدة ) إنها تحررت ؟ وأنا بالأمس من كثرة تسارع الأحداث صحوت من النوم مذهولاً وقرأت الجرائد عسى أن أجد خبراً عن تحرير فلسطين فلم أجد ، فذهبت إلى التلفزيون أقلب الفضائيات فلم أجد فبقي معي وسيلة واحدة ، الاتصال بصديق ، فسارعت واتصلت بأبي علي ، وقلت له : هل صحيح أن فلسطين تحررت ، فرد سريعاً مالك يا أبا رجب ، ماذا جرى لك ، صل على النبي ألم تنم أم ماذا ؟ فقلت له هل سمعت الاخبار ، يجمعون السلاح في الضفة الغربية من المليشيات ، وكتائب الأقصى تسلم سلاحها ، وإسرائيل تتعهد بالتوقف عن مطاردة المطلوبين ، وهذا يا أبا علي لايحصل الا إذا انتهت الحرب . أكذب عليكم إذا قلت لكم إننا لم نعد نفهم شيئاً ، وبأن ساحتنا الفلسطينية باتت مليئة بالأفعال وردود الأفعال ، وأكذب عليكم إذا قلت لكم إن الأمور باتت لاتخوف فهي تخوف بالفعل ، ومن حقنا أن نضع علامات استفهام أمام مايجري ؟ عندما التحقنا بالثورة الفلسطينية في الستينات، قالوا لنا عدونا شرس ومسلح بأحدث الأسلحة ، وأمريكا تقدم له كل أشكال الدعم، وموازين القوى لسيت لمصلحتنا ، ولذلك لايوجد طريق لتحرير فلسطين إلا عبر ( حرب الشعب ) حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد ، وتسليح الجماهير الفلسطينية، والعربية لخوض معركة التحرير ، ولابد من خوض حرب العصابات لايقاع خسائر في صفوف العدو ، واستنزاف قواته ، وكل الفصائل الفلسطينية كانت مقتنعة بهذا الطرح ، ومارست نضالها واستفادت من تجارب الثوارت في مختلف بلدان العالم ، وعندما كنا نتحدث عن تحرير فلسطين ، وحملنا السلاح ، كنا نقصد الأرض المحتلة عام 1948م ولم تكن غزة والضفة محتلتين. العجيب ( تركنا ) الحديث عن أراضي ( 1948م) وصرنا نتحدث عن أراضي 67 وطبعاً حتى كل (67) لأن إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من هذه الأراضي وحق العودة مؤجل، والقدس تهود ، ولا أعرف ماذا فعلنا وماذا سنفعل في الأيام القادمة ، لأن مايجري محو للذاكرة ؟لهذا نسأل، ونريد أن نقول لأصحاب الرأي الآخر ، إن فلسطين التي حملنا من أجلها السلاح سواء ( 48 ، 67 ) مازالت محتلة وبأن ( المسجد الاقصى) مازال محتلاً ، وبأن اللاجئين مازالوا يعيشون في الشتات ، يقتلون في العراق كل يوم ويعيشون في الخيام على حدود دول عربية ، واللاجئون مشردون من مخيم نهر البارد ولايجدون مأوى ولا طعاماً ولا دواء ، والآلاف من اللاجئين، على المعبر يننظرون العطف من ... يموت منهم الشيوخ والأطفال ، وتلد النساء في العراء ، والملايين يتملكهم الحنين للوطن.. ماذا نقول لهؤلاء ؟ هل نقول لهم اطمئنوا، لهذا نسلم السلاح لأن السيد أولمرت وعدنا بالعودة للحوار على قاعدة خارطة الطريق والمبادرة العربية ؟هل نقول لهم نحن أخطأنا في حمل السلاح ، وكان علينا أن نعترف بوجود إسرائيل منذ البداية ؟ هل نقول لهم اكتشفنا أن فلسطين ليس لنا ؟ قولوا لنا يا قادتنا يا من علمونا فن القتال وحمل السلاح ومقاتلة العدو، وبأن الكفاح المسلح أرقى أشكال النضال، وبأن ما أخد بالقوة لايسترد إلا بالقوة، قولوا لنا ماذا نقول لأبناء شعبنا في الشتات؟كل ما أخشاه أن يصيبنا ما أصاب سبعة عبيدة صغار، قصة مشهورة سبعة عبيد صغار، الدب أكل واحد، بقى 6 وهكذا حتى أكل الدب الجميع؟بالأمس قال رئيس وزراء إسرائيل في لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأنه لن يوقف التوغل في مدن وقرى فلسطين ، عندما طلب منه الأخير ذلك ؟ الا يكفي هذا ؟