أكد إرتباط قصيدته بتجربة والده الشاعر الكبير محمد عبده غانم الشاعر
تنويعات قصيدة الشاعرالإماراتي الجنسية اليمني الأصل الدكتور محمد عبده غانم على مستوى الشكل والموضوع فضلاً عن كثافة الموسيقى وقوة الإيقاع تؤكد ارتباط تجربة الابن بقصيدة الأب وهي علاقة حاولنا استقراءها في ثنايا محاولتنا تقديم صورة جانبية لتجربة الابن الشاعر شهاب غانم الذي التقيناه عقب انتهاء الصباحية الشعرية التي أحياها مؤخراً في رواق بيت الثقافة بصنعاء فكان هذا اللقاء القصير الذي سألناه في مستهله إلى هذا الحد تقترب قصيدتك من تجربة والدك الشاعر الكبير محمد عبده غانم ..فثمة تشابه كبيرة نقرأه في بعض ملامح التجربتين: لقاء / أحمد الأغبريهذا شرف لي .. وقد قال في هذا الاستاذ أحمد الشامي " أرى محمد عبده غانم يتجدد في شهاب كما تجدد زهير بن أبي سلمى في كعب بن زهير" وإن شاء الله يكون كلامك صحيحاً .[c1]- متى أدركت نفسك شاعراً؟ [/c]منذ طفولتي وأنا أحب الشعر ولعلي بدأت كتابته وأنا في المدرسة الثانوية وبشكل أكثر جدية في الجامعة .. وكنت أبعث بقصائدي الى والدي وهو يعلق عليها وكنت استفيد من تعليقاته فائدة كبيرة .[c1]- ما العوامل التي أسهمت في تطوير شاعريتك على مستويين متوازيين العمودي والتفعيلي ،تطور متواز على مستوى القصيدتين .. فلم تتطور إحداهن على حساب الاخرى؟[/c]- هذا صحيح .. فأنا أكتب في الشكلين وعندما يريد الانسان كتابة الشعر فهو يكتبه ومن ثم يتقرر حينئذ الوزن والشكل فالشكل والوزن حينئذ يفرض نفسه حسب القصيدة وحسب البناء .. وأنا دائماً عندما أقرر كتابة القصيدة لا أعرف كيف ستكون إلاّ عندما أكتبها .[c1]- تنوعت موضوعات قصيدتك .. لكني أجدك من خلال قراءتي لنتاجك الشعري أكثر حضوراً في قصيدة الغزل أكثر من غيرها هل أنا على حق ولماذا وجدت نفسك كثيراً في هذه القصيدة بالذات بالرغم من تألقك في القصيدة السياسية مثلاً ؟![/c]أظنك على حق .. أجد في شعر الغزل الغنائي نفسي منطلقاً أكثر من غيره من الشعر .. وبخاصة على صعيد الموسيقى فهناك موسيقى قوية انطلق بها في الغزل سواء كانت القصيدة عمودية أو قصيدة تفعيلة .. بينما في الشعر السياسي والفكري يكون العقل أكثر حضوراً من القلب .. قلبي أكثر حضوراً في قصيدة الغزل . ولعل موسيقى قصيدتي قد حفظت توازن تجربتي الشعرية بين العمود والتفعيلة.[c1]ارتباطك بالتراث ..حسب كثير من قصائدك يستدعى سؤالاً مباشراً نبحث من خلاله عن تفسير لهذه العلاقة .. أهي قراءاتك تفرض نفسها[/c] لا.. التراث بالنسبة لي هو الأساس لكني رجل مطلع على ثقافة اليمن وثقافات العرب وثقافات العالم .. وبالتالي لابد ان هذه العلاقة تفرض نفسها وتبرز بشكل مباشر او غير مباشر بمعنى اخر ثقافتي العامة تجمع بين تراث الماضي وعلوم الحاضر ومن الطبيعي ان الماضي يرتبط بالحاضر في صنع قصيدة اعتبرها ويعتبرها النقاد جديدة.[c1] - كيف تتولد القصيدة لديك ؟[/c]هذا سؤال صعب .. عندما تأتي القصيدة فهي لا تعطي إنذاراً فأنت عندما تسمع خبراً وتشاهد مجازر في التلفزيون يترتب على ذلك انفعال قد يتخلق عنه قصيدة.[c1]هل تتجلى القصيدة لديك ساعتها قطعة قطعة أم أن جوانب منها تبقى مظلمة حتى تضيئها قصائد أخرى ؟[/c]القصيدة بتنويعاتها المختلفة قد تتخلق من أكثر من موقف وتتولد في أكثر من شكل وأكثر من وزن وعن اكثر من انفعال وتبقى الشعرية فواحة بجمال مختلف في كل موقف.[c1]- القصيدة الأجمل ..هل كتبتها ؟ [/c]لم أكتبها بعد وسأظل انتظرها [c1]- كيف وجدت المشهد الثقافي اليمني هل ثمة تطور لافت ويبدو أنه لن يتوقف؟![/c]وماذا عن العوامل التي اسهمت في صنع التطوير الذي قطعته قصيدتك؟ أهمها حبي الشديد للشعر وقراءاتي المتنوعة للقصيدة منذ الطفولة بالاضافة الى تنوع ثقافتي في مجالات كثيرة الى جانب تخصصي العلمي في الادارة والهندسة.[c1]- هذه التخصصات هل أثرت في مسار هذا التطور ؟[/c]نعم أثرت في تجربتي لكن تأثيرها لم يكن سلبياً بقدر ما كان ايجابياً .[c1]- لكنها تخصصات تقتضي الصرامة والدقة ومثل هذا التفكير قد يتناقض مع فضاءات الشعر وعاطفته ..ألم تعان من تضاد في مسارات التفكير اثناء بناء القصيدة؟[/c]قد يكون صحيحاً وجود نوع من التناقض بين هذه التخصصات وفضاءات الادب والشعر لكنه بالنسبة لي لم يكن تناقضاً بل تآزر .. فأنا أشعر بأن لدي نوع التآزر بين العلم والعاطفة .. فلا اشعر أني دون ذلك فدائماً لدي توازن . أنا مهتم بعلوم الهندسة والادارة وبالجوانب المادية لكني لا أجعل هذا الجانب يتغلب على الجانب الروحي والنفسي والعاطفي . أنا أحلق بجناحين جناح الشعر وجناح العلم وعندما عملت تخطيطاً للدماغ بالكمبيوتر وجدوا أنني استعمل خمسين بالمئة في الجانب الأيمن وخمسين بالمئة في الجانب الايسر وهذا نادراً ما تجده عند شخص ما ..فغالبية الناس يتغلب لديهم جانب على آخر بمعنى أن التوازن نادراً ما تجده لدى شخص فضلاً عن أن الرياضيات والهندسة تجعلك أكثر نجاحاً في بناء القصيدة .