أضواء
ضراوة المعتنقين للآراء بالتبعية لا يمكن تحملها أو تصورها.وهؤلاء التبعيون لا يجهدون أنفسهم بالقراءة والتعمق في ظواهر الأشياء حتى إذا خرج عالم أو كاتب برأي لا يتسق مع محفوظاتهم يكون عرضة لشتائمهم وهجومهم الأعمى. وكثيرة هي الشخصيات التي لم ترتهن لرغبات العامة وجهرت برأيها المغاير لما هو سائد.ومواقف بعض العلماء الصامتة عن كثير من القضايا الخلافية هو موقف الخشية من فقد الجمهور؛ لذلك تجد كثيرا منهم لا يصرح برأيه في القضايا المختلف عليها، بسبب إبقاء الحظوة لدى الجمهور الذي ترسخت قناعاته بما تم تغذيته عليه. ونلحظ أن أي شخصية يمكن أن تأتي بما هو مغاير لقناعات الجمهور ستقلب الطاولة في وجهه. ومع ذلك، من يجد نفسه ميالا لمسايرة الحياة وفق فضاء الدين المتسع ينطلق في رأيه من غير خشية، لأنه ليس له حسابات وقتية تحول بينه وبين رأيه.. وها هو الشيخ عادل الكلباني يصدر بيانا يؤكد فيه أن الغناء حلال كله حتى مع المعازف، مؤكدا أن ليس هناك دليل على حرمة الغناء لا من الكتاب ولا من السنة! والشيخ الكلباني لم يأت بجديد في تحليله لأن عشرات من علماء الأمة السابقين واللاحقين لم يقفوا من الغناء وبقية مناشط الحياة بالتحريم المطلق، وبالتالي إدخالها إلى التوازن البشري (لا إفراط ولا تفريط)، لكن هذه الآراء المنفتحة موجودة في كتب التراث والتاريخ.ويبدو أن ظهور كثير من العلماء المجاهرين بآرائهم الصادمة للتبعيين وبعض من يخشى على كرسيه (كشيخ) سيجدون في رأي الكلباني ما يدعو لثورة هجوم جديدة لن يسلم منها من يؤيده أو يدعو إلى الانفتاح على ديننا بالبحث والاطلاع. قلة من يتحملون غضبة أولئك المنساقين لآراء غيرهم، فليكن الله في عونهم.[c1]* عن صحيفة عكاظ السعودية[/c]