* وكأنه أدى ما عليه وكفر جميع ذنوبه بهذه الطريقة «الهوليوودية» - غير المتقنة حتى! - وعلى العالم أن يشعر بالرضا والامتنان ويبادله المبادرات الوداعية المنعشة.الرئيس «بوش» قال مؤخراً في مقابلة متلفزة إنه «نادم» أو «يشعر بالأسف» لاعتماده على «معلومات استخبارية خاطئة» لشن الحرب على العراق وغزوه وإسقاط نظامه!فقط لا غير, الرئيس «نادم» و»آسف» فما الذي يفعله أكثر من ذلك بعد للتكفير عن ذنوبه وسيئاته؟!يقال - أو يتمنى بوش نفسه أن يقال - إن الرجل امتلك قدراً عظيماً من الشجاعة الأدبية ليعترف بندمه ويقر بأسفه. ولكن وللأسف الشديد, فإن بوش كان يضحك على العالم وعلى شعبه وعلى المذيع أمامه, وربما على نفسه أيضاً؟! فهو لم يقر بالخطأ. ولم يعترف بأن غزو العراق والحرب برمتها كانت خطيئة, أو خاطئة.كل الذي فعله «بوش» هو أنه يقول : المعلومات وحدها كانت خاطئة. أما الحرب فلست نادماً عليها!.الندم والتأسف لا يساويان شيئاً في ذمة التاريخ وكشف حساب الإنسانية, وكون بوش يغادر وهو مقر بأن حربه المجنونة كانت بسبب تفاهات ومعلومات مضللة فإنه أيضاً, يضاعف من ورطته في التاريخ, ويقر على نفسه بالغباء زيادة على جريمة الحرب التدميرية. وكأنه يقول ببساطة متناهية إن رئيس أكبر وأعظم دولة في العالم كان عاجزاً أمام كتبة التقارير الاستخباراتية؟ وأنه خاض حرباً تدميرية وحشية ذهب ضحيتها الملايين من البشر وعمقت جراحاً وأحقاداً باهظة بين الأمم والحضارات والثقافات, بناءً على «معلومات خاطئة» لا أكثر؟! هل هناك ما هو أبشع أو أشد إغاظة واستفزازاً من هذا؟قال بوش إنه آسف و»نادم» ولكنه أيضاً يبتسم ولا يبدو عليه أثر الحزن أو الندم بل ربما وجد مشقة في كتمان ضحكة مدوية حبسها في صدره!.هكذا يكون قد ختم فيلماً آخر من أفلام هوليوود حيث البطل ينتصر على نفسه ويهزمها قائلاً : «يا لك من نفس رائعة وغبية, لقد أغضبت العالم ولكنك فعلت ما عليك وانتهى الأمر. باركك الرب»!!لن يسجل التاريخ أن «بوش» ختم عهده بمصالحة مع العالم والشعب الأمريكي, أو أنه أبدى ندماً وأسفاً - على المعلومات وليس على الحرب نفسها! وقد يسجل له زيادة على ما فعل وتهور ودمر أنه كان «ضعيفاً وتابعاً لملقنيه وكتاب المعلومات المضللة! كيف صار هذا رئيساً لأمريكا؟!.
أخبار متعلقة