لندن / متابعات:وجه الإسلامي المصري البارز والمعارض المقيم في لندن د. هاني السباعي انتقادات شديدة للقيادات التاريخية للجماعة الإسلامية، وعلى رأسها كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة، وطالبهم بالصمت والجلوس في بيوتهم، أو العمل تحت اسم آخر يظهرهم في "نيو لوك" يتوافق مع توجهاتهم الحالية. كما طالب بالحجر عليهم باعتبارهم خدعوا الناس في الماضي ويقومون بخداعهم حاليا، ونعتهم بالكذب والتضليل.وتوقع ظهور شريط بالصوت والصورة لمحمد شوقي الاسلامبولي القيادي في الجماعة خارج مصر، يؤكد فيه انضمامه للقاعدة، معتبرا أن ما سيقوله سيمثل ضربة قاصمة للقيادات التاريخية.كما كشف الكثير عن شخصية محمد خليل الحكايمة الذي أعلن الظواهري انضمامه للقاعدة مع مجموعة أخرى من قيادات الجماعة الإسلامية في الخارج، ووصف انكار القيادات التاريخية له بأنه ينم عن أخلاق غير حميدة ونوع من كفران الأخوة والعشير.وقال د.هاني السباعي مدير مركز المقريزي في حوار نشره موقع "العربية.نت" إن اسم الجماعة الاسلامية مصحوب بقتل وسفك دماء ونهب أموال، مشيرا إلى أن هذه القيادات التاريخية، هم أول من استحل أموال (المسيحيين) والبنوك وقتل الموظفين فيها، بما فيها بنك التأمين الزراعي في مركز العياط بالجيزة، وهو بنك خاص بالفلاحين الفقراء، ومع ذلك قامت الجماعة بالاستيلاء عليه وقتل الناس فيه، وقاموا أيضا بقتل الخفير المسكين فوق شريط السكة الحديد.وأشار إلى أنهم هم الذين أمروا بقتل السياح، فكيف يمكن الاقتناع بالموقف الحالي لجماعة سفكت الدماء ورفضت الانصياع لمن نصحوها من الجماعات الاخرى بالابتعاد عن القتل العشوائي.وأضاف بأن "كرم زهدي ومجموعته وبطانته كانوا يسخرون من هؤلاء الناصحين ويصفونهم بأنهم أصحاب الحكمة الزائدة وتفضيل الجلوس في البيوت، متسائلا: " لماذا تتمحك الجماعة الاسلامية الآن في اسمها القديم ولماذا لا تختار اسما آخر يناسب توجهاتها الحالية"؟.ووجه حديثه للقيادات التاريخية للجماعة قائلا "الزموا بيوتكم. لا يجب عليكم أن تضللوا الناس مرة أخرى. أنتم الذين تكذبون. فقد كذبتم على الشباب قديما وقمتم بتضليلهم باسم الدين، والآن تريدون تسويق مشروعكم الجديد باسم الدين أيضا. فما الذي يدريني أنه إذا تغير النظام، لن تأتوا وتقولوا إن الدولة اكرهتنا لتأليف سبعة كتب (سلسلة المراجعات وتصحيح المفاهيم). وان كل الذي عملناه في هذا الأمر خطأ لأننا كنا أسرى. أليس من الممكن ذلك؟. طالما أنا غير واثق فيكم ولا أصدقكم، ففي هذه الحالة من الأفضل أن تلزموا بيوتكم ولا تقولوا أنكم تمثلون المسلمين ولا تتكلموا باسم الدين".ويرى د. هاني السباعي أن "بعض الحكومات لها رغبة في ابراز هذا التيار بحجة محاربة أفكار أخرى لكنها في الحقيقة تدمر أثر هذه القيادات عند شباب الجماعة وتجعلهم لا يتبعوهم، فكلما تظهرهم الحكومة تليفزيونيا واعلاميا وترضى عنهم، فسينظر لهم باحتقار وازدراء".وعاد بالتأكيد بأنه "يجب عليهم التنحي والجلوس في بيوتهم وعدم توزيع التصريحات، فمرة كان السادات في رأيهم أكبر عميل، حسب ما قاله كرم زهدي في المحكمة بعد اغتياله (قتلنا أكبر عميل لليهود في العالم). ثم بعد ذلك قالوا عنه انه شهيد!! فهل بعد ذلك كله تغير الأمر وأصبح شهيدا؟ ما هذا السقوط المروع؟ فإذا كان ذلك مرجعه الى قهر السجن والانهيار والضعف، فالأفضل لهم أن يصمتوا ويجلسوا في بيوتهم ويتفرغوا لتربية أولادهم. ولا يتحدثوا باسم الدين في أي مجال، بالخير أو بالشر، ويتركوا للآخرين البحث عن قيادات بديلة بعد أن صار اسم الجماعة الاسلامية وصمة عار في نظرهم وهم يتبرؤون الآن من أفعالها، بل وغيروا شعارها مؤخرا".[c1]مطلوب الحجر على هذه القيادات[/c]وقال "لو كانت هناك سلطة قانونية فمن المفروض أن يتم الحجر على هذه القيادات، ويطلب منهم ألا يتكلموا مرة أخرى باسم الدين. أنا مثلا كمسلم ولي توجهي الاسلامي الذي افتخر به، غير واثق فيكم".ومضى هاني السباعي قائلا إن جماعة الاخوان المسلمين التي كانت هذه القيادات تتهمها بالانبطاح للانظمة لم تغير شعارها، فكيف انتم تفعلون ذلك وتغيرون جلودكم نهائيا بمجرد تلقي ضربتين تحت الحزام".وتناول حالة الجدل التي أثارها مؤخرا ظهور اسم محمد خليل الحكايمة واعلان الظواهري انضمامه إلى القاعدة مع القيادي البارز في الجماعة الاسلامية محمد شوقي الاسلامبولي، ثم انكار القيادات التاريخية معرفتهم به. وقال: لا يستطيع أحد أن ينفي وجود ذلك الرجل، فالحكايمة الذي كان يلقب بأبي جهاد هو أول شخص من الجماعات الاسلامية المصرية يفتح قناة مع ايران، حيث عمل هناك فترة كبيرة في اذاعة صوت فلسطين، وكان يستضيف أي شخصية تأتي الى ايران من الجماعة، فقد استضاف مصطفى حمزة وبعده محمد شوقي الاسلامبولي وغيرهما كثيرون، ويتقن الفارسية وانشأ علاقات مع جماعات فلسطينية.وأضاف أنه عند خروجه من مصر إلى بيشاور أثناء الحرب ضد الاحتلال السوفياتي في افغانستان، شارك في تأسيس مجلة المرابطون التي كان لها صدى كبير في تلك الفترة وكان يجري تصوير نسخ منها في مصر وتوزيعها في الجامعات، وأشرف عليها (أبو طلال) وهو طلعت فؤاد قاسم الذي قبض عليه فيما بعد في كرواتيا، اما الحكايمة فقد أشرف عليها اخراجا واعلانا وكتابة وغير ذلك من الأمور التحريرية،وعندما ذهبت قيادات الجماعة الاسلامية إلى السودان، كان يطبع لهم الشرائط المسجلة في ايران ويمدهم بها.ووصف انكار القيادات التاريخية لوجوده بأنه نوع من كفران الاخوة والعشيرة، وأخلاق غير حميدة على الاطلاق، خاصة أن الحكايمة كان المسؤول الاعلامي للجماعة الاسلامية في اسوان، وكادرا مهما، وكانت له علاقة بخالد ابراهيم امير الجماعة في تلك المدينة، الذي اعرفه شخصيا وقد كان معي في سجن القلعة".وقال "إن الحكايمة اكتسب خبرات ليست عند قيادات الجماعة في الداخل، وهو وراء معظم الشرائط والكتابات التي كانت تصدرها الجماعة الاسلامية في عز مجدها وحتى وقت قريب. كان هو أسبق قيادات الجماعة الاسلامية الى ايران التي تنظر إلى قاتل السادات الملازم أول خالد الاسلامبولي كشهيد وبطل، وبالتالي كانت ترحب بأي من كوادر هذه الجماعة التي ينتمي إليها". [c1]اعتقلوا ابنه وهرب مع باقي أسرته[/c]وأوضح أن الحكايمة ترك اذاعة صوت فلسطين التي كانت تبث من ايران، عندما تم التضييق عليه، وجاء الى بريطانيا وفشل في الحصول على اللجوء واعتقل فترة، ثم جاءت أحداث سبتمبر التي غيرت كثيرا من الامور، فترك بريطانيا وعاد الى ايران، ثم هرب منها مع اسرته، حيث أنه أب لتسعة اولاد منهم بنتان قام بتزويجهما، وبالتالي أفلت من الاعتقال الذي كان يجري في اطار التضييق على العرب وخصوصا في مدينة مشهد، بينما اعتقلوا ابنه محمد (16 عاما) ولا يزال في موجود في السجون الايرانية، وقد شملت تلك الاعتقالات نحو 600 شخص من العرب، ما زال الكثيرون منهم بعوائلهم موجودين في السجون الايرانية.وحول اعلان الظواهري انضمام الحكايمة الى القاعدة، يرى السباعي إن هناك امرا من اثنين، فاما يكون الحكايمة قد التقى به، أو أن شركة سحاب قامت بالتسجيل معه، ثم اتصلت بالدكتور أيمن وأطلعته على الشريط وطلبوا منه أن يعلن ذلك، لأن الحكايمة لو تولى هو بمفرده الاعلان عن انضمامه، فلن يهتم به أحد في وسائل الاعلام لأنه ليس اسما معروفا لديهم.وقال: ليس هناك في الشريط ما يدل على انه حصل لقاء مباشر بين الاثنين، فقد رأيت الشريط كاملا على الانترنت، حيث اشتمل على مقدمة عن الحكايمة ثم مقدمة عن الدكتور الظواهري، وكل هذا لا يدل على ان الاثنين التقيا، ولكن مع ذلك ربما يكون قد حدث لقاء بينهما فعلا، وقد رأينا معالم الشاب الذي سجل مع الحكايمة مباشرة في الشريط، وهذه المعالم توحي بأنه شاب خليجي تقريبا.وأوضح أن الحكايمة اتصل به من المكان الموجود فيه قبل ظهوره اعلاميا واعلان انضمامه للقاعدة، ولم يطلعه على هذا الأمر، وكان يريد ان يسوق لكتابه "أسطورة الوهم" عن المخابرات المركزية الأمريكية( سي آي ايه) فأخبرته انني يمكنني ان اتصل بوسائل الاعلام في بريطانيا بشأن هذا الكتاب، لكن المشكلة ان اسمه ليس مطروحا اعلاميا، وارسل لي الكتاب، فوجدته سهلا من الممكن ان ينشره أي أحد فهو يتكلم عن الاستخبارات الأمريكية ونشاطها وتاريخها، وكلها معلومات معروفة قرأناها في الكتب. وقال ان "الاعلان عن تحالف بعض قيادات الجماعة الاسلامية في الخارج مع القاعدة يمثل ضربة قاصمة للجماعة، وقد تسبب في صداع كبير للنظام في مصر، وكان من نتيجة ذلك السماح لكرم زهدي وناجح ابراهيم بالظهور الاعلامي في تليفزيون الدولة لأول مرة منذ خروجهما من المعتقل قبل أكثر من ثلاث سنوات، ثم بعد ذلك ظهورهما في قنوات فضائية أخرى".وتساءل: لو كان الحكايمة نكرة أو لا يمثل شيئا خاصة أنه ذكر معه في التحالف الجديد محمد شوقي الاسلامبولي القيادي البارز في الجماعة، فلماذا كل هذا الاهتمام الاعلامي. الموضوع اذن يشكل ضربة للقيادات التاريخية للجماعة وانتكاسة وقد يتسبب في عدم الافراج عن باقي المعتقلين من الجماعة التي حققت مكاسب كثيرة مع الامن بسبب تراجعاتها وهي تريد أن تحافظ على ذلك، ولهذا قامت تلك القيادات بانكار معرفتهم بالحكايمة والتقليل من كينونته.وعن التطورات المنتظرة في هذا الملف قال السباعي: الضربة القاصمة الأكبر التي اتوقعها واعتقد ان القيادات التاريخية للجماعة تجهز نفسها لذلك، ظهور شريط يخرج فيه محمد شوقي الاسلامبولي بالصوت والصورة يؤكد انضمامه للقاعدة ويرد على بعض الشبهات التي اثارتها تلك القيادات، وهو بالضرورة يطلع على موقع الجماعة الذي تم اطلاقه على الانترنت مؤخرا، مشيرا إلى أن كلامه سيكون أقوى من كلام محمد خليل الحكايمة، خاصة أنهم لن يستطيعوا المزايدة عليه.
إسلامي مصري يهاجم قيادات الجماعة الإسلامية ويطالب بالحجر عليها
أخبار متعلقة