إمام وخطيب المسجد الحرام:
الرياض / متابعات :أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعياً إلى خشية الله ومخافته وإلى احترام العلماء وطاعتهم.. مؤكدا فضيلته أن خادم الحرمين الشريفين حفظ مكانة العلماء واهتم بمنزلتهم.وقال فضيلته في خطبة الجمعة الماضية في المسجد الحرام أن من كان بالله أعرف كان منه أخوف وملائكة الرحمن هم أعرف بربهم يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ورسل الله وأنبياؤه هم سادات الخائفين الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله وكيلا ثم يأتي بعد ذلك أهل العلم الربانيون فهم أهل الخشية. وكلما كان العالم مستشعراً مسؤولياته ومستبشراً بوقوفه بين يدي الله ومستحضراً قول الله: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن العالم الذي علم كبر المسؤولية والأمانة ويسعى في براءة الذمة فان خوفه من الله وخشيته من مولاه على قدر ما يستشعر ويستحضر. مشيراً إلى أن مما يجسد ذلك ويبينه ذلك التوجيه الراشد والكلمة الصادقة التي خاطب فيها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين وحامي حماهما، وحامي الشرع المطهر.. خاطب فيها يحفظه الله العلماء والمسؤولين في الدولة من منطلق مسؤوليته الشرعية وإمامته الدينية فقد حفظ لأهل العلم منزلتهم وللمؤسسات الشرعية حقها وصان حدودها ووقف بحزم في منع تجاوزها أو النيل من هيبتها، وقال خادم الحرمين الشريفين أعزه الله ونصر به دينه (فشأن يتعلق بديننا ووطننا وأمتنا وسمعة مؤسساتنا الشرعية التي هي معقد اعتزازنا واغتباطنا لن نتهاون فيه أو نتقاعس فيه، فدين الله ومسؤولية نضطلع بها إن شاء الله على الوجه الذي يرضيه فمن واجبنا الشرعي أداءها بحزم وبقوة حفظا للدين وهو أعز ما نملك ورعاية لوحدة الكلمة والأمة وحسبا لمادة الشرع فديننا هو عصمة أمرنا فلا عزة للعباد والبلاد حين التجرؤ على الكتاب والسنة والتصدي للفتوى من غير أهلية، والدين ليس محلاً للتباهي ومطامع الدنيا.وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن خادم الحرمين الشريفين كان حازماً صارماً في منع تجاوز دور المؤسسات الشرعية والوقوع فيها وفي حملتها ومسؤوليها يحفظ الله حماة الفتوى وحفظة الشرع المطهر، تعظيماً لدين الله من الافتراء عليه، ممن يقتحم المركب الصعب ولم يتسلح في العلم يحمل آلته المؤهلة ممن ينتسب إلى علم أو فكر أو ثقافة أو إعلام، حيث لا يجوز أن يكون رأيه في الخلاف المسموح به شرعاً سبيلاً للتقول على الله أو تجاوز أهل الذكر أو التطاول على أهل العلم، وفرق بين سعة الشريعة ورحمتها وفوضى القيل والقال.. موضحا أن الخلاف شر الفتنة وأن كل من خرج عن الجادة التي استقر عليها أمر الأمة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من الصحابة رضي الله عليه ثم من تبعه بإحسان من علماء الأمة فمن خرج عن الجادة لابد من لجمه وإيقافه عند حده فالنفوس ضعيفة وأضواء الإعلام محرقة والمغرض مترقب متربص. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله أكد أن المؤسسات الشرعية قامت بواجبها على الوجه الأكمل ومن أراد أن يقلل من دورها متعديا على صلاحيتها ومتجاوزا أنظمة الدولة وناصبا نفسه لمناقشتها فيجب الوقوف أمامه بحزم ورده إلى جادة الصواب وإلزامه باحترام الدور الكبير الذي تقوم به هذه المؤسسات الشرعية وعدم الإساءة إليها أو التشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها وإضعاف هيبتها والنيل من سمعتها. كما أشار فضيلته إلى أن المقصود من ذلك حفظ حمى الدين سيرا على ما تقتضيه السياسة الشرعية في اجتماع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والاجتماع على أمر الدين وإبعاد الفتنة، أما الفتاوى الخاصة بأمور العبادات والمعاملات وشئون الأسرة والأحوال الشخصية بين السائل والمسؤول والمستفتي والمفتي فهذا أمر واسع.