الشيخ عبدالله بن زايد
ابوظبي / متابعات :أكد الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير خارجية دولة الإمارات أمام اجتماع عقد بين قادة حلف شمال الأطلسي الناتو وزعماء 19 دولة مشاركة في (ايساف) تأييد دولة الإمارات العربية المتحدة لنقل السلطة الكاملة للأيدي الأفغانية و قوات أمنها.ووصف هذا الاجتماع بأنه يمثل خطوة تاريخية للأمام بالنسبة لأفغانستان وأكد ان همنا الأول هو مساعدة أفغانستان على ارتقاء سلّم الاستقرار و الأمن و الازدهار الاقتصادي.ويج هذا الاجتماع للدول التي لديها قوات تعمل تحت قيادة قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) ضمن قمة دول الحلف في العاصمة البرتغالية لشبونة.وأعلن أن الإمارات ستستضيف أول مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان، وستكون رئاسة المؤتمر مشتركة بيننا و الحكومة الأفغانية، و ذلك في دبي يوم 30 نوفمبر الجاري. انطلاقاً من روح إعلان دبي لعام 2003 حول التجارة و الترانزيت و الاستثمار.، وقال إن المؤتمر الأفغاني يرمي لتفعيل الأنشطة الاقتصادية التي ستفيد منها أفغانستان و لترسيخ العلاقات بين القطاع الحكومي و الخاص بهدف المزيد من المشاريع الاستثمارية في أفغانستان على المدى الطويل. إن التنمية المستدامة هي صمام الأمان والضمانة الأساسية لخروج القوات الأجنبية التي تضطلع بالدفاع عن أفغانستان.وشارك في هذا الاجتماع المهم مع قادة دول حلف الناتو البالغ عددهم 28 دولة التي يقودها الناتو في أفغانستان بالإضافة إلى قادة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي واليابان.وقال الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في كلمته هذا الاجتماع يأتي كتتويج لسلسلة من نظيراته السابقات التي انعقدت بلندن و كابول و اسطنبول، خلال عام من النشاط الدافق . وأضاف نحن في الإمارات العربية المتحدة ملتزمون لآخر الشوط في أفغانستان، بيد أنا ما برحنا نستهدف غاية واحدة محددة، و هي انتقال السلطة بأكملها للأيدي الأفغانية و قوات أمنها.ومضي يقول : يمثل اجتماعكم الموقر هذا خطوة تاريخية للأمام بالنسبة لأفغانستان و هي تتحسس طريقها و تحاول أن تعكس ما طرأ عليها من تقدم و استقرار في جميع ربوعها، و نود بهذه المناسبة أن نشيد بأهل أفغانستان قيادة و شعبا حيث أنهم تحدّوا الصعاب و قهروا المستحيل في زحفهم نحو التقدم و الرفاه.وأكد قائلا: إننا نرى أن الأمن يبدأ بالجبهة الداخلية، و من ثم تنداح دوائره خارج الحدود؛ و نعني تحديداً أن أمن و استقرار أفغانستان هو كالنواة التي ينطلق منها أمن و استقرار المنطقة، والإمارات جزء من هذه المنطقة، لذا فإن أمن أفغانستان يكمن في صميم المصالح الإماراتية، و وهكذا فإن مساهمتنا في الجهود الدولية المعنية بأفغانستان تكتسب أهمية خاصة، بما في ذلك مشاركتنا الفعالة في القوة الدولية( إيساف )؛ و همنا الأول هو مساعدة أفغانستان على ارتقاء سلّم الاستقرار و الأمن و الازدهار الاقتصادي.و قال وزير الخارجية بما أن القوات الدولية تتألف من عدة دول بطبيعة الحال، فإن ذلك يعني أن الاستقرار في منطقتنا استثمار تشارك فيه الأسرة الدولية برمتها، و لقد اضطلع حلف الناتو بالدفاع عن دولة كهذه في أقصى الأرض و لا يربطها رابط بالدول الأعضاء في الحلف.و قال: من هنا فإن الإمارات تنتهز هذه الفرصة لتشيد بالشراكة التي نشأت بين قواتنا و بين الناتو على أرض أفغانستان، عبر نضال مشترك محفوف بالبذل و العرق و الدم.وأكد الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان إننا نستهدف الأقلية الأصولية المتطرفة المتمنطقة بالعنف و الإرهاب، لأنها تتاجر بالدين و تتسربل بشعاراته زورا و بهتانا تغطية لسعيها وراء الدنيا والسلطة .وأضاف قائلا: و إزاء هذه الأوضاع كانت الإمارات من أول الدول الإسلامية التي شاركت مشاركة كاملة و فعالة في القوة الدولية إيساف. وقد عملنا منذ بداية انتشار قواتنا المسلحة سنة 2003، وعلى مدى سبع سنوات على دعم وجودنا العسكري، حيث تضم قواتنا المسلحة اليوم أكثر من 1200 عنصر.وقال: لقد جاءت بعدنا أخريات من الدول الإسلامية ما ضاعف غبطتنا، إذ إن القضية تهم العالم الإسلامي بالدرجة الأولى، و يدل اهتمام الدول الإسلامية على رغبتها في الدفاع عن نفسها بنفسها، و ستعمل الإمارات على إقناع المزيد من الأطراف الإسلامية لولوج هذا المعترك، كل بما يستطيع من مساهمة.ومضى وزير الخارجية يقول: في حقيقة الأمر فإن الأمن يمثل جانباً واحداً من المشكلة، أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية فهو استقرار المجتمع الأفغاني و تقدمة الاقتصادي. و لقد توصل اجتماع اسطنبول الأخير حول التعاون الاقتصادي الإقليمي لحقيقة مهمة : أن الاقتصاد الأفغاني الحيوي، و التمكين الاقتصادي للأفغان أنفسهم، له مردود أكثر عمقاً لصالح الاستقرار من أي حل تسعى لجلبه العمليات العسكرية.وأكد الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان قائلاً أن عملية التحول الاقتصادي تستوجب كذلك الشراكات الدولية الفعالة. و في هذا الصدد، يسرني أن أعلن أمامكم إن الإمارات ستستضيف أول مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان، وستكون رئاسة المؤتمر مشتركة بيننا و الحكومة الأفغانية، و ذلك في دبي يوم 30 نوفمبر الجاري. و انطلاقاً من روح إعلان دبي لعام 2003 حول التجارة و الترانزيت و الاستثمار، فإن المؤتمر الأفغاني يرمي لتفعيل الأنشطة الاقتصادية التي ستفيد منها أفغانستان و لترسيخ العلاقات بيين القطاع الحكومي و الخاص بهدف المزيد من المشاريع الاستثمارية في أفغانستان على المدى الطويل. إن التنمية المستدامة هي صمام الأمان والضمانة الأساسية لخروج القوات الأجنبية التي تضطلع بالدفاع عن أفغانستان.وقال في ختام كلمته: بمثلما شهد العام الذي نحن في نهايته الآن اجتماعات على مستوى عالى في لندن و كابول و اسطنبول و لشبونة، فإن 2011 ستكون أيضا سنة خير وفير لأفغانستان بإذن الله، و سيتم فيها السير للأمام بعملية التحول الإقتصادي و السياسي، بينما ستتغير كثير من ملامح القوى العسكرية الموجودة، و نتمنى أن تتواصل الجهود الدولية المفضية إلى أمن و استقرار أفغانستان في تمكين هذا البلد من أخذ زمام المبادرة و المضي قدماً نحو التحول الاجتماعي و التقدم الإقتصادي.على الصعيد نفسه وافق رؤساء دول وحكومات 48 دولة، في قمة الناتو في لشبونة، على المساهمة بتفويض من الأمم المتحدة قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) في أفغانستان ، ووافقوا ايضا على رؤية واضحة للانتقال المستدام إلى قدر أكبر من المسؤولية الأمنية الأفغانية ، في إطار شراكة طويلة الأمد بين حلف شمال الأطلسي وأفغانستان. وقال الأمين العام للناتو ، أندرس فوغ راسموسن امام الاجتماع «اليوم يمثل بداية لمرحلة جديدة في مهمتنا في أفغانستان. سنطلق العملية التي من خلالها ستتولي الحكومة الافغانية القيادة الامنية في أنحاء البلاد ، ومنطقة تلو الأخرى ، ومحافظة تلو الأخرى)).وأضاف قائلا : هناك رؤية واضحة نحو القيادة الأفغانية ، وهي رؤية الرئيس كرزاي وهي رؤية نتفق معها ونحن سوف نجعلها حقيقة واقعة ، بدءا من العام المقبل «، وكان راسموسن قد أكد في بداية الاجتماع ايساف والناتو انه يجب ألا يكون هناك أي شك من التزامنا المستمر في مواصلة القتال في أفغانستان ضد الإرهاب الذي تكتسب مواجهته أهمية إستراتيجية عالمية / وقال راسموسن «هنا في لشبونة بدأت العملية بإعادة المسؤولية الكاملة الي الشعب الأفغاني مرة أخرى لكي يصبحوا سادة في البيت نفسه» وأوضح ان «اعتبارا من العام المقبل ، ستبدأ القوات الأفغانية مسك زمام المسؤولية عن العمليات الأمنية ، وهذا سيبدأ في بعض المناطق والمحافظات ، وعلى أساس الشروط ، سوف توسع تدريجيا في جميع أنحاء البلاد. والهدف هو اعطاء المسؤولية الامنية كاملة للقوات الأفغانية في جميع أنحاء البلاد بحلول نهاية عام 2014 «. ووفقا لراسموسن ، « فان حلف شمال الاطلسي سيبقي على المدى الطويل ، في دور مساند ، في اطار اتفاقية وقعت لاقامة شراكة طويلة الامد بين الناتو وأفغانستان من شأنها أن تحمل ابعادا لما بعد انتهاء المهمة القتالية لدينا «. ذكر راسموسن ان ما حققته الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي في افغانستان اكثر اهمية من أي وقت مضى في تاريخنا. وسيكون لدينا الكثير لنفعله معا ، لمساعدة أفغانستان على العثور على السلام والأمن والتنمية لشعبها / واتفق القادة وكبار المسؤولين في اجتماعهم علي التقدم في بناء القوة ، وتوفير المعدات لرفع قدرات قوات الأمن الوطنية الأفغانية التي تتخذ القيادة على نحو متزايد في عمليات مشتركة في المناطق الأكثر خطورة , وتتجه قوات الأمن الأفغانية للوصول إلى 300،000 بحلول نهاية عام 2011 ورفع المستوي القتالي لا سيما من خلال بعثة تدريب منظمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وذكر الأمين العام للناتو أن قادة قوات الأمن الوطنية الأفغانية يعملون على تطبيق خطة النمو والتنمية وهي في صميم مهمة ايساف الأساسية كما ان ايساف تساهم في دعمها لعملية تقودها القوات الافغانية للمصالحة وإعادة الاندماج كجزء أساسي لتحقيق الاستقرار الدائم في البلاد. وكان هناك أيضا اتفاق على أن هذه الجهود التي تقودها أفغانستان للمصالحة وإعادة إدماج المتمردين لأولئك المقاتلين الذين ينبذون العنف ، وقطع الروابط مع الجماعات الإرهابية وقبول الدستور الأفغاني. .