- قيل إن خطيب جمعة هاجم بقوة وحماس امرأة زانية تقيم في حي مجاور, ودعا المصلين إلى الثورة ضدها .. وهو لم يسمها ولم يشر إلى عنوانها إما تأدباً بآداب الخطابة والوعظ وأما لأنها غير موجودة أصلاً إلا في مخيلته.وقف أحدهم في صف المخاطبين وصاح قائلاً للخطيب : أين بيتها عليها لعنة الله؟! وكان صاحب تلك الغيرة الكذابة يود الاهتداء إلى منزل تلك الزانية لغرض تعرفونه.- تذكرت هذه الحكاية نهاية الأسبوع .. قائد عسكري مقاعد لا يزال صاحب نفوذ ويقال إنه سيطر حتى الآن على (47 بقعة) .. قيل له إن طرفين يتنازعان على أرض, وكل طرف منهما في الحقيقة لا يملك الأرض .. بل ينافس من أجل السيطرة عليها بحكم أنها من أملاك الدولة التي باتت عرضة للنهب من قبل أي قوي أو نافذ أو منفوذ.الرجل لم يهتم لأمر النزاع ولا يريد حتى معرفة طرفي النزاع .. ما أراده هو معرفة مكان “البقعة” المتنازع عليها .. “عليها لعنة الله ..”.- عرف الرجل مكانها في “المديرية عليها لعنة الله” وسطا على الغنيمة بعد أن فرق بين المتنازعين وصرف كلاً منهم إلى سبيله مقابل ريالات معدودات عليها لعنة الله وبمساعدة “ساكتين عليهم لعنة الله”.ڈ أين بيتها عليها لعنة الله؟! .. ينفذ منها الفاسدون إلى مختلف البيوت التي صارت بيئات يترعرع فيها الفساد .. والمؤسف أن هذا القانون القديم يتم دعمه حتى من قبل الناس المظلومين أنفسهم وإلى الآن.- قبل عقود تنازع فلاحان على ملكية أرض زراعية في قريتنا .. لجؤوا إلى “الشيخ” فجاء يتعرف على الأرض “عليها لعنة الله” ولأنه طمع فيها, ادعى أن المسألة معقدة ولا يمكن فض النزاع بين الفلاحين المسكينين إلا بضم الأرض إلى ملكية الشيخ. وهذا ما حدث وتصالح المتنازعان واستراح ضميراهما .. اليوم يحدث الشيء نفسه .. يتنازع اثنان على شيء مثل وظيفة مستحقة ويأتي طرف ثالث ويأخذ “بيتها عليها لعنة الله”.!
أخبار متعلقة