يخطئ كل من يعتقد أن العدوان على غزة عدوان إسرائيلي فقط، وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع من أبناء أمتنا العربية الحية وأمتنا الإسلامية، إسرائيل هي الأداة المنفذة للعدوان، نعم، هي الكيان المغتصب لأرض فلسطين والمحتل لأرض فلسطين، ولكن يجب أن نتذكر دوماً من الذي زرع هذا الكيان في قلب وطننا العربي، ومن الذي تبنى هذا الكيان بعد الإعلان عنه وحماه وسلحه، وحرص على بقائه.. أليست أمريكا؟ واليوم القرار أمريكي والغطاء أمريكي، ونقول مع الأسف بعد أن جرى التمهيد لهذا العدوان من قبل الحكومة الإسرائيلية في أروقة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن. كان التمهيد له في زيارة وزيرة الخارجية ليفني إلى دولة عربية شقيقة، والتي أعلنت أثناء زيارتها لهذه الدولة أن الوضع في غزة سيتغير، وأن علاقتها مع هذه الدولة علاقة إستراتيجية، ماذا نفهم من هذا؟ هل هي الاتفاقات الموقعة مع هذا الكيان الصهيوني؟ هل هو الخوف والرعب من أمريكا إلى درجة أصبح كل نظام عربي كل همه كيف يحمي ذاته حتى ولو بالتحالف مع الشيطان، ظناً منه بأن هذا الشيطان سيحميه. ونسي أمته وعروبته وقوميته أم ماذا؟ نريد أن نعرف، نريد أن نفهم! لماذا الصمت الذي طال؟ وعندما أقول الصمت أقصد الصمت العربي على غزة المحاصرة، ولماذا تترك غزة حتى تأتي أداة الاستعمار ويده الضاربة جيش الاحتلال الصهيوني ويقتل أبناء غزة ويرتكب المجازر؟.لماذا لم يكن هناك دور عربي ضاغط في مجلس الأمن وفي هيئة الأمم المتحدة، وعلى مستوى العالم كله لمنع هذا العدوان قبل حدوثه، والكل يعلم أن هناك ضربة قادمة لغزة؟واليوم وبعد أن وقع العدوان لماذا لا تغلق السفارات الصهيونية في هذه البلدان العربية؟ لم نر دولة تبادر لمثل هذا العمل وتطرد السفير الصهيوني من عاصمتها، لماذا؟ أليس هذا أضعف الإيمان؟سمعنا أن الدولة الفلانية أشترت أسلحة بمبلغ كذا، والدولة الفلانية بمبلغ كذا، ونحن نسأل : لماذا كل هذه الأسلحة؟ ومن أجل ماذا؟ هل يوجد خطر عليكم أيها العرب من غير الكيان الصهيوني ومن يدعمه؟ هل تخشون بعضكم بعضاً؟ هل تشترون السلاح لمواجهة شعوبكم؟ نريد أن نفهم؟.إذا كانت فلسطين اليوم فستكون كل دولة عربية على حدة في المستقبل، وهذا ما لا نريده ونرفضه، وهذا ما سيجعل الفلسطيني مدافعاً وفي الخط الأول عن هذه الأمة العربية، فلا تتركوا الفلسطيني وحده.تعالوا نستمع إلى الشرفاء من هذه الأمة! تعالوا نلتف حول دعوة فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح للقمة العربية الطارئة! تعالوا لا نتأخر عن عقد هذه القمة العربية وعلى أعلى المستويات نخرج من دائرة الاستنكار والشجب ونأخذ قرارات حاسمة:أولاً : مطالبة السلطة الفلسطينية بوقف الحوار العبثي وفوراً مع الكيان الصهيوني.ثانياً : العمل الجاد على وحدة الصف الفلسطيني وتحمل المسؤولية أمام الأمة العربية والإسلامية لمن يقف عائقاً أمام الوحدة الوطنية الفلسطينية.ثالثاً : إلغاء اتفاقية السلام العربية، لأن الكيان الصهيوني لم يعترف بها أصلاً.رابعاً : إغلاق السفارات الإسرائيلية في بعض العواصم العربية وطرد السفراء.خامساً : فك الحصار عن غزة وفك معبر رفح بقرار من القمة العربية وإلى الأبد.سادساً : مطالبة مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة بأخذ قرار واضح وصريح بإدانة العدوان وتحميل إسرائيل مسؤولية الجرائم التي تم ارتكابها.سابعاً : الكف عن المراهنة على أمريكا وعلى ما يسمى التسوية.ثامناً : تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية بدون استثناء.
أخبار متعلقة