الحديدة / سبأ:التقى الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أمس بقاعة الفقيد يوسف الشحاري بالمركز الثقافي بالحديدة، محافظ محافظة الحديدة أحمد سالم الجبلي و أمين عام المجلس المحلي حسن أحمد الهيج ورئيس جامعة الحديدة والدكتور حسين القاضي الوكيل المساعد حيدرة ناصر الجحما ومدير الأمن العام بالمحافظة العميد عبدالوهاب الرضي وأعضاء المجالس المحلية ومديري عموم المكاتب الحكومية ومديري عموم مديريات المحافظة والقيادات الإدارية والعسكرية والأمنية.وقد تحدث الأخ نائب رئيس الجمهورية إليهم قائلاً : (( إننا نلتقي اليوم لتدشين برنامج عملي تحدد فيه الأهداف والمسميات المتصلة بمختلف قضايا العمل وبرامج التنمية بشقيها الخدمي والاقتصادي وما يتصل أيضاً بحياة الناس وما يحتاجون إليه ويتطلعون إلى تلبيته )) .ونقل الأخ النائب في كلمته تحيات فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، وأشار إلى أهمية العمل المشترك والجاد وتحديد المهام وتشخيص الهفوات والنواقص وكذلك مكامن الخلل من أجل النهوض بمستوى الأداء على النحو المطلوب .
جانب من الحضور
وقال الأخ عبد ربه منصور هادي : « من المهم أن تكون الصراحة والشفافية هي أساس اللقاء وحتى المكاشفة وذلك من أجل خلق الحلول المناسبة والعاجلة وبحسب الأولويات على أساس أن الناس دائماً تزداد مطالبها واحتياجاتهم مع تطور الزمن وازدياد معدلات السكان بصورة عالية « .وأشار إلى أن الإنسان منذ ولادته تستمر حاجته لمختلف الخدمات الصحية والتنموية والبيئية وغيرها ، ومع الاعتراف بأن هناك نواقص كبيرة إلا أن الحلول مستمرة ولن تتوقف أبداً وهذه طبيعة الحياة في كل مكان وزمان .وشدد الأخ نائب الرئيس على أهمية العمل المتفاني من أجل توفير مشاريع البنية التحتية التي تهم وترتبط بحياة الناس بصورة أساسية وأهمها التربية والتعليم والاتصالات العامة والطرقات والصحة والمياه والكهرباء.وأشار إلى أن الكهرباء والصحة العامة والمياه بحاجة إلى مضاعفة الجهود بصورة أكبر وان ينهض المسئولون عن هذه المرافق الأساسية والمهمة بالمسئولية بصورة أكبر من أجل مواكبة الحياة والتطور والنهوض .وأكد أن المناقشة ستتم على مستوى عواصم المحافظات والمديريات للاطلاع على الوضع بصورة محددة ومشخصة . كما أكد أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تبذل كل الجهود الحثيثة من أجل النهوض بتلك المسئوليات الجسيمة خصوصاً إذا ما ربطنا ذلك بالوضع الاقتصادي المتواضع الذي وصل في الفترة الأخيرة إلى حد التدهور بسبب ظروف كثيرة داخلية وخارجية بالإضافة إلى الأزمة المالية التي تأثرت بها كبرى الدول .وتطرق الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية إلى ما تثيره المعارضة من توليد الأعذار والمكايد . وقال : « بعد اتفاق فبراير عام 2009م طلبوا تأجيل الانتخابات من أجل تهيئة المسرح السياسي للانتخابات وبعدها طرحوا مشاكل بعض مديريات صعدة التي أثارها الحوثي، ومن ثم تحدثوا عن الحراك بصوره المختلفة ومطالبه المتنوعة التي يصل البعض منها إلى الخروج على القانون والنظام وقطع الطرقات وكل ما له حساباته الخاصة » .وأشار الأخ نائب الرئيس إلى أن المعارضة في العالم تقدم برامجها على أساس وطني وتطرحه للشعب لتزكيته أو رفضه، كما أن المعارضة في العالم تطالب بتقديم الانتخابات عندما تريد التغيير وفقاً لبرامجها التي تحوز على القبول والتأييد من قبل جماهير الشعب، ولكن المعارضة في اليمن تطالب بالتمديد لمجلس النواب وذلك له معانيه وإشاراته الواضحة.وأضاف : « واليوم نقول لهم إن التأجيل قد تم في فبراير 2009م على أساس أن الدستور لا يسمح بتأجيل آخر ، وفي حقيقة الأمر الخلاف هوايتهم لأن كل واحد من هذه الأحزاب له أجندته الخاصة به على مختلف المشارب السياسية ، والبلد لن يتحمل المزيد والوضع الاقتصادي صعب، لكن البعض يريد الذهاب إلى الفوضى العامة والفراغ الدستوري ولدينا تجارب كافية ، وما يحصل في الصومال والعراق وأفغانستان خير دليل وهو ما يتطلب العمل الوطني والجاد والذهاب بصورة حاسمة إلى الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في 2011م ولا مساومة على ذلك» .واعتبر الأخ عبد ربه منصور هادي أن التحاق خمسمائة ألف تلميذ سنوياً بالمدارس و خمسة ملايين وخمسمائة ألف طالب يدرسون في المدارس الأساسية والثانوية وكذا قرابة خمسة ملايين شاب يريدون العمل وهم ما بين سن السادسة عشرة والثامنة والعشرين، يحتم علينا بدلاً من البحث عن خلق المشاكل والصعوبات أمام البلد والنظام - حشد الطاقات والإمكانات والإبداعات لمعالجة هذه المشاكل الملحة ولكن الغرض الحقيقي لهم هو التآمر على النظام . وشدد الأخ نائب رئيس الجمهورية على أهمية عقد مؤتمرات شعبية في كل المحافظات لتبيان الواقع الحقيقي والمغالطات التي تجري من قبل المعارضة.وكان محافظ الحديدة الأخ أحمد سالم الجبلي قد ألقى كلمة رحب فيها باسم أعضاء المجالس المحلية والمكتب التنفيذي واللجنة الأمنية وكل أبناء محافظة الحديدة بالأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ورعايته لهذا اللقاء للوقوف أمام ما أنجز بالمحافظة في مجال التنمية المحلية ولدراسة متطلبات واحتياجات المحافظة المستقبلية والصعوبات والمعوقات التي تواجه السلطة المحلية في مجال التنمية المحلية.. بالإضافة إلى تشخيص مواطن القصور في الأداء بآليات حضارية وبنقاش علمي ومنهجي وديمقراطي شفاف يترجم عملياً توجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي دعا منذ وقت مبكر إلى ضرورة الانتقال التدريجي إلى نظام الحكم المحلي كترجمة عملية لأهداف الثورة في حكم الشعب نفسه بنفسه.وقال الجبلي : « إن جهود التنمية في محافظة الحديدة تسير بوتيرة جيدة ووفقاً للإمكانات المتاحة وقد شهدت المحافظة خلال احتفالات شعبنا بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية افتتاح ووضع الحجر الأساس للعديد من المشروعات الخدمية والتنموية في مختلف القطاعات » .ولفت إلى أنه يجري حالياً تركيب كرينين (رافعتين) إضافيين لمناولة الحاويات في ميناء الحديدة وسيبدأ عملهما التجريبي مع بداية العام 2011م من أجل النهوض بميناء الحديدة ، وأن إيرادات المحافظة المركزية تجاوزت الربط خلال العام المنصرم بما يقارب خمسة مليارات ريال ومؤشرات العام 2011م إيجابية.وأضاف « إن أبناء محافظة الحديدة محبون لوطنهم وحريصون على ترسيخ الأمن والاستقرار ، ينشرون ثقافة الخير والحب والبناء والتسامح ، وكانوا ولا يزالون وسيبقون عمقاً وحدوياً ووطنياً يبادلون وطنهم وقائدهم الوفاء بالوفاء ويؤيدون السير بالعملية الديمقراطية المتمثلة في إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد في الرابع من إبريل من العام القادم كاستحقاق دستوري وحق انتخابي لكل أبناء الشعب ».وأكد الجبلي أن التقييم الذاتي وتشخيص مواطن الخلل والقصور هي أساس النجاح وان الصعاب والمعوقات متعددة فالإمكانيات المادية هي حجر الزاوية في تعثر بعض المشاريع وخاصة المركزية .وقال « إننا اليوم نتعشم في لقائنا هذا بكم أن نضع بعض الهموم التنموية والاحتياجات الضرورية وسنركز على قضية رئيسية هي مطلب رئيسي لكل أبناء المحافظة وهي الكهرباء فبالرغم من التحسن الكبير والملحوظ إلا أننا نخشى كثيراً من صيف حار وساخن ينتظرنا والكثيرون يراهنون على وضع الكهرباء في هذه المحافظة » .وأوضح الجبلي مشاكل الكهرباء قائلاً « إن المحافظة لن تستفيد من محطات التوليد التي تشيدها الدولة حالياً من أجل توفير الطاقة نتيجة لعدم توفر أي محطات رئيسية لتحويل الجهد العالي ضمن الشبكة المحلية للمحافظة. . مطالباً بسرعة إنشاء محطات تحويل رئيسية و ثلاث محطات تحويل فرعية في مركز المحافظة وبصورة عاجلة خاصة وأن عدد المشتركين ارتفع من 85 ألفاً و797 مشتركاً في العام 2005 إلى ما يقارب 125 ألفاً و938 مشتركاً هذا العام وبنسبة زيادة 46 بالمائة.وأوضح أن التغطية لشبكة الكهرباء في ريف المحافظة لا تتجاوز 19 بالمائة، ما يحتم ضرورة توسعة محطة التحويل الرئيسية في مديرية الجراحي وإنشاء محطات تحويل فرعية في كل من بيت الفقية وباجل لاستكمال خدمات إدخال الكهرباء في المديريات الجنوبية والشمالية للمحافظة.كما طالب الجبلي باعتماد تكاليف المرحلة الثانية من تأهيل الشبكات العشوائية والمتهالكة في الأحياء المتبقية في مركز المحافظة، وكذا استكمال الإجراءات الخاصة بمحطة التوليد الإضافية في شارع الخمسين بقدرة ستين ميجاوات التي استكملت معظم إجراءاتها من قبل مؤسسة الكهرباء ليبدأ التشغيل خلال العام القادم 2011م.وأعرب المحافظ عن أمله في تبني نائب الرئيس لهذه المتطلبات الرئيسية من أجل توفير التمويل اللازم لتنفيذها باعتبارها قضية رئيسية تؤثر على أمن واستقرار المحافظة .كما طالب بدعم جهود قيادة المحافظة لمواجهة الهجمة الشرسة من بعض المتنفذين على الأراضي بالمحافظة ، والتوجيه لوزارتي الصحة والمالية بإعادة النظر في المخصصات المالية للمنشآت الصحية الخدمية بالمحافظة وسرعة البدء في تنفيذ المستشفى المركزي الذي كان من المفترض أن يبدأ تنفيذه قبل عام من الآن خاصة وأن التمويل من الصندوق السعودي وكذلك إعادة تأهيل مستشفى العلفي عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية أو أي جهة ممولة أخرى .وطالب الجبلي باستكمال الاستاد الرياضي في المحافظة وإعادة تأهيل ملعب العلفي واستكمال تجهيز الصالة الرياضية المغلقة كونها الصالة الوحيدة للشباب في المحافظة. وقد جرى في اللقاء نقاش مستفيض مع مديري عموم مكاتب الوزارات والمؤسسات في مجالات التربية والتعليم والكهرباء والمياه والاتصالات والطرقات تناولت طبيعة المنجزات و الإجراءات والمشاريع القائمة وقيد التنفيذ، وكذا المشاريع المتعثرة بالأرقام والواقع وبصورة توضح طبيعة ما هو قائم وما تم وما يجب عمله . كما تحدث جميع مديري عموم مديريات محافظة الحديدة الست والعشرين كل عما لديه من إمكانيات وما تحتاجه كل مديرية من متطلبات.وقد وجه الأخ عبد ربه منصور هادي الجهات و المسئولين المعنيين بالعمل على توفير المتطلبات ومتابعة سير العمل والإنجاز أولاً بأول .