صباح الخير
توطئة : "لاتضغط على نفسك كثيرا كي تكتب فكل موضوع كتب تحت ضغط واجبار نفسي يخرج عقيما وينسى بمجرد الانتهاء من عناء قراءته".ما بال هذا الموضوع غير رافض ان يساعدني فأتمه وأدفع به للنشر، ما بال أفكاره كلما امسكت بها وجمعت تلابيبها بين فكري ويدي تسربت مرة اخرى بحرية تسرب الماء.يا ربي كن عونالي فثمة مواضيع نكتبها بسهولة ويسر في حين ان هناك مواضيع ما إن نباشر بكتابتها حتى نقع في حالة معاناة شديدة وتسقطنا بدوامة تظل تلف بنا حتى نتعب من التفكير.اكتب هذه السطور تعليقا على ما قاله أحد زملاء المهنة والذي طلب نصيحتي حول الصعوبة التي يواجهها في إتمام موضوع بدأ يكتبه منذ فترة ولم يستطع الانتهاء منه لأن افكار الموضوع قد تسربت منه على حد قول الزميل، ولأنه عجز حتى اللحظة عن اتمامه فانه دخل مع الموضوع في حالة تحد على طريقة " يا انا يا انت" فهول يقول: لم اعد استطع التفكير في كتابة موضوع غيره الى ان انتهي من كتابة موضوعه.كانت نصيحتى المتواضعة للزميل تتلخص بالتالي: ياصاحبي لاتجبر نفسك على كتابة موضوع دون استعداد نفسي وحالة رضا وتوافر معلومة وقناعة من الاساس لكتابته، ولو افترضنا انك كتبت موضوعا بإلزام نفسك دون رغبة، وعجزت عن اتمامه فنصيحتى هي ان تترك تلك السطور التي كتبتها، تتركها لحال سبيلها، ولاتلتفت اليها الا حين تشعر انك مستعد لمواصلة الكتابة حول ذلك الموضوع لان الامر يحتاج الى حالة تحد وكأن الكتاب موضوع ثأر بين الكاتب وافكار الموضوع الذي كتبه.والحقيقة ان تجربة الخمسة والعشرين عاما من الكتابة الصحفية قد تعلمت منها ان الشروع في كتابة موضوع هي اشبه بعملية التنفس الطبيعي لاتحتاج لاكثر من كون الكاتب لديه فكرة واضحة وقناعة ورضا وقدرة اكيدة على تحويل الفكرة الى موضوع.وعندما نكتب فاننا نعبر عن انفسنا ونعلن عن مواقفنا ونكشف للقارئ عن ماهية تفكيرنا وجوهر رؤيتنا للدنيا وما يجري فيها، لذا فانا لااتوقع ان يقدم الآدمي نفسه بمفردات قاموسية وجمل مطولة ومعانٍ في بطن الشاعر، فعندما تكون قناعتي رافضة التفكير في موضوع اكتبه فانا اتبع ما تأمره قناعاتي بطريقة غرائزية فلا اكتب ولااضغط على نفسي بضرورة الكتابة .. لان كل موضوع كتبناه تحت ضغط الواجب او الوظيفة .. الخ هو اشبه بولادة قيصرية نشق فيها افكارنا وقناعاتنا كما تشق بطن الام والخلاصة اقول فيها عندما لانكون على استعداد ان نكتب اليوم او لايام قادمة ..الخ فأفضل ما يمكن فعله هو ان نترك الكتابة الى القراءة ومشاهدة التلفزيون والاستمتاع باجازة قصيرة من الكتابة حتى ونحن مداومين شريطة الزام انفسنا بالكثير من المتابعات المهنية والقراءة.[c1] للتأمل[/c]- عمالقة الكتابة الصحفية الذين نقرأ لهم اليوم كانوا بالامس كتاب صغار ساعدهم ادباء كبار في المهنة ولو لم يحدث ذلك لظل الصغار صغارا حتى ينتهي العمر.- في الكتابة ثمة من ظل يكتب سنوات طويلة ولم يحفظ لهم القارئ حتى عنوانا واحدا مما كتبوه والسبب ان اولئك الكتاب كانوا يكتبون عن قضايا كلها تقع في الهامش.- لايرتقي العاملون في مجال الصحافة والاعلام الا بتطوير مهاراتهم فكرا ومهنة وأداء فهل هذا التطوير امرا متوفرا لدينا اليوم؟- عدد غير قليل من كتاب الصحافة بالامس لم يعودوا يكتبون اليوم فهل من مبادرة للسؤال عنهم وعن الاسباب التي جعلتهم يتوقفون عن الكتابة..