صباح الخير
لماذا لا نحافظ على الوحدة وهو واجب ديني ووطني والدعوة إلى الإصلاحات في إطار الوحدة, ويكون الخطاب للجميع نحو تصحيح الأوضاع والاتجاه نحو الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمطالبة بالزام السلطة للذهاب مع هذه المطالب من خلال الحوار المباشر.. ولماذا يتجاهل العديد من الكتاب التعاليم الشرعية بالدعوة المباشرة أو غير المباشرة إلى ما يتعارض مع قول الله سبحانه وتعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" من خلال التحريض إلى الدعوة للانفصال والعودة إلى مرحلة التشطير (جنوب وشمال) وهي دعوة تخالف ما نهى الله تعالى عنه بقوله: "ولا تفرقوا".ولماذا يذهب البعض إلى أن السلطة في الشمال متمسكة بالوحدة بسبب وجود النفط في المحافظات الجنوبية بعد أن بدأ العد التنازلي للمخزون النفطي في حقول النفط في المحافظات الشمالية. وهذا كما جاء في مقالة للأستاذ الدكتور / محمد علي السقاف في صحيفة الأيام الصادرة في 1/ 11/ 2007م صفحة (7), حيث قال فيه ما يلي: " في عام 1994م حصة نقط مأرب والجوف تمثل (%55) من إنتاج النفط وأشعلت الحرب ضد الجنوب.. الآن حتماً حرباً ضدً الجنوب وهو الذي أشعلها في 1994م وحصة نفط مأرب تمثل (55 %) فما بالنا وهذه النسبة لا تتجاوز (%19,01) تكفي بالكاد للاستهلاك المحلي؟ هل إعلان الحرب على الجنوب في هذه الحالة سيكون حباً في الوحدة أم خوفاً من ضياع نفط وموارد الجنوب؟", ومقابل ما ذهب إليه الأستاذ الدكتور / السقاف نقول أين نحن من الواجب الديني والوطني للدفاع والحفاظ على الوحدة.أستاذي الدكتور / السقاف لماذا لا نقول إن هذا الحراك المفتعل والمفعل المضاف إلى الحركة الاحتجاجية المطلبية الذي نشهده اليوم والمدعوم من أعداء الوحدة الذين يعيشون في الخارج ومن يشاركهم الهم نفسه في الداخل والحماس المنقطع النظير لتكريس التحريض لدعوة الانفصال ودعواتهم إلى تفعيل الوسائل والأساليب النضالية والتي بسببها ذهب العديد من الضحايا من "قتلى وجرحى" بعد أن كانوا مؤمنين بقاعدة التداول السلمي للسلطة عبر المشاركة في الانتخابات الديمقراطية والالتزام بمبدأ الحوار الوطني لحل قضايا الخلاف مع السلطة وهو أسلوب حضاري, إلا أنهم تركوا طاولة الحوار وذهبوا إلى تفعيل الوسائل والأساليب النضالية الأخرى, ألم يكن ذلك ما كان يخشاه الأستاذ / علي سالم البيض عندما قلتم ما يلي: "كرجل يحلم بالوحدة أراد التعجيل بقيامها خشية من عزوف أبناء الجنوب عن الوحدة فيما إذا علموا بكميات النفط الموجودة في باطن الأرض في بلادهم" راجع صحيفة الأيام نفسها المشار إليها أعلاه.أليس الاكتشافات النفطية هي من خيرات المسيرة الوحدوية وكلها جاءت – أو ظهرت – بعد إعلان الوحدة اليمنية نتيجة لاهتمام القيادة السياسية لدولة الوحدة لهذا الجانب والتي بها تحققت العديد من الإنجازات التنموية وهذا بحسب ما جاء في قولكم: "هذا في الوقت الذي فيه عائدات النفط تخصص الجزء الأكبر منها في تمويل المشاريع التنموية" – راجع صحيفة الأيام نفسها المشار إليها أعلاه – وهذه الإنجازات في إطار المسيرة الوحدوية ويعم خيراتها الوطن الواحد وإذا هناك بعض الاختلالات في نشاط السلطة لماذا لا تعرى تلك الاختلالات وتكشف عن كل ما هو خاطئ وسلبي وتقديم البدائل لها, لماذا الإصرار على الإساءة للوحدة وتشويهها.. والسؤال المهم هل المشكلة في الوحدة اليمنية أم في تصرفات البعض في إطار مسيرة الوحدة وهذا شيء طبيعي أن يوجد الجيد والسيء أن يكون هناك الخير والشر الحق والباطل, فهل نهرب إلى الخلف أم نتمسك بحقنا ونواصل المسيرة نحو الأمام ونطالب بالإصلاحات والتصحيح للأوضاع وخصوصاً هنا أتحدث للقوى السياسية الخيرة على امتداد الساحة اليمنية التي نطالبها بتقديم البدائل الذي فيها تصحيح للأوضاع والجلوس معاً على طاولة الحوار الوطني ونبقى متمسكين بمطالبنا عبر المزيد من الحوار وكلما تقاعست السلطة من وضع المعالجات الصحيحة كلما ازداد عزمنا بالمطالبة بالمزيد من الحوار الوطني كونه خيار ديني وإنساني وديمقراطي ولابد من إننا سنصل إلى تحقيق أشياء وبالاستمرار سنحصل على المزيد من خلال طرح قضايانا على طاولة الحوار مع السلطة وبهذا نكون تعاملنا بسلوك حضاري للبحث في كل قضايا الخلاف مع السلطة وبهذا نفوت الفرصة على أعداء اليمن ووحدته خلق الأزمات التي تهدد السلم الاجتماعي ومسيرة الوحدة الوطنية.وما دامت الوحدة اليمنية هدف كل القوى السياسية في الساحة اليمنية فالحفاظ عليها واجب على الجميع والدفاع عنها واجب ديني أولاً وبقاؤها خيار شعبي وديمقراطي وتم الاستفتاء عليها في الانتخابات الرئاسية في 20 سبتمبر العام الماضي والذي حقق فيها الأخ الرئيس وبرنامجه الانتخابي فوزاً كبيراً مثل استفتاءً على استمرار المسيرة الوحدوية للوطن الواحد, إن خلق حالة تنافس إيجابية حضارية وبأخلاق سياسية عالية وأن نتمسك جميعاً بالدستور والقوانين النافذة وبقاعدة التداول السلمي للسلطة, وما جرى في العام الماضي من مشاركة فاعلة في الانتخابات المحلية والرئاسية والتنافس الإيجابي من قبل الجميع كان له الأثر الإيجابي, والذي عكس صورة جيدة لدى العديد من دول العالم والمنظمات الدولية للروح التنافسية العالية التي حظي بها الجميع وكانت تجربة عظيمة تناولها وأشاد بها الجميع, ومن الواجب علينا أن نحافظ على مكاسبنا هذه ونواصل المشوار بخطوات ثابتة وواثقة.. ونترك دعاة خلق الأزمات للتفرق, الدعوات التي يتبناها أعداء اليمن في الخارج ومن خلال دعوات عدد من أصحاب ثقافة التحريض من هم داخل الوطن لتوسيع فجوة الاختلاف, ولو تمعن أي شخص للأسلوب الذي يصرح به البعض أو طريقة تناول البعض المواضيع في مقالاتهم المنشورة في الصحف والذي علينا أن نقبلها كونه خيارنا الديمقراطي, رغم إننا نلاحظ وبشكل واضح التحريض لدعوة الانفصال أو التشكيك بالسلطة وإجراءاتها.وهكذا سيتضح للجميع مدى وحجم التنسيق والعلاقة بين ما يخطط له أعداء الوحدة في الخارج للانفصال ودور أصحاب ثقافة التحريض في الداخل لنفس الدعوة ومحاولة خلق أزمة نفسية مفتعلة بين أبناء الشعب الواحد.. وعليهم أن يعلموا أن جسم الوحدة قد أمتلك الحصانة الكافية من مثل هكذا دعوات, ولن تنطلي عليه محاولتهم المتكررة والإرادة الشعبية والقوى الخيرة على امتداد ساحات الوطن ستقف لهم بالمرصاد وهي المعنية بالحفاظ والدفاع على مسيرة الوحدة وهي كذلك عند مستوى مسؤوليتها والتاريخ القريب شاهد على ذلك.والله الموفق ,,,