البيئة السياحية
النظام البيئي لجزيرة سقطرى : يشكل أرخبيل سقطرى نظاماُ أيكولوجياً بحرياً مستقلاً حيث إن أهمية بيئته الفريدة والتنوع البيولوجي الهائل والفريد ذو الأهمية العالمية الذي لا يقل أهمية عن جزر جالاباجوس. وقد وصفه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بأنه (جالاباجوس المحيط الهندي ) .كما أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة وهي بذلك تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة ، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعاً من اللبان، منها(9 ) أنواع مستوطنة في جزيرة سقطرى. تقع جزيرة سقطرى في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية قبالة مدينة المكلا بين خطي طول 53-19 و 54-33 شرق خط جرينتش الدولي وبين دوائر العرض 128- 42/12 شمال خط الاستواء .وتبعد عن الساحل اليمني حوالي 300 كم . وبذلك فإن الموقع الفلكي يشير إلى اقترابها من خط الاستواء الأمر الذي يجعل من مناخها يتسم بالمدارية عموماً. وقد أتاح هذا الموقع خصوصية السمات المناخية للجزيرة مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي . أما الموقع الاستراتيجي: ونعني به الموقع الذي يحدد علاقة الإقليم بجيرانه وبمراكز الثقل الحضاري والسياسي في العالم ، وقيمته السياسية والإستراتيجية وهذا ما ينطبق على جزيرة سقطرى كونها تقع في الممر الدولي البحري الذي يربط بين دول المحيط الهندي بالعالم .تبلغ مساحة الجزيرة 3650كم2، وشكل الجزيرة ينتمي للشكل المستطيل والمجزأ معاً وتوجد بعض الجزر تابعة للجزيرة الأم سقطرى. مناخ جزيرة سقطرى مداري ذو صيف طويل حار بينما الشتاء دافئ وقصير وممطر .ودرجة الحرارة تترواح مابين 37 درجة مئوية صيفاً إلى 29 درجة مئوية شتاءاً وكمية الأمطار تترواح كمية تساقط الأمطار من (33) إلى (290) ملم. تتمتع الجزيرة بتضاريس مختلفة حيث توجد السهول و الهضاب والمناطق الجبلية والمناطق الساحلية ففي الوسط هضبة شديدة التضرس مكونة من الصخور الجيرية ويحيط بها سلاسل جبلية مكونة من الجرانيت ومخروطية الشكل شديد الارتفاع والانحدار وتعد جبال حجيرة من أكثر السلاسل. يبلغ عدد سكان جزيرة سقطرى حوالي (32285 نسمه) تعداد 2004م . مديرية حديبو: وتقع شرق الجزيرة مديرية قلنسية وعبد الكوري: وتقع غرب الجزيرة. تتميز جزيرة سقطرى بتنوع تعد الجزيرة من المناطق المهمة لصيد الأسماك وهي من أهم المناطق اليمنية للاحتياطي السمكي . إن توافر المواقع السياحية العديدة والخلابة في الجزيرة جعلها واحدة من أهم الأقاليم الجغرافية اليمنية للسياحة، لقد أسهم توفر العديد من أنواع الترب كالتربة الهيستوسول ذا المواد العضوية والتربة الفيضية والتربة الحمراء والتربة الأبريقية وغيرها من الترب في إمكانية زراعة النخيل والتي تتوفر لأكثر من 25 نوعاً من أنواع التمور ورطلاً من إنتاج العسل وخاصة السقطري والحضرمي وغيرها من الأنواع في تنشيط القطاع الزراعي. يمارس السكان على نطاق واسع لمهنة الرعي في الجبال والهضاب مما وفر ثروة حيوانية كبيرة في الجزيرة وإن وجود رعي تجاري للجزيرة ربما قد يحسن من حالة السكان الرعاة ومن حالة مهنتهم الرعوية أيضاً. يعتبر الكثير من الباحثين أن هذه الجزيرة من الأقاليم الحيوية والمهمة في توفر الموارد المعدنية كالنفط والغاز وبقية الموارد الأخرى في المستقبل المنظور. تمتاز جزيرة سقطرى بالمنحدرات والقمم الحادة والنباتات الغريبة المغرية التي كأنها شيئاً من ضرب الخيال. يتواجد هناك القليل من شجرة دم التنين، التي تمتاز بأنه يخرج منها شيء أحمر يستخدم كعلاج طبي، وتهب عواصف محيطة على الشواطئ وسفوح التلال في الجزيرة، والناس هناك يتكلمون لغة غامضة أقدم من اللغة العربية كل فيها يذكرك بأنك تعيش في عصر ما قبل التاريخ. كان الناس القدامى يعتبرونها مصدر الألبان والمر والبخور، وحتى قبل بضع سنوات كانت هذه الجزر منقطعة عن القرن الأفريقي، بل ومعزولة عن العالم الحديث.وقد طلبت اليمن مؤخراً من اليونسكو التعرف على جزرها الموجودة في البحر العربي بما فيها الجبال الخضراء المدهشة، وشواطئها البيضاء بتنوعها البيولوجي وجمالها الطبيعي بوصفها موقع من مواقع التراث الطبيعية العالمية وستقرر ذلك وكالة الأمم المتحدة في مطلع يوليو/ تموز. لقد بدأ تلاشي انعزالها الذي ظل طويلاً، فجزيرة سقطرى تواجه حالياً تحديات في كيفية المحافظة على كنوزها الطبيعية بعناية، في حين أن الانفتاح على السياحة عاد بتحسين حياة 50.000 شخص كثير منهم ما زال يقتات الأسماك والتمر والماعز في مناخ قاسي,فسكان الجزيرة يتطلعون لما يعيشه الناس الاخرون المتحضرون. في الماضي، كان الناس لا يعرفون شيئاً سوى ما هو في متناول أيديهم، وكانوا يعتقدون أن العالم كله يعيش على مثل ما يعيشونه هم، ولكن الآن هناك ضغوط قوية جداً فالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية متسارعة.بناء على نصيحة مسئول رفيع في المحافظة عبدالله مطر يتذكر أن من الأوقات السابقة عندما كان يصيد أسماك القرش للعيش مع مسارات القوارب الخشبية يقول: (لقد أصبحت لدينا الآن زوارق بخارية، ولكن أسماك القرش تبتعد بعيداً في البحر، فهناك الكثير من الصيادين يأتون بسفن كبيرة إلى الموانئ اليمنية الرئيسية من المكلا، والحديدة، وباكستان للصيد هنا في الجزيرة). يقول عبدالله إن الطرق التي بنيت بين (إيرسال) وعاصمة الجزيرة حديبو سهلت التواصل لـ400 قروي يقومون برحلات لشراء الطعام أو الحصول على المساعدة الطبية، كما ثمن القيام ببناء مدارس وعيادات جديدة، ولكن يقول أنهم ما زالوا بحاجة إلى إيجاد فرص عمل لهم.يحاول المحافظون على البيئة أن يحافظوا على سقطرى و يتنافسون على الحفاظ على أنواع النباتات المتوطنة، ويدركون أنه لا يمكن تجاهل المصالح المادية لسكان الجزيرة، ولكن التحدي للقرارات الحكومية التي أسست لسقطرى أطول مدرج للمطار في اليمن، وقامت ببناء مدارس ومستشفيات وطرق تضاهي الطرق الموجودة في المدن الرئيسية اليمنية مع قليل من التفكير في كيف يحافظون عليها ولا أين يتم وضعها.يقول بول شولت -الخبير لدى الأمم المتحدة- ويعمل ككبير المستشارين الفنيين لبرنامج الحفاظ على تطوير جزيرة سقطرى: المشكلة هي إنك ترى إنهم يضعون الطريق بعرض يصل إلى ثمانية أمتار في المناطق التي لا تكاد توجد فيها أي مجتمعات محلية، إن( إيرسال) فيها 400 شخص وأربع أو خمس سيارات، والطريق المؤدية إلى هناك هي بنفس العرض لإحدى الطرق التي توجد في صنعاء العاصمة والحديدة الميناء الرئيسي.ويضيف: إن الطرق السريعة مثل هذه وغيرها تمر بعيدة عن القرى بدلاً من الارتباط بها.. وهذا يؤدي إلى أضرار هائلة تلحق بالبيئة وعلى متعة الساحة لسقطرى. إن في الجزيرة عدد ضخم من الماعز الذي يصنع تهديد بيئي آخر لأكثر من 900 نوع من النباتات في الجزيرة. والتهديد الثالث هو المرض المستوطن.إن نمط الحياة التقليدية في سقطرى تنهار تحت هجمة الحداثة، لقد ظلت اليمن محافظة على تقاليدها وعلى بيئتها الطبيعية حتى عام 1990م الذي تم فيه توحد الشمال والجنوب، وتم بناء مطار جديد لسقطرى عام 1999م.إن المدارس في سقطرى تعمل على تدريس اللغة العربية فقط، وليس السقطرية غير المكتوبة. لقد انتشرت الهواتف المحمولة والتلفزيونات والأطباق الفضائية، والزيادة غير الواقعية في الطلب على السلع الاستهلاكية، فالكثير من السقطريين اكتسبوا عادة القات (القات ذو الورقات المخدرة نسبيا والمنشطة التي يتناولها كل اليمنيين ولكنها جديدة على الجزيرة