إعداد / بشير الحزمي :[c1]فوائد تنظيم الأسرة[/c]قد يسأل أي شخص عن ما يعيه مفهوم تنظيم الأسرة وما ينبغي معرفته عن هذا الموضوع وهنا نوضح لمن يحب أن يعرف ذلك أن مفهوم تنظيم الأسرة وحسب ما اقره مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد في الرباط عام 1971م هو قيام الزوجين بالتراضي بينهما وبدون إكراه باستخدام وسيلة مشروعة ومأمونة لتأجيل الحمل أو معالجة العقم بما يتناسب مع الظروف الصحية والاجتماعية والاقتصادية في نطاق مسؤوليتهم نحو أولادهم وأنفسهم)هناك فوائد لتنظيم الأسرة منها ما هو صحي ومنها ما هو اقتصادي ومنها ما هو اجتماعي...... الخ غير أن الفائدة الرئيسية مثل تنظيم الأسرة والتي نركز هنا عليها هي صحة الأمهات والأطفال واستقرار الأسرة والمجتمع وزيادة في التوضيح ذلك الحديث الشريف الذي جاء فيه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال” إن لي جارية هي خادمتنا وسانيتنا في النخل، وأنا أطوف عليها وأكره أن تحمل، فقال: “اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قدر لها) رواه مسلم وأحمد وأبو داود ويقصد بذلك الحفاظ على القوة البدنية للمرأة حتى تواصل عملها وفي حالة الزواج المبكر للفتيات والفتيان فإن تنظيم الأسرة يساعد الزوجين على تأخير الحمل حتى يحين الوقت المناسب لذلك إذ أن ذلك سيمكنها من أن يستكملا تعليمهما ويصبحا جاهزين لتحمل المسئولية وإعالة الأسرة بصورة ملائمة في أسرة منظمة جيدا كي يكون لدى الأطفال الفرصة الكافية للحصول على الرعاية والاهتمام والحب والحنان والغذاء الصحي المناسب والتعليم الجيد وبالمقابل فإن الدولة هي الأخرى بحاجة من أرباب الأسر أن ينظموا من أسرهم وذلك حتى تستطيع ن نغطي احتياجات أبنائنا وبناتنا وأسرنا من الرعاية الصحية المناسبة والتعليم الجيد وتوفير الخدمات الأساسية لنا في الحضر والريف على السواء من أجل ضمان التقدم والتنمية للمجتمع اليمني عموماً[c1]رأي الشرع في تنظيم الأسرة[/c]لقد أجاز ديننا الإسلامي الحنيف تنظيم الأسرة في مجتمعنا بل إنه قد حث ودعا إلى القيام بذلك لما فيه صالح الأسرة والمجتمع من اجل أسرة صحيحة ومجتمع قوي متماسك حيث وقد شجع على ذلك فهو دين التنظيم في كل شي وتنظيم الأسرة في الإسلام ينبع من الحب والمسئولية فالأب الذي يحب أولادة ويتحمل المسئولية أمام الله لا يجب أن يكون له عدداً كبيرا من الأطفال يعجز عن إعالتهم وتربيتهم ورعايتهم قال تعالى (ذلك أدنى لا تعولوا ) وبقصد به كثرة العيال وهذه إشارة إلى أن الأب لا يستطيع أن يحسن تربيتهم وتعليمهم بشكل أفضل ولابد أن تنشا في مجتمعنا الأجيال الصحيحة السليمة جسدياً وعقلياُ والمتعلمة حتى تكون أكثر قوة وقدرة على تحمل مسئولياتها قال رسول الله عليه وسلم (كفا بالمرء أثما أني يضيع من يقوت ) في رواية أخرى ( أن يضيع من يعول )[c1]العدد المناسب من الأطفال[/c]من المهم ان يكون بين كل ولادة وأخرى فترة لا تقل عن ثلاث سنوات من المهم أن يكون رب الأسرة قادرا على تقديم التغذية الكافية والرعاية الصحية الكاملةولأطفاله وأن يقدم لهم التعليم الجيد والعناية والحب الكافيين وطبعا تختلف قدرة كل أسرة على تقديم ذلك لأطفالها وتحتاج كل أسرة إلى أن تقرر كم من الأطفال ترغب أن يكون لديها اخذين بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة ومن المهم جدا هنا التفكير في هذه الأمور واتخاذ القرار المناسب المدروس وأن تقرر ذلك وفق ما يتلائم مع وضع الأسرة وتوفير احتياجات الأبناء ومتطلبات عيشهم الكريم وفي مقدمة ذلك كله ينبغي أن تراعي صحة الأم والطفل[c1]أضرار ومخاطر الإنجاب المبكر والمتكرر بصحة الأم[/c]لقد أثبتت العديد من الدراسات والبحوث التي أجريت في العديد من بلدان العالم بأن الحمل المبكر وتكرار الحمل والولادة له مخاطر صحية عديدة على صحة وحياة الأم والطفل ويحدث مضاعفات خطيرة على صحتهما ويهدد حياتهم وفي ذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى بقولة (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) فمن المخاطر الصحية للحمل المبكر وتكرار الحمل والولادة والتي يمكن لنا أن نذكرها هنا هي حدوث النزيف وتمزق الرحم وإطالة المخاض والمضاعفات الأخرى للحمل والولادة أكثر شيوعا في مجتمعنا فالولادات المتلاحقة التي تجرى بدون مباعدة بين كل ولادة وأخرى بفترة لا تقل عن ثلاث سنوات قد تسبب متاعب كثيرة للام قال تعالى (حملته امة كرها ووصفته كرها) إذ أن جسم المرأة بطبيعة تكوينه يحتاج إلى وقت كافي للتعافي بعد كل وضع بالإضافة إلى ذلك أن الطفل نفسه يحتاج إلى عناية ورعاية كاملتين ورضاعة طبيعية من ثدي الأم فالحمل المتدارك يعرض الأم لخطر كبير وهنا ينبغي التأكيد أن تحديد الفترة المناسبة للحمل وللمباعدة بين الولادات تعتمد على حالة المرأة الصحية وعلى أعراف المجتمع الذي تعيش فيه ولكن النتائج التي توصلت إليها العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال تشير إلى أن العمر المناسب للمرأة للحمل فيه هو ما بين (18 - 35 سنة ) وأن المباعدة المناسبة بين ولادتين مفيدة لصحة المرأة وطفلها وتوصي بأن تكون المباعدة بين الولادات ما بين (2 - 3) سنوات [c1](يتبع الأسبوع القادم). [/c]
ما ينبغي للجميع معرفته في تنظيم الأسرة
أخبار متعلقة