د. فهد محمود الصبري يتفق الخبراء البيئيون على أن المشاكل البيئية الراهنة التي تستلزم حلولاً ومعالجات عاجلة هي كثيرة ، وشائكة ومعقدة وبخاصة التلوث البيئي بشتى أنواع الملوثات والسموم البيئية ،وتداعياته الخطيرة ، تقابلها في العديد من دول العالم وبضمنها العالم العربي إجراءات علاجية دون المستوى المطلوب .ويقر الجميع بالحاجة الماسة لخلق تربية بيئية ، ووعي بيئي ،وثقافة بيئية لدى عامة الشعوب لإدراك أهمية البيئة وضرورة المحافظة على مقوماتها ،وغرس السلوك الإنساني السليم بوصفه العامل الأساسي الذي يحدد أسلوب وطريقة تعامل الإنسان فرداً وجماعة معها ، واستغلال مواردها ، بما من شأنه المحافظة على القوانين التي تنظم مكوناتها الطبيعية وتحفظ توازنها بشكل محكم ودقيق وإشاعة التعامل معها في ضوء قوانينها الطبيعية وبعقلانية وحكمة في الاستخدام ، بعيداً عن الإسراف والتلف واستنزاف الموارد البيئية ، بما فيها الموارد الدائمة ،والمتجددة وغير المتجددة من خلال ترشيد وضبط الاستهلاك ، باعتبارها الضمانات الملبية لحاجات الإنسان والإيفاء بمتطلباته عبر الأجيال المختلفة . ولكي تتحقق هذه المطالب المشروعة لابد من دراسة المشاكل البيئية القائمة دراسة جدية ومعمقة بغية الوصول إلى معالجات فاعلة وعلاقتها بالقضايا الأخرى الهامة مثل المشكلة السكانية وقضاياها المختلفة. نظراً لضخامة المشكلة، أصبحت المجتمعات البشرية والمؤسسات والمنظمات العلمية البيئية تضع نصب أعينها مشكلة القضية السكانية، وذلك بسبب العلاقة التبادلية الهامة بين السكان ومسيرة التطور الاجتماعي والاقتصادي.و قد أظهرت البحوث العلمية الميدانية في كثير من المجتمعات أن عدم أخذ العامل السكاني بعين الاعتبار في التخطيط التنموي والبيئي سيؤدي إلى حدوث خلل تنموي بحيث تغدو المجتمعات عاجزة عن تلبية الحاجات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للأفراد . وللتدليل على خطورة ظاهرة التزايد السكاني العالمي وما يتبعه من عملية استنزاف للموارد فإن عدد سكان العالم يبلغ حالياً أكثر من 6.3مليار نسمة ، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 14.2 مليار نسمة عام 2025م ، إذا استمر معدل النمو السكاني الحالي على ماهو عليه ،والذي يساوي 1.67 % سنوياً ومن النتائج الناجمة عن معدلات الزيادة السكانية في العالم ارتفاع نسبة فئة الأعمار من 1 - 24 سنة لتشكل ما مجموعة 50 % من عدد سكان العالم عام 2000م ، وازدياد معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة في الدول النامية ، وزيادة معدلات الكثافة السكانية والازدحام في المدن الكبرى ومن أهم الأخطار البيئية التي تهددها عملية النمو السكاني العشوائي منها الاكتظاظ في المدن وما يتبعه من مشاكل بيئية واجتماعية وصحية والهجرة من الريف إلى المدينة مما يتخلي الريف من المزارعين وتتدهور التربة . وكذا توسع المدن والمراكز على حساب الأراضي الزراعية المنتجة ، والاستعمال الخاطئ والعشوائي للمبيدات والمخصبات من قبل المزارعين فالتلوث هو أخطر تهديد للبيئة ، لما يسببه من أذى وضرر للحياة البشرية أو لحياة الأنواع الأخرى ، أو يضر بالشروط الحياتية والنشاطات البشرية ، أو بالمكتسبات الحضارية ،وقد يبدد ويقضي على الموارد الأولية والواقع أن التلوث طال كل شيء في الحياة ، لقد أصبح التلوث مشكلة كبيرة أعطيت الكثير من الاهتمام بالنظر لأثارها السلبية في توعية الحياة البشرية ، فالملوثات تصل إلى جسم الإنسان في الهواء الذي يستنشقه وفي الماء الذي يشربه وفي الطعام الذي يأكله وفي الأصوات التي يسمعها ، هذا ما عدا الآثار البارزة التي تحدثها الملوثات بممتلكات الإنسان وموارد البيئة المختلفة أما استنزاف موارد البيئة المتجددة وغير المتجددة، فهي قضية تهدد حياة الأجيال القادمة.( د. عليا حاتوغ _ بوران ومحمد حمدان أبو دية . علم البيئة ).[c1]* خبير وطني بمجلس السكان في اليمن [/c]
المشاكل البيئية... والتزايد السكاني !!!
أخبار متعلقة