شخصيات خالدة
أبوخلدون ساطع الحُصْري هو احد مؤسسي الفكر القومي العربي ، وهو أحد الدعاة والمصلحين القوميين الذين زخر بهم المشرق العربي ممن تبنوا الدعوة إلى القومية العربية أمثال عبد الرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان في أواخر القرن التاسع عشر، وزكي الأرسوزي في أوائل القرن العشرين.نشأ الحصري في كنف الحكم العثماني وشغل عدة مناصب في بلاط السلطان عبد الحميد الثاني حتى سقوط دولة الخلافة ثم رحل إلى دمشق عام 1919م.ولد ساطع الحصري الذي عرف بابن خلدون، في صنعاء باليمن من أبوين حلبيين سوريين عام 1880 م . وكان أبوه يعمل قاضياً آنذاك في اليمن ، ثم انتقل مع والديه إلى أضنا فأنقرة في تركيا فإلى طرابلس الغرب ، وبعث به والده إلى القسطنطينية عاصمة الدولة العثمانية آنذاك ليتلقى علومه . تخرج من المدرسة الملكية الشاهانية بتفوق وعمل بعدها مدرساً في عدد من الأقسام الأوروبية من الإمبراطورية العثمانية ، ثم انتقل إلى العمل الإداري فعُين مقاماً لولاية قصوة على حدود النمسا- بلغاريا ، وبعد وقت عاد إلى القسطنطينية وأنشأ مجلة تربوية.ثم عاد بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية إلى سورية حيث تولى منصب وزير المعارف في الوزارة التي أنشأها فيصل الأول في دمشق ، وبعد معركة ميسلون ودخول الجيش الفرنسي إلى دمشق فرّ الحصري إلى إيطاليا ومنها إلى مصر فالعراق. بقي في العراق حتى 1941م حيث أصدر الأمير عبد الإله أمراً بإخراجه ونزع الجنسية العراقية عنه فذهب إلى لبنان فسوريا حيث عين بعد الاستقلال مستشاراً فنياً لوزارة المعارف ووضع أسس لتعريب نظام التربية في سوريا.عين الحصري أول مدير لمعهد الدراسات العربية العالية في القاهرة بعد تأسيسه وأستاذاً لمادة القومية العربية فيه ، وواصل عمله في المعهد المذكور حتى 1958م عندما اعتزل جميع الأعمال الرسمية.يعتبر ساطع الحصري أحد أعلام الفكر الوحدوي العربي وكبير المنظرين للقومية العربية ، فقد نظر إلى القضية العربية على أنها قضية أمة تناضل من أجل الاستقلال وتحقيق وحدتها. ومن هذا المنطلق دعا الحصري إتولى في دمشق منصب وزير التعليم إلى أن خلع الملك فيصل الأول عام 1920م، فرحل إلى العراق عام 1921م.انتقل إلى القاهرة عام 1947 و عين مدير لمعهد البحوث و الدراسات العربية عام 1953.. ظل الحصري مؤمناً حتى يوم وفاته عام 1970م بأن العروبة إيمان وعقيدة وأن السبيل إليها يكون عن طريق التربية، والتربية القومية بالذات.