فن تشكيلي
[img]img_1891.jpg[/img]د. زينب حزامنحن نعيش الآن في عصر اختلفت فيه الحياة في كل شيء وأستطيع القول إنها حياة حديثة عصرية لم نعرفها ولم نحلم أن نراها على أرض الواقع، ولعل الفنان التشكيلي اليمني محمد نسار حسن من أبناء هذا الجيل الذي سخر الفن والألوان في خدمة المجتمع والبحث عن القيم الحميدة والأخلاق والعلم في بناء حياة هادئة مستقرة، والدعوة، إلى الابتعاد عن كل الأضرار التي تصيب الإنسان والبيئة. ولكننا نجد البعض منا يقوم بالتقليد الأعمى للثقافة والفن الذي يأتي من وراء البحار، يشوه ثقافتنا وفننا.يقوم الفنان التشكيلي محمد نسار حسن بتشكيل لوحته الفنية من الخطوط والألوان التي تجمع الفن الراقي في رسم قصة شعبية يمنية، أبطالها من الحيوانات والطيور ويجد المشاهد لهذه اللوحات السخونة اللونية ـ في ألوان الثياب التي تشكل منها الشمس منشوراً زاهياً ـ هي التي اغتسلت بماء فرشاته . وتوضأت بحبر أدواته.[img]img_1895.jpg[/img]والجميل أنه مهما رسم الطبيعة اليمنية بنوارسها وأصداف بحرها وشواطئها الذهبية وحيواناتها النادرة فلن يستنسخها وهكذا الحال في باقي الحيوانات الأليفة التي تشتهر بها اليمن، كأنه في كل مرة يرسم ويعود إلى ذاكرة الصبا الأولى .يمتلك الفنان التشكيلي محمد نسار حسن القدرة على استدعاء التاريخ ومخاطبة الأطفال في القصص والأساطير اليمنية القديمة عبر الألوان المختلفة الزاهية والملابس التي اشتهر بها ملوك اليمن، وقصة الملكة بلقيس التي حكمت مملكة سبأ وقصة الفأر الذي خرب سد مأرب وغيرها من الأساطير اليمنية التي يعشقها الأطفال ومثل غيره من الفنانين، ينهج الفنان محمد نسار الدقة، وعلى نهج أدباء الأطفال المصلحين يختار قصصه بعناية، وهو يتحدث عن التاريخ اليمني، وعن الاستعمار الذي غزا اليمن والاستقلال الوطني واستشهاد العديد من أبناء اليمن دفاعاً عن الأرض اليمنية المقدسة. فرسالة هذا الفنان تجتاز حدود اللغة والتاريخ والثقافة.[img]img_1894.jpg[/img][c1]محمد نسار حسن وعالمه التشكيلي[/c]نسار من مواليد عدن 1991م متخرج من معهد الفنون الجميلة حاصل على المستوى الثاني، شارك في عدة معارض محلية، عضو مشارك في بيت الفن ـ عدن.نجد في معظم لوحاته الفنية التي قدمها في المعارض المحلية موضوع الواقع الشعبي بجمالياته الفلوكلورية والتراثية القديمة.أيام الغساسنة في عدن ومازالت في حياتنا اليومية، وقد دمج تلك الرموز التي تعتبر المرأة العنصر الأكثر حضوراً في تجربته، وفي مختلف الحالات الإنسانية .. والتي عبر عنها: ( بالأم، والوطن، والأرض والخصب والعطاء .. والتضحية) كما ربطها بكل مكونات البيت وما يحتوي وبشكل خاص (النخلة) التي أخذت أشكالات مختلفة في لوحاته وأعطاها نفس التعبير في آن واحد.كما تناول في هذه المرحلة الأبواب المشروعة في انتظار عودة الغائب، بالإضافة إلى الطبيعة، وبشكل خاص المدرجات الخضراء وأشجار البن والعنب واللوز والبرتقال والخضروات التي اشتهرت بها اليمن، وفي هذه اللوحات نلحظ ميل الفنان إلى التبسيط والتلخيص من جانب وتوظيفه يخدم اللوحة من جانب آخر.بعد ذلك استمر الفنان التشكيلي اليمني محمد نسار حسن في أبحاثه وتنقيباته ينهل من منابع الفن الحديث، ويستقي رموزه ومفرداته التشكيلية الخاصة من واقعه ومحيطه عبر معظم مجالات الفن التشكيلي وحاول محمد نسار من خلال بحثه أن يجمع الخيال بالواقع والأسطورة بالحلم الفض المتضمخ بالذكريات، الممتلئ بالشهرة والرغبة الدفينة اللاهبة، والأشواق المنكسرة، إنتظاراً لغد أفضل ومستقبل مشرق للجيل اليمني القادم.[c1]تأمل في لوحاته الفنية[/c]أما عن مجموعة أعماله الأخيرة، فقد خرج الفنان نسار بخطة جديدة وبحث جديد، حيث أدخل رموزاً جديدة مثل:(النورس .. الأصداف، السمكة، الغراب، الدائرة.. على مسطح لوحاته في جو أسطوري غامض، وركز على كل ما يجذب أنظار المشاهدين للوحاته الفنية من الدلالات الحسية والوجدانية أو كان يقصد إضافة بعد اجتماعي في مضامين أعماله.وأخيراً نستطيع القول إن الفنان التشكيلي محمد نسار حسن فنان الجمال والإحساس الدافئ، صاحب التجربة الثرية والفريدة والمتنوعة استطاع أن يترك أثراً في الساحة التشكيلية من خلال مساهماته الكثيرة في المعارض المحلية الرسمية والشخصية، حتى أصبح اسمه من الأسماء اللامعة في عالم الفن التشكيلي اليمني.بقي أن نشير إلى أن الفنان التشكيلي اليمني محمد نسار حسن عضو في بيت الفن في عدن، وعضو الاتحاد العام للفنانين التشكيلين اليمنيين. وعضو نقابة الفنون الجميلة في اليمن .. وشارك في العديد من معارض الفن التشكيلي في عدن وصنعاء والحديدة وحضرموت.