صباح الخير
بين سماسرة الجسد والفساد انتزعت أروع أحلام طفولتها البريئة وهي تحتضن دميتها الجميلة المصنوعة من قش هش رقيق بنعومة أناملها الصغيرة.فجأة تسترق هذه الطفلة ذات الأربعة عشر ربيعا حديث أبيها وإخوتها المشؤوم عن مشروع انتزاع رداء طفولتها الواعد لترتدي بدلا عنه فستانا ابيض يشبه الكفن يأتيها من العالم الآخر ،لتدفن في كنف رجل أشعث بغيظ بلباس ذئب مسعور بقناع عجوز يملؤه البؤس والطمع واللذة يفكر بأن تصبح هذه الصغيرة حلاوة وجبته الشهوانية.هذه الطفلة زفت بعد عملية البيع والشراء للعجوز بطيبة نفس بعد قبض ثمن بخس بلا هوادة واقتيدت هذه الإنسانة البريئة إلى المذبح الزوجي.يتراءى لي المصير وعيشة العذاب التي بذلت بالجناية عليها!! صراخ أنين وعنف غير مبرر لمجرد المتعة لا أكثر ولا اقل !! سلوك اعتبره لا ينطبق على البشر وإنما هو النزول إلى سلالم دنيا مؤدية إلى سرداب مظلم لا متناهي !!صغيرة زواجها مجرد الأمر والطاعة والولاء بلا اعتراض ،لسجانها الوحش.جسد رخوي ملائكي مبتورة ومكسورة الجناح والفؤاد لا نصير لها سوى أن تدعو ربها بان ينجيها ويصبرها على مصيبتها المرة!! فتذوق وتسقى من الذل كؤوسا وأباريق بالهوان والثمن هنا سعادة ورضاء الأهل وأعراف وتقاليد القبيلة.معا لنستأصل جذور هذه الظاهرة التي ازدادت شيوعا في المناطق الريفية والقبلية التي انتقلت عدواها المخيفة إلى المدن ولقيت عند بعض الأسر ذات الدخل المحدود رواجا وخلاصا يجب التمسك به بقوة بجميع الطرق والوسائل ليعيشوا نقلة نوعية في حياتهم من خلال تغيير جلدهم الرث والمليء بالثقوب والغبار ببيع صغيراتهم.ماذا يدور بعقل هؤلاء من تلاعب بقوانين الطبيعة الإنسانية ليشذوا عن قاعدتها المتعارف عليها !!النضوج المناسب ،اكتمال نمو الجهاز التناسلي للأنثى ،اتساع الحوض ،البنية الجسمانية الصحيحة والسليمة للفتاة لاستيفاء كل هذه الشروط يجب التعاطي معها عند تزويج البنات وبلوغهن مرحلة التهيؤ للزواج السليم والملائم للطرفين.كلمة أخيرة أوجهها لسماسرة الزواج المبكر (زواج الصغيرات) أن يتقوا الله ببناتهم فلذات أكبادهم فهن لسن سلعة تباع وتشترى بالمال ، فإنهم محاسبون عليهن يوم القيامة أمام المولى عز وجل.