غضون
- عصر أمس كنت أحد الذين حضروا ندوة في زنجبار نظمها منتدى الوحدة الثقافي والاجتماعي الذي يديره الأستاذ/ محمد الحاج سالم، وجلست صامتاً كعادتي استمع إلى المتحدثين وكان من بينهم عبدالوكيل إسماعيل السروري وهو مناضل وسفير سابق بل يعد عميد السفراء اليمنيين، وعبدالله محمد قاسم الذي قدم بصفته عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وأساتذة جامعيون متعددو الانتماءات مثل الدكتور/ محمود أحمد والدكتور/ فضل مطوع والدكتور/ إسماعيل السروري.وسأبدأ من كلام قيل في هامش الندوة وليس في قلبها، وهو حالة الفنان/ علي سيود الغني عن التعريف.. وكما قال محمد الحاج لدينا حالة إنسانية.. الفنان سيود عاد من صنعاء إلى فراش المرض.. يعاني من متاعب في الكلى ويحتاج الرجل إلى غسلها دورياً ليبقى على قيد الحياة.. والرجل وصل إلى درجة عدم الحصول على تكاليف المواصلات جيئة وذهاباً من مركز غسيل الكلى إلى منزله في أبين.. وأناشد رئيس الوزراء الدكتور/ علي مجور أن يغيث هذا الفنان الذي يستحق الكثير بما في ذلك منحة علاجية في الخارج.. ولن نذكر رئيس الوزراء بتاريخ هذا الفنان فحسب بل نزيد القول إنه مواطن من حقه الحصول على الرعاية الصحية التي تحميه من الموت قبل الأوان.- قلت إن ذلك ورد عرضاً في هامش الندوة.. أما في قلبها وداخل محيط الهامش فقد قال أولئك النخبة الشيء الكثير والمفيد.. قيل إن وحدة اليمن تمت بتوافق داخلي وضغط وترحيب إقليمي ودولي.. فليس اليمنيون وحدهم مهتمين بهذا الأمر بل الآخرون مهتمون به ولن يقبلوا تعريضه للخطر.. والتفكير بالتراجع عن هذا المكسب ضرب من الانتحار والانتحار محرم.. وقال أحدهم مقولة مهمة وهي أن الوحدة ظاهرة سياسية ووطنية حدثت مرة واحدة ولن تتكرر مرة أخرى.. ولو - افتراضاً - فرطنا فيها لن نتمكن من استعادتها مرة أخرى، بل لو حدث هذا التفريط لن يكون هناك شمال وجنوب، أو شمال وجنوب وشرق وغرب، بل سيكون الواحد من هذه أكثر من واحد..- وقيل أيضاً إن للوحدة أخطاء ارتكبت من قبل ومن بعد وفي الفترة الوسيطة ولا تزال ترتكب، وأن المشاكل والمعاناة كثيرة والمطالب أيضاً كثيرة وبعضها مشروع.. ولكن يعبر عن هذه القضايا سلمياً وفي إطار الوحدة ذاتها..انتقلنا إلى نظام الاقتصاد الحر ولم نتعامل بكفاءة مع أعراضه السلبية، وقضينا على القطاع العام ولم نحم عماله وموظفيه من المستثمرين..وقد كان للحزب الحاكم وأحزاب المعارضة نصيبها في الندوة.. قيل إن الطرفين انشغلا بخلافات حول مختلف القضايا وفي اتفاقهما واختلافهما تم إعطاء الأولوية للمصالح الحزبية، بينما كان أحدهم يقع في الوسط بين الطرفين وظل مهملاً.. وهذا “الأحدهم” وهو غالبية المواطنين.. وهي وجهة نظر فيها قدر من الصحة وقدر من العذاب..- في نهاية هذا المحضر أسجل بأن هناك تحذيراً، وهو أن الذين يسمون أنفسهم أصحاب “حراك جنوبي” تقدموا يوم الأربعاء الماضي خطوة أخرى.. حيث نهبوا مدرستين في أبين ودمروا مركزاً صحياً.. الجماعة من قبل كانوا يستهدفون قوات المؤتمر الشعبي ثم تقدموا خطوة أخرى إلى ممتلكات السلطة المحلية والآن يعتدون على مدارس أولادنا ومشافي مرضانا.. ويجب وضع حد لقطاع الطرق واللصوص والطرارين الذين ينكدون حياة الناس.