الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يتحدث أمام أعضاء البرلمان
طهران/14 أكتوبر/باريسا حافظي وزهرة حسينيان: أدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليمين الدستورية يوم أمس الأربعاء بعد نحو ثمانية أسابيع من إجراء انتخابات متنازع على نتائجها والتي تسببت في أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ 1979 وأدت إلى انقسام النخبة من رجال السياسة والدين.وأدى الرئيس المحافظ أحمدي نجاد (53 عاما) اليمين الدستورية أمام البرلمان في الوقت الذي تم فيه نشر قوات مكافحة الشغب في الشوارع المجاورة للبرلمان بأعداد كبيرة لإحباط أي احتجاجات من المعارضين الذين يقولون أن الانتخابات يشوبها التلاعب.وأقسم أحمدي نجاد بأن يكون حافظا للمذهب الرسمي للجمهورية الإسلامية والدستور.وقالت مواقع معارضة على الانترنت أن أنصار مير حسين موسوي المنافس الرئيسي لاحمدي نجاد كانوا يخططون لاحتجاجات.وقال شاهد انه رأى المئات من أنصار موسوي قرب البرلمان ولكن لم تقع اشتباكات مع قوات مكافحة الشغب أو ميليشيا الباسيج هناك. وأضاف الشاهد أن الشرطة ألقت القبض على عشرة محتجين على الأقل وقال انه تم قطع إرسال الهواتف المحمولة.وأفاد أحمدي نجاد أن إيران تريد التعايش السلمي مع العالم ولكنها ستقاوم أي “استقواء” من جانب أي دولة.ومضى يقول على المستوى الدولي نسعى للسلام والأمن ولكن لأننا نريد هذا لكل الإنسانية فإننا نعارض الظلم والعدوان والعجرفة من جانب بعض الدول.”وقرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء كل من فرنسا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا عدم تهنئة أحمدي نجاد بإعادة انتخابه. ولكن البيت الأبيض أقر بأن أحمدي نجاد هو “الزعيم المنتخب” لإيران.وكان رد فعل أحمدي نجاد لاذعا تجاه فتور الدول الغربية.وقال “سمعنا أن بعض زعماء الغرب قرروا الاعتراف بالحكومة الجديدة لكنهم لن يهنئوا.. حسنا لا أحد في إيران ينتظر رسائلكم.”وأمامه الآن أسبوعان ليقدم للبرلمان تشكيلة الحكومة حتى يصدق عليها ولكن ربما يواجه صعوبات من المحافظين الذين يهيمنون على المجلس وكذلك من معارضيه من المعتدلين.ويقول موسوي ورجل الدين الإصلاحي مهدي كروبي أن الحكومة القادمة لن تكون شرعية متحدين بذلك الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي الذي أيد رسميا تنصيب أحمدي نجاد.كما تعرض أحمدي نجاد لانتقادات من بعض المتشددين الذين أغضبهم اختياره لاسفنديار رحيم مشائي في بداية الأمر ليكون نائبه. كما أغضبهم عندما استغرق أسبوعا حتى يطيع أمر خامنئي بعزل مشائي.ولكن خامنئي وصف أحمدي نجاد بأنه “شجاع ومجد وحكيم” في احتفالات نظمت يوم الاثنين وقاطعتها شخصيات معتدلة بارزة مثل الرئيسين السابقين محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني اللذين يؤيدان موسوي.وسقط 20 قتيلا على الأقل منذ انتخابات الرئاسة التي أجريت في 12 يونيو وألقي القبض على المئات.وبدأت السلطات محاكمة جماعية يوم السبت لأكثر من مئة من الإصلاحيين باتهامات بالتحريض على الاضطرابات. وستعقد الجلسة التالية لما أسماه خاتمي وموسوي “محاكمة استعراضية” يوم الخميس.وتتهم إيران الغرب خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا بإذكاء الاضطرابات بعد الانتخابات.وقال أحمدي نجاد بعد أداء اليمين “حاول الأعداء التشكيك في سلامة الانتخابات.”