- قلت لأستاذ جامعي : أنا عندما أتابع مجريات ما يحدث في الأوساط العلمية والثقافية والفنية والأدبية في بلادي أشعر بأن كرامتي الوطنية مطعونة وأشعر بأن المستقبل سيكون أسوأ من الحاضر.رد علي بكلمتين استفهاميتين : لماذا وكيف؟ قلت له : توجد في البلاد الآن هيئات عامة وخاصة تقدم مكافآت مجزية لمن يقدم دراسة أو بحثاً أو عملاً أصيلاً أو إبداعياً في مجال ما ومع ذلك يندر أن تجد متوافر الشروط ومستحق المكافأة، وخذ مثلاً مؤسسة جادة مثل مؤسسة هائل سعيد أنعم للعلوم والثقافة تعلن سنوياً عن جوائز قيمة الواحدة منها مليون ونصف مليون ريال في مجالات الأدب والعلم والبيئة والاجتماع والاقتصاد و.. و.. و..- الأستاذ الجامعي قاطعني بالقول: أعرف ما ترمي إليه، فتلك المؤسسة تحجب جوائزها في بعض المجالات لأن الأبحاث غير متوافرة الشروط أو لأن بعض المجالات لم تقدم فيها دراسات، وفي هذا العام لم يفز أي باحث ولا متسابق ولم يتقدم أحد بأي دراسة في ثلاثة مجالات. قلت له : نعم .. هذا ما كنت أود قوله قبل أن تقاطعني.الأستاذ الجامعي غالط واختصر الأزمة في عبارات هزيلة، حيث قال إن قيمة الجائزة قليلة وهذا غير مشجع، فهم يمنحون مليونا ونصف مليون ريال لدراسة تستغرق مني وقتاً وجهداً قيمتهما مليون ونصف مليون ريال، وهذا غير مشجع .. فلماذا التعب؟ و”إذا سيرتك ما تفيدك ما يضر الجلوس”!!- صاحب تلك العبارات كان في موقف تبريري أو دفاعي لخيبة الأكاديميين وخيبة أمل المجتمع فيهم.إن الادعاء بأن كون قيمة الجائزة مليونا ونصف مليون ريال غير مشجع إدعاء زائف لأن آخرين من قبل فخروا بها.. كما أن القول بأن العمل الفائز يكلف مليونا ونصف المليون ريال غير صحيح بدليل أن مبدعاً حاز على المليون ونصف المليون مقابل نص كتبه في ليلة واحدة أو بحث استغرق شهراً وكلفه خمسين ألف ريال.. ثم أن أكاديميين يمنيين سعوا مرة بعد مرة للمنافسة في جوائز علمية غير يمنية من ذوات المائة ألف ريال سعودي أو العشرة آلاف أمريكي ومع ذلك لم يفلحوا.. الأمر يا قوم متعلق بنظامنا التعليمي الذي لا يصنع عقلاً سليماً ولا جسماً سليماً أيضاً.
كرامتنا الوطنية مطعونة!
أخبار متعلقة