لست في هذا المقالة بصدد الحديث عن دور علم النفس في زمن العولمة ، فذلك يحتاج إلى مبحث خاص ،ولكنني سأقدم هنا استعراضاً لأهم المسائل التي احتواها التقرير الذي قدمه الرئيس الحالي للإتحاد الدولي لعلم النفس عضو الرابطة الألمانية لعلم النفس البرفسوررينير سيلبيرسين إلى إجتماع الجمعية العمومية للاتحاد ، ومكنني مشكورا من الحصول على نسخة لترجمته إلى العربية، إضافة إلى بعض الملاحظات الشخصية التي سجلتها من واقع مشاركتي في المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد الدولي لعلم النفس في مدينة برلين- المانيا، خلال الفترة من الى 20 -25 يوليو 2008. ويمكن تلمس الرؤية المستقبلية وقراءة أفق علم النفس من خلال لغة الارقام الواردة في هذا التقرير وطبيعة المداولات والإتجاهات المعاصرة لموضوعات علم النفس سواء على مستوى الأوراق المقدمة إلى جلسات العمل أو جلسات الجمعية العمومية أو المعارض التي نظمت على هامش المؤتمر. ولن أعلق كثير على واقعنا العربي الاختصاصي ، حتى لا أزيد الصورة قتامة ،فأوسع دائرة الإحباط ، لان مناشطنا الاختصاصية على هذا الصعيد والتي تتبعتها من خلال حضوري، لم تسجل - للأسف - تقدما أو تغيرا ذا شأن يذكر خلال المؤتمرين السابقين في كل من ستوكهلم - السويد (يوليو 2000) أو بيجين الصين (أغسطس 2004 ) .[c1] و ألفت عناية السادة القراء ، بلغة موجزة بعيدة عن الصيغ الإنشائية إلى أبرز النقاط التي تضمنها التقرير : [/c]1 -قدر عدد المشاركين من دول العالم في المؤتمر بحوالي( 8400) مشارك موزعين على النحو التالي :أوربا الغربية( 55.00) ، آسيا( 19.19) ، أمريكا الشمالية (9.66) ، أوربا الشرقية( 8.34) ، أمريكا اللاتينية (3.72) ، أفريقيا (2.27) ، أستراليا (1.81) .2 -وصل عدد ملخصات الأوراق العلمية المرسلة إلى المؤتمر (9.066) وتم قبول( 8324) ورقة وبنسبة (91.8%) .3 -كانت حوالي (950) مساهمة بحسب الطلب بما فيها (دعوات معنونة ، ندوات ، حلقات الرئاسة للاتحاد الدولي لعلم النفس، محاضرات ، مناظرات لوجهات نظر متعارضة) وإجمالاً فأن توزيع خارطة البحوث المقدمة جاءت على النحو التالي:[c1]ملصقات جدارية - بوستر (4285) ، إلقاء في ندوات (2673) ، إلقاء أوراق في جلسات (2040) .[/c]4 - توزيع موضوعات الأوراق المقدمة بحسب البرنامج العلمي جاءت وفقاً للاختصاصات المتعددة في علم النفس على النحو التالى :علم النفس الصناعي والإداري (10.22) علم النفس الصحي(8.25) ، علم النفس العيادي والإرشادي (8.20%) علم النفس الاجتماعي (8.15) ، علم النفس التربوي (7.8) ، المعرفية (6.34) ، النمو الانساني (5.41) ، الشخصية والفروق الفردية( 4.84) ، قضايا اجتماعية (4.04) ، العمليات النمائية (3.68) ، طرق البحث والإحصاء (3.52) ، التعلم ، الذاكرة، المعرفية (3.49) ، معرفية العلوم العصبية السلوكية (3.22) ، الثقافية وعلم النفس (3.07) ، اللغة ، القراءة ، الاتصال (3.07) .كذلك جاءت بعض الموضوعات التخصصية النفسية بنسب أقل وبتفرعات تحت تخصصية أو تخصصات محدودة على النحو التالي :الانتباه / الإدراك (2.9) ، الانفعال /الدافعية (258) ، تاريخ و نظريات (2.13) ؛ الأساس والعمليات الحركية (1.62) ، علم النفس البيئي (1.46) ، علم نفس الإعلام (1.31) ، علم النفس الرياضي (1.1) ، علم النفس والقانون (0.8) ، علم النفس السياسي (0.72) ، المرور وعلم نفس النقل (0.67) ، السلوك الحيواني (0.61) ، قضايا تكاملية مابين الاختصاصات (0.33) ، منظومات الاستخبارات (0.24) ، قضايا متضاربة (0.06) .5 -تطرق تقرير رئيس المؤتمر إلى الجوانب المالية للمؤتمر، حيث أشار إلى أن(168.600) يورو صرفت لدعم المشاركين في المؤتمر وتوزعت على النحو التالي :•(115) مشاركا حصلوا على مساعدة من المؤتمر تتمثل في إعفاء من الرسوم بواقع(500) يورو مخصصة للإقامة والسفر .•حظي علماء النفس الشباب بقدر كبير من الإهتمام ، حيث يخصص في كل مؤتمر دولي لعلم النفس برنامج لدعم علماء النفس الشباب ، و في هذا المؤتمر تم اختيار 51 عالما شابا للمشاركة في برنامج علماء النفس الشباب .• 25 عالما شابا دعو للمشاركة في برنامج إضافي لمدة يومين إضافيين.[c1]ملاحظات شخصية [/c]- أثار انتباهي في هذا المؤتمر المشاركة الكبيرة ومتعددة الاختصاصات لعلماء النفس من إيران الذين وصل عددهم إلى قرابة 300، مثلت النساء بشكل ملحوظ 65% ، وكذلك يقترب منهم بالمنافسة وفد تركيا . وبالمقابل بدى بينا ضعف التمثيل العربي الذي لم يتجاوز 21 مشاركاً فقط اليمن (2) ، السودان (10) ، ، الكويت (2) ، لبنان( 2 ) ، وبوقع شخص واحد لكل من الاردن، السعودية، الجزائر، مصر،الامارات العربية ،وهوإجمالاً أقل من عدد المشاركين من إسرائيل أو حتى قبرص؟- الجدير ذكره أن الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لعلم النفس ،عقدت اجتماعها على هامش جلسات المؤتمرفي يومي 22و24يوليو ، وشارك فيها وفود عن 72 منظمة وطنية و إقليمية ،واقتصرت المشاركة العربيةعلى وفود ثلاث دول عربية عضوة في الاتحاد وهي: اليمن، السودان ، الأردن وتغيب وفد مصر الذي يعتبر من الاعضاء المؤسسين للاتحاد !- لعل أهم الجوانب التي نحب أن نلفت النظر إليها هنا على هامش جلسات الجمعية العمومية هي:أ. تقديم لجنة الموارد والمصادر المعلوماتية الإلكترونية للاتحاد برئاسة كل من داني ودينج و ميشيل ستيفينس ، عرض لأحدث قرص مضغوط ، يتضمن كماً هائلاً من المعلومات والبيانات عن تاريخ علم النفس في العالم ،مناهج ، معاهد ، جمعيات .....الخ وهو أمر يعبر عن حرص الاتحاد الدولي لعلم النفس في توثيق قاعدة بيانات عالمية عن علم النفس (انظر ملحق 1،2والذي نكتفي هنا بترجمة كشف للجمعيات النفسية في العالم و والهيئات القيادية المنتخبة للاتحاد منذ تأسيسه ) .ب. قدم الأمين العام للاتحاد الدكتور .ب،ل ريتشي، وهو إختصاصي إكلينيكي متميز من جامعة أتاوا كندا، تقريراً عن العلاقة مع منظمة الصحة العالمية ومشاركة ممثل الاتحاد الدولي لعلم النفس ، أوضح فيه أنه - أخيرًا - تم القبول بوجهة نظر علم النفس للمشاركة في مناقشات مشروع التصنيف الدولي الجديد عن الاضطرابات العقلية ICD-11 ،الذي يجري الإعداد لتعديلاته حالياً في جنيف .ج. إقرار ميثاق الاتحاد الدولي لعلم النفس عن أخلاقيات الممارسة المهنية ،الذي أعدته لجنة مختارة من(إثني عشرإختصاصيا- العربي الوحيد منهم د. حسن قاسم من اليمن ) وبرئاسة البرفسور رين من كندا ونامل ان تتاح الفرصة مستقبلا لترجمته الى العربية ليكون دليلا مساعداً لمشروع ميثاق عربي لأإخلاقيات الممارسة المهنية إن شاء الله. ه. منح المكتب التنفيدي للاتحاد الدكتور حسن قاسم خان رئيس الجمعية النفسية اليمنية ميدالية الاتحاد الدولي لعلم النفس وهذا تشريف لعلماء النفس المثابرين في اليمن والوطن العربي. د. أما على صعيد التمثيل في هيئات الأتحاد ، فقد أنتخب البرفسوررينير سيلبيرسين (ألمانيا ) رئيسا للإتحاد خلفا للبرفسور اوفرمير (أمريكا ) ، وخسر العرب موقعهم في اللجنة التنفيذية المنتخبة ، ببسب عدم تنسيقهم المبكر فيما بينهم مما أدى إلى تشتت الأصوات بين كل من ممثل اليمن و الاردن ، وأتمنى مستقبلا أن يكون هناك تنسيق مبكر يتميز بالمصارحة و الوضوح والشفافية مع إلاستعداد المتبادل لتوزيع الأدوار والمهام والمنافع .أخيرًا أكتفي بالإشارة إلى المعارض المقامة عادة على هامش مثل هذه الملتقيات الدولية ، حيث تتنافس كبريات دور النشر المختصة في العلوم النفسية لعرض أخر إصداراتها و كذلك الجمعيات الإختصاصية ، كالجمعية النفسية الأمريكية أو الأوروبية حيث تروج أيضاً لملتقياتها العلمية القادمة.[c1]على أن أكثر تلك المعارض جذباً للمختصين وفتنة ،هي معروضات تقنيات علم النفس الحديثة، وأقصد هنا تحديداً التقنيات مثل:[/c] 1) برنامج سوفت وير لملاحظة السلوك مع نظام إحصائي تقني معقد لتحليل البيانات بعد متابعة عدسة كاميرا لتصوير ورصد المواقف السلوكية وتحديداً تعبيرات الوجه وتوتر العضلات وشدة الحركة.. الخ(The observer) 2)برنامج سرعة بحث العين وهو أيضا برنامج تقني يعتمد على مشاهدة موضوع -شكل أو صورة ويستطيع أن يكشف إتجاهات البحث التي قامت بها العين لمسح نقاط الصورة ويفيد في بحوث عسر التعلم ، الانتباه ..الخ (Eye Tracking Speed) 3)برنامج ماسح دماغي يعتمد على نظام رصد لحوالي 256 نقطة من أقطاب توضع على رأس الانسان ، وهي تقنية حديثة ومطورة لجهاز التخطيط الكهربائي للدماغ وتسمى : Geodesic EEG system (Ges-300). وأتمنى في تقريري هذا من كل رئيس قسم لعلم النفس في الجامعات العربية أن يتمثل تحديه القادم في القدرة على استجلاب هذه التكنولوجيا إلى قسمه لتعزيز قدرات المختبرات النفسية. فكما شكلت الإختبارات والمقاييس النفسية مفخرة أدوات القياس النفسي للقرن العشرين من خلال اِعطائها لهذا العلم أدوات ومعطيات موضعية قياسية تقديرية كمية و نوعية لتشخيص ورصد السلوك الإنساني ، فأنني أعتقد أن مثل هذه التقنيات الحديثة هي أدوات القياس للقرن الحادي والعشرين وإن كانت في بدأية عهدها اِلا أنها تبشربمستقبل واعد لتطبيقاتها في حقل العلوم السلوكية .لا أنسى - هنا- من تذكير القراء وزملاء الإختصاص بدرجة رئيسة من بان المؤتمر القادم للاتحاد الدولي لعلم النفس سيكون في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، يوليو 2012 . وحري بالجميع التفاعل والتواصل مع سكرتارية المؤتمروقيادته مبكرًا بغرض الحصول على تسهيلات تساعدهم على المشاركة والحضور. موقع المؤتمر القادم على شبكة الإنترنت هو :[c1]www.icp2012.com [/c]• مرفق قائمة بالجمعيات بحسب تاريخ إنضمامها إلى عضوية الاتحاد الدولي لعلم النفس ، وقائمة توضح القيادات المنتخبة للاتحاد منذ التأسيس حتى المؤتمر الأخير هدفت من ترجمتها و إيرادها الى التعريف باليات وطرق و عملية الاختيار - الانتخاب التدريجي لمثل تلك المواقع. وبعض الاسماء الامعة في علم النفس التي تربعت على رئاسة الاتحاد أو مؤتمراته، وللتوضيح فان هناك رئيس للاتحاد الدولي لعلم النفس ينتخب مرة كل أربع سنوات ولدورة واحدة فقط وكذلك هناك رئيس للمؤتمر يكون من الدولة المستضيفة للمؤتمر . انظر جدول -3)[c1] أستاذ علم النفس المشارك [/c]كلية الطب والعلوم الصحية ، جامعة الملك فيصلقسم الطب النفسي / وحدة العلوم السلوكية
|
دراسات
علم النفس في زمن العولمة
أخبار متعلقة