صنعاء القديمة
تقع مدينة صنعاء بين جبلين مشهورين هما : نقم الذي يسورها من الشرق وعيبان الذي يسورها من الغرب والجنوب الغربي وعلى خط عرض 15.22 وخط طول 32.44. وهي قديمة الإختطاط أزلية البناء يقال أنها أول مدينة بنيت بعد الطوفان والباني لها سام بن نوح . ويرى بعض المؤرخين أنها تقع عند ملتقى ثلاث قبائل وهي : بني الحارث من الشمال و سنحان من الجنوب و بني مطر من الغرب . ويؤكد أبن المجاور ( أن شيت بن آدم عليه السلام بنى مدينة صنعاء وغرس بظاهرها بستانين أحدهما أيمن الدرب والثاني أيسره ، وهما بطول من صنعاء إلى العراق مسيرة سبعة أيام ولتأسيس صنعاء حادثة تاريخية تتفق عليها المصادر التاريخية التي تؤرخ لها ، تذكر : أنه لما توفي نوح عليه السلام أجتوى أبنه سام السكنى في أرض الشمال وإصابه ألم فأقبل طالعاً في الجنوب يرتاد أطيب البلاد حتى صار إلى اليمن فوجده أطيب مسكناً خفيف الماء معتدل الأرض وحين نزل صنعاء زال عنه الألم وحينئذٍ وضع مقرانه وهو الخيط الذي يقدر به البناء إذا مدّه بموضع الأساس من ناحية فج عطان في غربي حقل صنعاء مما يلي عيبان فبنا الظبر ، فلما أرتفع بعث الله طائراً فأختطف المقرانه وطار بها وتبعه سام لينظر أين وقع فأم بها إلى جبوب النعيم من سفح نقم فوقع بها ، فلما أرهقه طار بها فطرحها على حرة غمدان ، فلما قرت المقرانة على حرة غمدان علم سام أن قد أمر بالبناء هنالك فأسس غمدن ، وأحتفر بئرة وتسمى كرامة وهي سقاً إلى اليوم وصعد على جبل نقم وقال لأهله وأشياعه وأتباعه : ليعمر كل منكم مسكناً يسكنه : فعمرت الخلق المساكن فرجعت مدينة طولها وعرضها مسير سبع فراسختعد المساجد من أهم معالم مدينة صنعاء القديمة. وقد ذكر الرازي في كتابه عن صنعاء أن عددها (106) ولم يبق منها مفتوحاً سوى أربعين مسجداً، عامرة بالجماعات في الفروض الخمسة، وقد أضيف لكل مسجد منها حنفيات للوضوء واختفت في بعض المساجد المطاهير مثل الجامع الكبير .. أما المساجد التي بنيت بعد قيام الثورة والجمهورية وإعادة توحيد اليمن، فقد تجاوزت المأتين - للجمعة والجماعة - وفيها أجنحة للنساء، وتحتوي على الحمامات للنساء، وتحتوي على الحمامات الحديثة وليس فيها مطاهير للوضوء وفرشت بالسجاد الجميل .. فمنذ ظهور الإسلام واعتناق الناس الإسلام ومنهم اليمنيون، بدأ اهتمام الناس ببناء المساجد المتواضعة البسيطة الملائمة للبيئة آنذاك، وخلال فترة ازدهار الدولة الإسلامية تطورت المفاهيم واتسعت المدارك وارتفع الوعي برفع مكانة وشأن المسجد وأصبح المسلمون يتنافسون في بناء المساجد واهتموا بطرق بنائها وتخطيطها وزخرفتها باعتبارها بيوت الله .. كما أن المساجد قديماً كانت تستخدم في شتى الأغراض الدينية والدنيوية مثل إقامة حلقات التدريس والموعظة فيدرسون الفقه والتفسير والحديث وغيره من العلوم.وقد أكثر الشعراء بالتغنى بجمال صنعاء ومن هؤلاء أبو محمد اليزيدى: سقيًا لصنعاء لا أرى بلدًا أوطنه المواطنون يشبهها خفضًا ولينا ولا كيهجتها أرغد أرض عيشًا وأرفهها يعرف صنعاء من أقام بها أعذى بلاد عذًا وأنزهها