الكويت/ متابعات: دعا ناشط بيئي هواة الصيد البري إلى عدم التعرض ببنادقهم إلى صيد الثعالب التي تشكل احد أهم مكونات الحياة الفطرية في البيئة البرية الكويتية محذراً أن انقراضها يؤدي إلى اختلال كبير في التوازن البيئي.وقال رئيس جمعية الطيور الكويتية عبدالرحمن السرحان لوكالة الأنباء الكويتية أن الثعالب بأنواعها تساهم في التوازن البيئي عبر كونها احد أهم مكونات السلسلة الغذائية في البيئة الكويتية فانقراضها يعني زيادة في الحيوانات التي تقتات على النباتات التي هي في الأصل قليلة لشح الأمطار في السنوات الأخيرة.واستعرض السرحان أهم ما يميز الثعالب ودورة حياتها في البيئة الصحراوية الكويتية وشبه الجزيرة العربية قائلا انه يسمى محليا (الحصني) وبما أن من عادة العرب تكني الأسماء بما فيها الحيوانات فقد كنوه أبو الحصن أو أبو الحصين ومن هنا أتت التسمية المحلية.وقال إن أنواع الثعالب التي تعيش في البيئة الكويتية هي الثعلب الأحمر العربي وهو شائع جدا والأخر هو الفنك وقد أصبح من النادر رؤيته خصوصاً مع تدمير الانسان للبيئة.وأشار إلى وجود نوعان آخران من الثعالب في الجزيرة العربية الأول (ثعلب الرمال) وهو شائع في نجد وجنوب السعودية والإمارات وعمان واليمن وهو اصغر من الثعلب الأحمر العربي ويبلغ طوله 70 سنتيمترا واذناه أطول من الثعلب الأحمر العربي واصغر من الفنك اما النوع الثاني فهو ثعلب (بلاندفورد) وهو نادر جداً وقد شوهد في عسير وظفار.وتطرق السرحان إلى وصف الثعلب الحصني في البيئة الكويتية بالقول: إن الثعلب الأحمر العربي من اكبر أنواع الثعالب المنتشرة في المنطقة العربية وأكثرها شيوعاً وهو عادة ما يعيش في المناطق المفتوحة وبشكل تجمعات صغيرة وهو ليلي المعيشة يبحث عن فرائسه في الليل حيث يتغذى على الفئران والجرابيع والأرانب والقوارض الصغيرة والحشرات كالديدان والخنافس.وأضاف انه يتغذى كذلك على الطيور وبيضه والفواكه والضفادع والقنافذ ويقال انه يستطيع اكتشاف الجيف على عمق 60 سنتيمترا ويذكر أهل البادية انه يستخرج الأموات من قبورهم في الصحراء في بعض الأحيان وهو كالكلب يدفن ما بقي من الفرائس تحت الأرض.وقال السرحان إن هذا الحيوان يستطيع البقاء على قيد الحياة في عمق الصحراء في شهري يوليو وأغسطس حينما تصل درجة حرارة الهواء في الظل على ارتفاع متر واحد عن سطح الأرض إلى 50 درجة مئوية وتصل درجة حرارة الرمال إلى نحو 80 درجة مئوية ومن دون وجود ماء.وأوضح أن الثعلب يستطيع البقاء في حرارة الصيف المرتفعة عبر تجنبه الخروج في الشمس بشكل عام إذ يبقى في جحره الرطب طوال فترة النهار فباطن الأرض ابرد من السطح وبرودة الجحر تستمد من برودة الجو في الليل ويحصل على السوائل اللازمة لجسمه من الحيوانات التي يفترسها ليلا كما ترتفع درجة حرارة جسمه قليلا عند ارتفاع درجة الحرارة لذلك فانه ليس في حاجة للعرق لتخفيض درجة حرارة جسمه كما يحدث مع الانسان. وقال انه غالبا ما يظهر الثعلب في شهري يوليو وأغسطس بجسم ضعيف وسيقان طويلة وذيل نحيف بسبب تساقط واستبدال الشعر في هذين الشهرين كما يحدث للإبل لان شعر جسمه الكثيف هو الذي يظهره بالحجم الكبير في غير هذه الأوقات. وعن موسم تزاوج الثعالب قال انه يقع في فصل الشتاء في ديسمبر ويناير وفبراير ومدة الحمل 52 يوما وهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الذكر والأنثى يبقيان مع بعضهما البعض ما بقيت هي أو هو على قيد الحياة وتضع الأنثى حملها عادة في شهر ابريل وذلك مرة واحدة في السنة وتلد عادة من أربعة إلى سبعة جراء وتسمي العرب ابن الثعلب (حصين) أو (هجرس) أو (تتفل) وتكون الجراء عمياء لمدة 10 أيام ويبقون في الجحر مع أمهم حتى يبلغوا الشهر وعادة ما يترك الجراء والديهم بعد شهرين أو ثلاثة ويكتمل نموهم بعد ستة أشهر والذكر قد يغادر مكان ولادته إلى مسافات بعيدة قد تصل مئات الكيلومترات ليبدأ حياة جديدة حيث يعمر الثعلب 12 سنة. وعن ثعلب (الفنك) قال السرحان انه اصغر انواع الثعالب وأكبرها اذانا وأكثرها تكيفا في البيئة الصحراوية في مناطق الكثبان الرملية ويعيش في مجموعات يتراوح عددها من 10 إلى 15 فردا وهو ليلي المعيشة ويمضي النهار في جحور لها مخابئ سرية متعددة المسارات والحجرات وهو قادر عن الاستغناء عن الماء لفترات طويلة ويتميز بجسم رشيق ولون اقرب إلى الرمادي الباهت الفاتح ويمكن تمييزه عن الثعلب الرملي بقصر ذيله والبقع الداكنة ويقال إن باستطاعته الحفر إلى 20 مترا تحت الأرض.
الثعالب من أهم مكونات الحياة الفطرية الكويتية التي تحتاج إلى حماية
أخبار متعلقة