
تعز / أصيل البريهي
في خطوة جريئة تعبّر عن الإصرار والإيمان بقيمة التعليم، أقدمت الشابة اليمنية فاطمة الحريبي على بيع كل ما تملكه من مجوهرات بل ورهنت قطعة الأرض التي ورثتها عن والدها من أجل تأسيس معهد تعليمي في إحدى قرى مديرية الصلو بمحافظة تعز، متحدّية بذلك الواقع الصعب ونظرة المجتمع الريفي تجاه المرأة والمشروعات التعليمية.

وتقول فاطمة الحريبي، مديرة معهد Non Stop في لقاء خاص:
بدأت الفكرة منذ تخرّجي من الجامعة في عام 2014 وظلت تراودني حتى قررت أن أبدأ بها رغم كل المعوقات. كنت أؤمن أن التعليم وحده هو ما سينهض بهذه القرية، فجمعت شجاعتي وبعت كل ما أملك، لأن الفكرة لم تكن مجرد حلم، بل كانت رسالة أؤمن بها."
تأسس معهد Non Stop ليكون مساحة تعليمية حيوية مفتوحة أمام شباب وفتيات الريف، مقدماً دورات تدريبية في مجالات الحاسوب، التصميم، اللغة الإنجليزية، والخياطة وغيرها من المهارات التي تفتح آفاقًا جديدة للتنمية الفردية والاعتماد على الذات.

وعن أبرز التحديات التي واجهتها أوضحت الحريبي أنها عانت كثيراً من نظرة المجتمع السلبية، وواجهت حملات تشكيك واستهزاء بفكرتها، خصوصاً في ظل انعدام الدعم والتشجيع من المحيطين بها، معتبرة أن أكثر ما واجهته صعوبة هو "كلام الناس" الذي حاول أن يُثنيها عن مواصلة المسير.
وأضافت: كان الناس يرون أن ما أفعله مجرد عبث أو وهم. لكني لم ألتفت، وكنت أقول دائمًا إن أعظم المشاريع تبدأ بخطوة شجاعة، وها أنا اليوم أرى الطالبات يدخلن إلى قاعات التدريب بعيون مليئة بالطموح."
من داخل إحدى قاعات المعهد، تحدثت الطالبة إيمان الصلوي، وهي إحدى المتدربات في برنامج التصميم الجرافيكي، قائلة:
معهد Non Stop غيّر نظرتي لمستقبلي. كنت أعتقد أن لا شيء سيتغير في قريتنا، لكن عندما بدأت أتعلّم هنا، شعرت أن لي دورًا ورسالة. التعليم الذي نتلقاه ليس فقط دروسًا، بل هو نافذة على عالم أوسع، وفرصة لنبني أنفسنا ونكسر الحواجز."

وختمت الحريبي حديثها برسالة إلى شباب وشابات اليمن:
انهض لتحقيق حلمك لا تدع فكرتك تموت بسبب الخوف أو كلام الناس. اصنع فرقًا في حياتك وفي حياة من حولك، وازرع الأمل، ولو بيدك فسيلة.