جيتس يقول إن امريكا لن تنتصرفي العراق ودول الجوار تجتمع في القاهرة
بغداد/عواصم/وكالات:تسارعت وتيرة العنف في العراق, وسقط عشرات القتلى والجرحى في تفجيرات ومواجهات, بينما تشهد القاهرة اجتماعات لوزراء الخارجية العرب العشرة الأعضاء في لجنة العراق.وتوافد وزراء الخارجية العرب العشرة على مقر انعقاد اجتماعهم في القاهرة, بينما تأكد غياب وزير خارجية سوريا وليد المعلم, ووزير خارجية الجزائر محمد بجاوي.وتضم اللجنة كلا من مصر والسودان والجزائر وسوريا والأردن والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية.ومن المتوقع أن تتم التوصية بعقد مؤتمر إقليمي لدول الجوار العراقي وأعضاء اللجنة، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة، لبحث الوضع الأمني والسياسي.قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الثلاثاء انه سيوفد مبعوثين الى دول الجوار لبحث أوجه التعاون بشأن تحسين اوضاع الامن بالعراق واضاف انه سيدعو لعقد مؤتمر يضم دول المنطقة لمناقشة هذه المسألة.كذلك وفي مؤتمر صحفي اذاعه التلفزيون العراقي قال المالكي انه سيوفد مبعوثين الى دول الجوار لحث حكومات هذه الدول على تعزيز الامن والاستقرار في العراق.ومضى يقول ان القادة السياسيين في العراق سيلتقون في منتصف الشهر الجاري في محاولة لعقد مصالحة بين الطوائف المتنافسة.وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد رفض دعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لعقد مؤتمر دولي بشأن العراق واعتبرها "مصادرة لإرادة الشعب وإنجازاته التي حققت الديمقراطية وحكومة الوحدة الوطنية".
كما انتقد المالكي في بيان صدر عن المكتب الإعلامي التابع لرئاسة الوزراء, قول أنان إن الانطباع السائد لدى العراقيين بأن الوضع الحالي في البلاد أسوأ مما كان عليه في العهد السابق. واعتبر المالكي تصريح أنان بأنه "تزيين لصورة النظام السابق المعروف بجرائمه ضد الإنسانية".وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني رفض بشدة فكرة عقد مؤتمر دولي. وقال الطالباني "هناك عملية سياسية جارية وهناك مجلس نواب هو الأفضل في المنطقة, ونحن قد أصبحنا دولة مستقلة ذات سيادة ونحن من يقرر مصير البلد".وفي واشنطن رفض رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق أي تدخل إقليمي أو دولي يتخطى العملية السياسية في العراق. وأكد على ضرورة عدم سحب القوات الأميركية من العراق.على الصعيد الأمني, أعلنت وزارة الدفاع العراقية اعتقال 36 "إرهابيا" وحوالي عشرين من المشتبه بهم في مختلف المناطق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.كما لقي أكثر من ثلاثين شخصا مصرعهم في بغداد أمس الثلاثاء في انفجار ثلاث سيارات مفخخة وهجوم مسلح، فيما قتل جنديان أميركيان.وأعلنت الشرطة العراقية مقتل 15 شخصا يعملون في الوقف الشيعي بعد أن تعرضت الحافلة التي كانوا يستقلونها لهجوم بسيارة مفخخة تبعه إطلاق نار كثيف, وذلك أثناء ذهابهم إلى مقر عملهم شمالي بغداد صباح امس.وفي جنوب بغداد قتل 16 عراقيا وأصيب 25 آخرون فى ثلاثة انفجارات متتابعة لسيارات مفخخة بالقرب من محطة وقود في حي البياع. وكان 12 شخصا قتلوا وجرح عشرات في عدة هجمات وتفجيرات شهدتها بعض مدن العراق أمس الاول.كما عثرت الشرطة على خمسين جثة مجهولة الهوية عليها آثار تعذيب في العاصمة بغداد. وقد أطلق الجيش الأميركي النار على عدد من أهالي مدينة بيجي شمال بغداد عندما تظاهروا أمام الحواجز مطالبين القوات الأميركية بفك حصارها عن قرية الصينية القريبة.
على الجانب الأميركي قالت القوات الأميركية في بيان لها إن جنديا أميركيا قتل إثر انقلاب مدرعة وأصيب خمسة آخرون في بغداد الاثنين. وقال بيان آخر إن جنديا أميركيا آخر قتل وأصيب خمسة بجروح في هجوم بالأسلحة الخفيفة على دوريتهم في بغداد.وبإضافة هذين القتيلين إلى أربعة جنود أميركيين لقوا مصرعهم أمس الاول عندما اضطرت مروحية للهبوط فوق الماء في منطقة حديثة غربي العراق وعلى متنها 16 جنديا. يصل عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الأيام الاربعة الماضية إلى 15, حسب بيانات أميركية. وكان رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم قد اعلن الاثنين في واشنطن عن معارضته لانسحاب فوري للقوات الاميركية من العراق وذلك اثر محادثات اجراها مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.وقال الحكيم لدى خروجه من وزارة الخارجية ان "الحكومة العراقية طلبت من القوات الاميركية البقاء في العراق مع اعطاء مزيد من المسؤوليات الى القوات والمسؤولين العراقيين حتى يتمكنوا من حل مشاكل الارهاب". وقال الحكيم انه اجرى مع رايس "محادثات واضحة وشفافة وصريحة" وشدد على انه لا يحمل "اي رسالة" من ايران الى الولايات المتحدة.واستقبل الرئيس الاميركي جورج بوش بعد ذلك عبد العزيز الحكيم في البيت الابيض. وقال بوش في ختام اللقاء "قلت له اننا لسنا راضين عن السرعة الي يتم بها احراز التقدم في العراق واننا نريد مواصلة العمل مع الحكومة العراقية التي تتمتع بالسيادة لتحقيق الاهداف المتبادلة".واضاف بوش "تحدثنا عن ضرورة اعطاء الحكومة في اسرع وقت ممكن الوسائل التي تمكنها من القيام بما يرغب به الشعب العراقي اي حماية بلدهم من المتطرفين والقتلة".وقال الحكيم من جهته "بحثنا في السبل الواجب اعتمادها لتوفير كل ما تحتاجه القوات المسلحة العراقية في مجال التسلح والتدريب ولتتمكن من ضمان الامن".واضاف "نعتبر ان المشاكل العراقية يجب ان يحلها العراقيون بمساعدة اصدقائهم اينما وجدوا. لكننا رفضنا كل المحاولات الهادفة الى حل المشاكل العراقية على المستوى الاقليمي او الدولي" مجددا بذلك رفضه اقتراح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بعقد مؤتمر دولي حول الوضع في العراق.ووجه الحكيم بعد ذلك في كلمة القاها امام "معهد السلام" للابحاث في واشنطن نداء لكي تبرم بغداد مع جيرانها اتفاقات "لمكافحة الارهاب" في المنطقة. واوضح "نحن بحاجة اولا الى ابرام اتفاقات لضمان الامن مع الدول المجاورة وفي المنطقة لمكافحة الارهاب وتسليم المجرمين".في غضون ذلك قال روبرت جيتس الذي رشح لخلافة دونالد رامسفيلد في وزارة الدفاع الامريكية أمس الثلاثاء إنه لا يعتقد ان الولايات المتحدة تنتصر في الحرب في العراق.وسأل أحد اعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ جيتس خلال جلسة لمناقشة التصديق على تعيينه ما اذا كان يعتقد ان الولايات المتحدة تنتصر في الحرب فأجاب "كلا يا سيدي". وقال روبرت جيتس ان جميع الخيارات مطروحة للبحث بالنسبة للحرب في العراق وان مسار العمل الامريكي سيحدد احتمالات "التفجر الاقليمي" في منطقة الشرق الاوسط.وقال جيتس وهو مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية في جلسة بمجلس الشيوخ الامريكي "سيحدد مسارنا خلال العام او العامين القادمين ما اذا كان الشعبان العراقي والامريكي والرئيس المقبل للولايات المتحدة سيواجهون وضعا يتطور ببطء واطراد في العراق وفي المنطقة والا واجهنا خطرا حقيقيا بتفجر المنطقة."واضاف جيتس لاعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي "في رأيي جميع الخيارات على الطاولة."