قيادة جمعية عمالة الأطفال لـ ( 14 اكتوبر ) :
حاورها/ منى علي قائد - تصوير/ جان عبد الحميد :أطفالنا هم بناة المستقبل هم التواصل والاستمرارية لنا هم الغد المشرق، لذا فإننا نطمح إلى توفير حياة سعيدة مستقرة لهم مع أملنا بتوفير الإمكانيات التي تساعدهم على المضي قدماً في دراستهم.أطفالنا مرتكز البناء الحقيقي لمجتمعنا اليمني لذا فإن الاهتمام بهم يمثل الاهتمام ببناء مجتمع يمني سليم قادر على النهوض واللحاق بركب الدول المتطورة.«14 أكتوبر» زارت الجمعية والتقت الأخت/ فوزية سيف ثابت رئيس جمعية مكافحة عمالة الأطفال ومدير تنمية المجتمع والأسر المنتجة في مركز المنصورة.* كيف يمكن أن تفيدينا حول عمالة الأطفال المتزايدة؟ وما طرق الحد من انتشارها؟المركز الآن أسند لجمعية مكافحة عمالة الأطفال هذه الجمعية تأسست في 2002م ونشطت ونزلت إلى محافظة عدن وخاصة المناطق الساحلية وقمنا بعمل بحوث اجتماعية ووجدنا أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين ظروفهم صعبة ولا يدرسون وحالتهم الاجتماعية سيئة جداً في مناطق عمران والخيسة وفقم وقعوة وغيرها. حيث قمنا بتسجيلهم والهدف الرئيسي للجمعية هو إعادة الأطفال إلى مدارسهم وعدم تشغيلهم في سن قاصرة، لأن تشغيل الأطفال في هذا العمر مثلاً «سبع سنوات» كأن يقوموا بركوب البحر حيث يعانون من أشياء كثيرة منها التقزم والصفار وإصابتهم بأمراض الكلى من المياه المالحة.قدمنا المشرع وفرنا لهم مكاناً ندرسهم فيه أولاً الأبجدية والحاسوب الآلي وكذا يوجد لديهم بعض الألعاب لأن المدارس الآن لا يوجد فيها النشاط اللاصفي، فقمنا نحن بعمل هذا النشاط لكي نحببهم بالدراسة وفعلاً نجحنا وخرجنا الدفعة الأولى حوالي (250) وذلك حسب الخطة المرسومة لنا و(150) من الأقران وساعدنا (250) أسرة، كما يوجد لدينا عيادة واخصاصية. والدكتور الخضر لصور طبعاً مشكور فقد وفر لنا بعض الأدوية للأطفال ودكتورة من كلية الطب تأتي مرتين في الأسبوع لتعاين أسنان الأطفال. كما يوجد لدينا اختصاصي نفسي واختصاصي اجتماعي، كما يوجد لدينا أيضاً مرسم لتدريبهم على الأشياء الفنية لبعض من الأطفال أما البعض الآخر سندخلهم معهد تدريب مهني على أساس أن يكتسبوا مهارات ويصبحوا قوى عاملة، إضافة إلى ذلك نقوم بتوفير المواصلات للأطفال لتأخذهم إلى مناطق سكنهم كما يوجد لدينا رقابة عليهم، إضافة إلى وجود مدرسين يقوموا بتعليمهم، كما نوفر لهم وجبة الغذاء وحليب الأطفال إضافة إلى ذلك الرحلات الترفيهية والمسابقات الثقافية إلى جانب واعظ ديني يعلمهم القرآن الكريم وكيفية المعاملة هذا فيما يتعلق بحماية الأطفال العاملين، أما فيما يتعلق بقسم الأسر المنتجة حيث توجد في كل المناطق أسر منتجة في الشيخ عثمان وفي عدن لكن نحن في المنصورة نختلف عنهم لأن المركز أسند للجمعية حيث تقوم الجمعية بتسجيل النساء وذلك بموافقة أولياء أمورهم بالبطاقة الشخصية وبالتوقيع على الاستمارة كما نأخذ منهم مبالغ رمزية، لدينا عدة أقسام منها قسم الخياطة وقسم التطريز وقسم الأشغال اليدوية وقسم التدبير المنزلي وقسم الكوافير هذه الأقسام كلها لكي يتم إكسابهم مهناً وإعادة أطفالهم إلى المدارس ونعرف ذلك من خلال متابعتنا للأطفال ومن خلال النزول إلى المدارس ومساعدتهم في بعض الأمور والمشاكل.وفيما يتعلق بالبحث الذي قمنا به في الشيخ عثمان والعريش وجدنا أن هناك أطفالاً يعملون في مهنة اللحام وذلك بدون واقٍ ما قد تؤدي إلى إصابتهم بإصابات في العيون أو في المخابز مما يؤدي إلى إصابتهم بالحروق، حيث قمنا برفع تقرير إلى مكتب الشؤون الاجتماعية لأن الجمعية تابعة له على أساس أن يقوم فريق بمراقبة العمل ومعرفة لماذا يتم تشغيل طفل في سن العاشرة في هذه الأماكن الخطرة.وقمنا بأخذ عينات فيما يتعلق بالباعة المتجولين ووجدنا أن الأطفال الذين يتم تشغيلهم إلى جانب هذا يتعرضون للتحرش الجنسي خاصة الأطفال الذين يكونون هزيلي البنية، فنحن نحاول نقوم بنزول مستمر حيث يوجد لدينا فريق بحث اجتماعي وذلك لمعاينة هذه الظواهر وفعلاً وجدنا أن ظاهرة عمالة الأطفال أصبحت منتشرة جداً، ونحن لا نقول إننا عملنا حداً لهذه الظاهرة وإنما نقول إننا نبذل جهداً في سبيل التوعية حيث قمنا بعمل برنامج توعية في المناطق العشوائية ومناطق الكثافة السكانية بأضرار هذه المهنة لأن الطفل عندما يعمل في هذا السن يصاب بأضرار عديدة.* كم عدد الحالات الذي استقبلها المركز؟كانت لدينا خطة باستهداف (250) حالة و(150) من الأقران والحمدلله نفذنا الـ (250) حالة إلى جانب استقطابنا حالات خارج الخطة.* الجهات الداعمة للمركز؟الجهات المحلية لا تقدم لنا أي دعم، ومنظمة الأيبك الدولية هي التي دعمتنا في هذا المشروع خلال (15) شهراً وقد انتهى دعمها للمشروع في شهر مايو العام الماضي ونحن الآن نحاول مع الحكم المحلي وقد أعددنا لهم التقارير بحيث يقومون بتمويلنا أسوة بمركز صنعاء والمراكز الأخرى، فيما أعطتنا منظمة العمل الدولية شهرين إضافيبن على أساس أن ميزانية هذين الشهرين نستخدمها في أربعة أشهر.وأضافت : لدينا صعوبات تتعلق بالمواصلات وقالت:بالنسبة للمواصلات فنحن نصرف عليها في الشهر حوالي (90 ألفاً) وذلك لأن المناطق بعيدة عن المركز, لهذا نؤكد ضرورة وجود الاستدامة للمشروع ويفترض الاهتمام بالأطفال (أطفال اليوم الذين هم رجال الغد) ودعم الجمعيات التي تهتم بالأطفال وكما نناشد المحافظ الدكتور / عدنان الجفري بالنزول إلى المركز ورؤية الأطفال الموجودين فيه.* كما التقينا بالأخت / أفراح ناصر باشجيرة أمين عام جمعية مكافحة عمالة الأطفال ونائب تنسيق مركز حماية الأطفال العاملين في المجال السمكي في عدن. وحدثتنا عن أهداف الجمعية قائلة:من أهم أهداف الجمعية هو مناهضة الظاهرة (ظاهرة عمالة الأطفال) أي انخراط الأطفال في سوق العمل في سن مبكرة, وهذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة ما استرعى الانتباه إلى ضرورة القيام بعمل يحد منها إن لم يكن القضاء عليها.ومن الأهداف أيضاً مساندة الأطفال والعمل على إعادتهم إلى مواقعهم الطبيعية وهي المدرسة, وعند مناهضة أي ظاهرة لابد من البحث عن الأسباب الرئيسية أو العوامل التي أفرزت هذه الظاهرة ونحن في الجمعية نعمل في هذا المجال مند عام 2002م ولوحظ أن هناك عدة عوامل منها ما هو رئيسي ومنها ما هو ثانوي ويمكن القول إن أهم العوامل الرئيسية هو الفقر إلى حد إننا يمكن أن نقول إن الفقر وعمالة الأطفال هما وجهان لعملة واحدة.وحول السلوكيات قالت :يوجد هناك كثير من الأخطار السلوكية, حيث يكتسب الطفل سلوكيات الكبار ويتلفظ بألفاظ بذيئة, ألفاظ سيئة وغير محتملة ولا تطاق يكتسبها من المحيط الجديد والبيئة الجديدة التي يعمل فيها والمشكلة الأكبر أن الضرر لا يلحق بهذا الطفل نفسه وإنما تنتقل هذه السلوكيات إلى أفراد الأسرة المتواجدين معه, إلى جانب تعاطيهم أنواع السجائر والقات والتمبل والسوكة وغيرها والآن نحن في طور التطور التدريجي والذي هو انتشار الحبوب المخدرة بشكل غريب واستخدام (الديزبم) كمخدر.ومن ضمن الأضرار أيضاً الاعتداء الجنسي على الأطفال, حيث أصبحت هذه الظاهرة منتشرة جداً ليس فقط بين أطفال الشوارع وإنما أيضاً بين الأطفال العاملين ومن قبل أرباب العمل وأحياناً من قبل زملائهم الذين يكبرونهم سناً والعاملين معهم.ونحن كجمعية نقوم بالنزول الميداني لمراكز الأحداث ونستقي البيانات والمعلومات لأنه إذا استطعنا أن نبعد الطفل عن سوق العمل فلن يصل به الأمر إلى مركز الأحداث, كما نستقي معلوماتنا أيضاً من المحكمة الخاصة بالأحداث.عملنا لا ينحصر فقط في الطفل وإنما عملنا ينتقل أيضاً إلى الأسرة, حيث علينا أن نراعي الأسرة وعلينا أن نبحث عن المسببات التي أدت إلى أن تدفع بطفلها إلى سوق العمل .. كما توجد عوامل ثانوية تؤدي إلى انخراط الأطفال في سوق العمل منها التسرب من المدرسة وذلك يرجع إلى وجود عدة عوامل كلها منفرة للطفل من المدرسة سواء كان من ناحية جمود العملية التعليمية, حيث تم التركيز على المعلومات وعلى كثافة المعلومات واستبعاد النشاط اللاصفي المغذي للذهن والعقل والمحفز للطفل على الذهاب إلى المدرسة, وعدم توفر الأنشطة اللاصفية والكشافة الفصلية هي أهم عامل يحبط المدرس والطفل على حدٍ سواء لأن المدرس عبارة عن طاقة بشرية محدودة لا يستطيع أن يتحكم بالكم الهائل من الطلاب في الفصل الواحد.