300 أسرة أجليت من القرى إلى بلدة قلعة ديزه الحدودية
قندول (العراق)/14 أكتوبر/ شيركو رؤوف: اختفى مزارعون خائفون في كهوف بشمال شرق العراق الجبلي بينما فر آخرون أمس الاثنين قائلين ان أربعة أيام من القصف المتواصل من قبل الجيش الإيراني دمرت المزارع وقتلت الماشية. وقال قدير محمد وهو راعي من قرية قندول بشمال شرق العراق النائي "إيران تهاجمنا مثل شيطان. مات الكثير من المواشي واحترقت المزارع ولم يعد لدينا شيء." ، وبكى قائلا "لا نعرف متى سنقتل.. هذه ليست طريقة حياة. لا يمكننا ان نأكل أو ننام أو نتحرك". وتبعد قندول نحو كيلومترين من الحدود الإيرانية. وقال مسؤولون محليون ووزارة شؤون البشمركة في منطقة كردستان العراقية التي تتمتع بحكم ذاتي كبير يوم السبت ان امرأتين أصيبتا بجروح في القصف على جبهة طولها نحو 50 كليومترا. ، ولم يرد حتى الآن تعليق على القصف من طهران أو بغداد. وأحيانا ما ينشب قتال عبر الحدود حيث يقاتل جيران العراق متمردين انفصاليين أكرادا يعملون من قواعد في شمال وشمال شرق العراق الجبلي النائي. واستهدف احدث قصف قرى بالقرب من بلدة قلعة ديزه على بعد 325 كيلومترا شمالي بغداد. وقال حسين احمد رئيس بلدية قلعة ديزه ان نحو 300 أسرة أجليت من القرى إلى بلدته. وفر سكان القرى في عربات الشرطة وعلى البغال وهم يحملون معهم الأغذية والملابس والأغطية. وقال احمد "هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها هذه القرى من قبل إيران." وصرح مسؤولون بأن بعض المنازل دمرت كما أصيبت مزارع الألبان والبساتين أيضا بأضرار ومازال البعض منها يحترق.
وقالت جولي محمد وهي امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها تبيع لبن أبقارها في قندول "إننا نصارع من اجل البقاء. إذا تركت منزلي سنموت جوعا. لن أغادر منزلي." ، وقالت "ليس هناك مكان يمكنني ان أتوجه إليه." وكانت امرأة أخرى في قرية داناو القريبة تجمع ملابسها في جوال وهي تستعد للرحيل. وقالت نزار محمد (21 عاما) قبل ان تفر "لا يمكنني ان أتحمل أكثر من ذلك لأنه إطلاق نار عشوائي." وأضافت "اشتعلت النار في الأشجار وحاولنا إخمادها لكن دون جدوى. لماذا لا تتحرك الحكومتان العراقية والكردية لوقف القصف". وقرر آخرون في قرى مختلفة ان يظلوا في منازلهم ولكن أرسلوا أطفالهم إلى أماكن بعيدة. وقالت حليمة محمد أمين وهي تساعد أطفالها الستة على ركوب سيارة شرطة في قرية ديرشكان "لا نريد ان يقتل أطفالنا". ويوم السبت قالت وكالة أنباء مهر الإيرانية ان طائرة هليكوبتر تابعة للجيش تحطمت بالقرب من حدود شمال العراق كانت تقوم بعملية ضد حزب الحياة الحرة وهو جناح لحزب العمال الكردستاني. وتلقي تركيا على حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ عام 1984 عندما بدأ كفاحه من اجل إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا.