ولد لويس جوزيف غي لوساك من عائلة غنية في مدينة سان ليونارد دي نوبلات (فيينا العليا ). تلقى دروسه في مدينته حتى بلغ عمر العشرين. ثم انتقل إلى باريس فدخل البوليتكنيك وبعد تخرجه من البوليتكنيك عمل مساعداً لأستاذه بروتوليه الذي أطلق يده في العمل المخبري. بدأ بالعمل على الغازات فتوصل سنة 1802 إلى المفهوم التالي : كل غاز يسخن يتمدد وفقا لقانون محدد، عند تسخينه درجة مئوية واحدة يزداد حجمه ثم صاغ قانونا بذلك يقول : (إن ازدياد حجم كمية معينة من الغاز , تحت ضغط ثابت , يتناسب طرداً مع ازدياد الحرارة ) .أقام علاقة صداقة مع العالم الفيزيائي جان باتيست بيو وقد قاما برحلة علمية في منطاد وحلقا على ارتفاع 5800متر, ودوّنا ملاحظات عديدة خلال هذه الرحلة . ثم حلق لوساك بمفردة في 16 أيلول 1804 إلى ارتفاع بلغ 7016 متر فلاحظ عدم ظهور أي تغير ملحوظ على المجال المغناطيسي كما حصل على عينات من الهواء على ارتفاع 6636 متراً حلّلها فيما بعد وأكد أن تركيب الهواء في الأعالي كما هو قرب الأرض.صادف أن التقى العالم الرحالة الكسندر هوميولدت في منزل بيرتولية، وكان غي لوساك قد انتقده سابقاً لكن هوميولدت دعاه للقيام برحلة علمية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا لدراسة المجال المغناطيسي حسب تغيير خطوط الطول و خطوط العرض وسارا معاً في برحلة في آذار 1805 ومعهما مختبر نقّال وكانا يتوقفان كل 300 أو 400كلم ليقوما بالقياسات الضرورية للبحث وفي الخريف انطلقا شمالاً نحو النمسا حتى وصلا بحر البلطيق, وعادا في السنة التالية إلى برلين لإنهاء اختباراتهما ولمناقشة ما توصلا إليه من نتائج خلال هذه الرحلة الجبارة آنذاك.لم يتمكن لوساك من إكمال أبحاثه مع هوميولدت في العاصمة الألمانية لأن العالم بريسون كان قد توفي فاختير كأستاذ في السوربون مكان العالم الراحل. فعاد بسرعة إلى باريس ليدرّس الكيمياء في البوليتكنيك والفيزياء في السوربون, إضافة إلى الأبحاث العلمية التي يجريها معّ معاونيه. وقد انتخب عضواً في الأكاديمية العلمية الفرنسية سنه 1806 وتوصل إلى القانون التالي حول الغازات: (يتم تفاعل الأجسام الغازية وفق أبسط النسب أي أن حجماً من أحد الغازات يتحد دائماً مع حجم مماثل أو حجمين أو ثلاثة أحجام من غاز آخر ). ووضع نظرية تحرك الغازات وتطوير مفهوم المنطاد إضافة إلى اكتشافاته الكيميائية. اهتم لوساك أيضا بالنواحي الاجتماعية فانتخب سنة 1830 نائباً في مجلس النواب الفرنسي وبقي حتى 1839 حيث عيّن أستاذاً للكيمياء في (حديقة النباتات الفرنسية) ، وهي مؤسسة تعليمية شهيرة. عمل بنشاط في سنواته الأخيرة, فقد كان يشارك في البرلمان ويدرّس في جامعتين كما كان رئيساً لتحرير مجلة ( حوليات الكيمياء و الفيزياء ) مع دومينيك فرانسوا أراغو, لكن هذه النشاطات المكثفة حالت دون متابعة الأبحاث بفعالية. وقد توفي في آيار سنة 1850 تاركاً وراءه أبحاثاً علمية ضخمة في ميادين متعددة.
جوزيف لويس (1850 - 1778)
أخبار متعلقة