
ولعل المتابع لسير الأحداث اليوم، أيها الناس، يلاحظ وبوضوح شديد تردي الخدمات الأساسية في حياة المواطنين وبشكل غير مسبوق وإلى حد لم يعد مقبولاً من الألف وحتى الياء واللي يزعل يزعل ليس مهما ابداً.
المهم تحسين هذه الخدمات الأساسية في حياة الناس والمجتمع والخروج سريعاً من شرنقة هذا الوضع المزري والمخزي، وهو واجب وطني وانساني واخلاقي على عاتق كل مسؤولي هيئات ومرافق الدولة ووحدات العمل والانتاج التي أصبحت تعاني من هشاشة حقيقية في ظل غياب الرقابة الادارية والمحاسبة الفعلية على المخالفات التي ترتكب وبكل اريحية هنا وهناك دون حسيب أو رقيب في ظل نومة أهل الكهف لأجهزة الرقابة.
ولعلني لا أجافي الحقيقة اليوم البتة حين أقول وبأعلى صوتي إن من بين الهموم والاشكاليات والتعقيدات التي ارهقت كاهل المواطنين أيها السادة المسؤولين عن البلاد والعباد هو انتشار أمراض الحميات الوبائية وبشكل لافت ومخيف أقلق السكينة العامة.
حيث سجلت حالات وفاة أكيدة هنا أو هناك في هذه المديرية أو تلك خلال الأيام القليلة الماضية ولاتزال الأيام القادمة تعد بكوارث ومصائب أكبر وأشد وطأة واتساعاً وألماً وجراحاً في ظل (زمبلة تاريخية) وتقاعس واضح وبين وأحمق أيما حماقة من قبل الكثير من الجهات المسؤولة خصوصاً في العاصمة المؤقتة عدن..وعلى رأسها مكاتب الأشغال العامة والصحة (العميا) أو العامة التي (يغيب) عنها أي تنسيق أو جهد أو مثابرة تذكر أو اجتهاد لمواجهة هذه المصيبة المنيلة بستين نيلة التي تزداد حدتها وتتسع حلقاتها المميتة والقاتلة منذ فترة ليست بقصيرة، وهو ما زاد الطين بلة ورسم في القلب غصة وأي غصة.
فأين (عربات أو سيارات الرش الضبابي) المعنية بمكافحة ومواجهة ومجابهة هذه الأمراض القاتلة التي باتت تنتشر اليوم بسرعة الضوء وتحصد أرواح أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم مواطنون يمنيون (غلابة) وتعساء كتب عليهم الشقاء ما بقي من أعمارهم الحبلى بالمآسي والنكبات والبلاوي الزرقا.
أين الجنود المجهولون؟ عمال الرش الضبابي والمبيدات الحشرية الذين كانوا يعملون كخلايا النحل ليلاً ونهاراً ويحصنون ويحمون المجتمع والناس من هذه الأمراض والأوبئة التي أصبحت اليوم تمثل تهديداً حقيقياً وكابوساً مرعباً أوجع قلوب الناس وأرسلهم إلى أتون جحيم مرعب وخاصة الطبقات الفقيرة والمسحوقة الذين يمثلون السواد الأعظم اليوم حيث لا يجدون قيمة الحبة الدواء.
إننا من هذا المنبر الحر الذي دأب على حماية كل قطاعات وفئات المجتمع بشكل عام وهي مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية دائماً ما يحثنا عليها مسؤولو وقيادة مؤسستنا العريقة 14أكتوبر .. التاريخ والريادة.. نطالب بمحاسبة ومعاقبة كل المسؤولين المقصرين في هذه الكارثة والهم والجرح والنازف في حياة عامة الناس.. والاسراع في تفعيل وتحريك المياه الراكدة في هذا الجانب الحيوي والحساس والأبرز والأهم في حياة فئات الشعب المختلفة الثروة الحقيقية والجانب الأكثر تأثيراً على ماضي وحاضر ومستقبل الأمة التي باتت اليوم على المحك وعلى مختلف الأصعدة والاتجاهات والمحاور.