
نعم ، واليوم..!!
لكي نتحرك ونسعى، علينا أن نقطع الحبال التي تعيق تقدمنا، أن نتحرر من التعلّق المفرط بالعادات والتقاليد والافكار البالية، ونتحرى الحقيقة، حتى نستطيع العيش بمرونة وسلام.
في هذه الرحلة الدنيوية..!!
نحن نتعلّق بأمور كثيرة: المال، النجاح، العلاقات، المنصب ، وحتى مخاوفنا وأوجاعنا... نحملها معنا كما لو كانت جزءًا منا، رغم أنها في كثير من الأحيان تثقل كاهلنا وتحدّ من حريتنا. لكن حين ندرك أن الحياة لا تدوم لأحد، وأن كل شيء مؤقت، يبدأ وعينا بالنضج، ونتعلم كيف نمسك بالأشياء برفق، لا بجشع، وكيف نحب دون تملّك، ونعيش دون خوف من الفقد. فالتحرر ليس تخليًا عن الحب أو الطموح، بل هو امتلاك القدرة على العيش دون أن تستعبد قلوبنا أشياء زائلة.
وكما نكرر أننا راحلون..!!
فإننا في النهاية سنترك هذه الدنيا كما جئناها، خفافًا بلا أعباء، عراة من التعلقات. وكما دُفنت المشيمة حينما وُلدنا وأُخذنا بالأحضان، سيُدفن الجسد عندما يحين الرحيل، وستعود النفس إلى بارئها، خفيفةً، مطمئنةً، كما لو أنها تحررت أخيرًا من حبال الأرض.
ما بين الميلاد والرحيل..!!
هناك حياة، والمفتاح الوحيد لعيشها بسلام هو التسامح والتعايش، مع الذات قبل الآخرين. فالنفس التي تتحرر من قيودها الدنيوية، وتتعلّم أن تحب دون امتلاك، وأن تعيش دون خوف، هي النفس التي ستعود إلى بارئها راضية مرضية، كما يعود المسافر إلى وطنه بعد طول غياب، حيث لا قلق، لا حزن، بل لقاء أبدي بالسلام.
ودمتم سالمين