
كييف / موسكو / 14 أكتوبر / متابعات:
تبنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء هجوماً بالمسيرات استهدف مصنعاً للأسلحة في مدينة إيجيفسك الروسية وأوقع "ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى"، على ما أفادت السلطات المحلية في المنطقة الواقعة على مسافة أكثر من ألف كلم من الحدود.
وهي ضربة أوكرانية جديدة في العمق الروسي. وكانت كييف توعدت أخيراً بمواصلة تنفيذ مثل هذه الهجمات رداً على القصف الروسي المكثف والمتواصل على أوكرانيا منذ عام 2022.
هذه المرة، استُهدفت مدينة إيجيفسك الروسية البعيدة من خط الجبهة.
وقال مصدر أمني أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته "استهدفت طائرات من دون طيار تابعة لقوات الأمن الأوكرانية مصنع كوبول في إيجيفسك الذي يُصنّع نظامي الدفاع الجوي تور وأوسا، إضافة إلى مسيرات للجيش الروسي".
وقال ألكسندر بريشالوف حاكم جمهورية أودمورتيا حيث تقع إيجيفسك في مقطع فيديو عبر "تيليغرام"، "للأسف، هناك ثلاثة قتلى وجرحى".
وبحسب المصدر، تعرضت شركة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 640 ألف نسمة "لهجوم بمسيرة نفذه نظام كييف".
وقال المسؤول على حسابه على "تيليغرام"، "زرت الجرحى في المستشفى. وهناك حالياً 35 شخصاً في المستشفى 10 منهم في حال الخطر".
والمدينة الواقعة على نحو 970 كلم إلى الشرق من موسكو، معروفة بإيوائها العديد من الشركات العاملة في قطاع الصناعات العسكرية الروسية ولا سيما مصنع للمسيرات الهجومية.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام روسية ولم تتثبت وكالة الصحافة الفرنسية من صحتها، عموداً من الدخان يتصاعد من مبنى مشتعل ومسيرة تعبر في السماء خلال النهار وتتحطم عليه.
تشن كييف بانتظام ضربات على بنى تحتية في روسيا رداً على القصف الروسي العنيف المتواصل على أوكرانيا منذ بدء الغزو في فبراير 2022.
في الأسابيع الأخيرة، وبعد فشل جولتين من المفاوضات في إسطنبول بين وفدين روسي وأوكراني، تكثفت الضربات الروسية على أوكرانيا.
وارتفع عدد المسيرات البعيدة المدى التي تطلقها روسيا بنسبة 36.8 في المئة على أساس شهري في يونيو، وفقاً لتحليل لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء، إذ شكلت هذه الهجمات تحدياً للدفاعات الجوية وأسهمت في إرهاق المدنيين.
وبحسب أرقام الجيش الأوكراني، أطلقت روسيا 5438 طائرة مسيرة هجومية بعيدة المدى على أراضيها في يونيو وهو أعلى رقم منذ فبراير 2022 مقابل 3974 طائرة في مايو.
تطلق هذه المسيرات ليلاً على أوكرانيا من روسيا، وتُحصيها كييف كل صباح. ولا تشمل هذه الأرقام الهجمات التي تُشن بأنواع أخرى من الطائرات المسيرة المستخدمة على نطاق واسع على خط الجبهة.
وكان رئيس أركان الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أعلن في 21 يونيو أن بلاده ستكثّف ضرباتها ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
وعشية المحادثات بين البلدين في إسطنبول في الثاني من يونيو، قصفت أوكرانيا عدة مطارات روسية، على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، بواسطة طائرات مسيرة تم تهريبها إلى روسيا ثم إطلاقها من بعد في عملية معقدة.
وبحسب كييف، دُمِّر أو تضررت العديد من القاذفات المستخدمة في ضرب الأراضي الأوكرانية خلال هذه العملية المعقدة، وهي حصيلة قللت روسيا من شأنها لاحقاً.
وعند سؤاله عن تصعيد القصف الروسي على أوكرانيا، صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الإثنين أن هذه الهجمات جزء من العمليات العسكرية الروسية.
وأضاف "كييف تُدرك تماماً ما يجب فعله لإنهاء الحرب"، في إشارة إلى المطالب الروسية لوقف إطلاق النار.
ويطالب الكرملين خصوصاً بالسيطرة الكاملة على خمس مناطق أوكرانية بما فيها شبه جزيرة القرم، وضمانات بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتعتبر أوكرانيا هذه المطالب غير مقبولة.
في الأثناء، على خط الجبهة، تواصل القوات الروسية التي تفوق عديد الجيش الأوكراني، تقدمها البطيء في بعض المناطق على رغم الخسائر البشرية الفادحة.