



غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة استشهاد 51 فلسطينيا منذ فجر اليوم الثلاثاء، بينهم 16 من منتظري المساعدات، بقصف وغارات إسرائيلية، في حين حذرت وزارة الصحة بأن نفاد الوقود بالقطاع يهدد حياة مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات.
وذكر مصدر طبي أن 16 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 15 آخرين جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري شاحنات المساعدات في منطقة نتساريم جنوب غرب مدينة غزة.
من جانبه، ذكر مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في بيان، أن فلسطينيا استشهد وأصيب 50 آخرون بينهم 10 بحالات خطيرة من منتظري المساعدات باستهداف إسرائيلي في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
وفي منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة استشهد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة العيماوي.
وقال مستشفى الهلال الأحمر الميداني إن 6 فلسطينيين استشهدوا وأصيب أكثر من 40 آخرين إثر قصف على خيمة تؤوي نازحين في مواصي خان يونس.
وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 10 فلسطينيين إثر قصف جوي إسرائيلي على منزل في مخيم بخان يونس.
ونسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مباني سكنية ببلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين أُطلقت طائرات مروحية إسرائيلية صوب مدينة حمد شمال المدينة.
كما كثف جيش الاحتلال غاراته وقصفه المدفعي وإطلاق النار وعمليات نسف المنازل شرق مدينة غزة.
ووصفت الأونروا الآلية الإسرائيلية الأميركية الجديدة لإيصال المساعدات في غزة بأنها حقل للموت.

وقالت إن قتل المدنيين يستمر في أثناء بحثهم عن الطعام في القطاع، وأكدت أن الأمم المتحدة وحدها بما فيها الأونروا قادرة على إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع مع استمرار أوامر التهجير وتكثيف القصف.
ومن جانب آخر، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفى النصر (الرنتيسي) للأطفال في غزة، سجل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا بين الأطفال.
وحذر المستشفى من تصاعد انتشار المرض في ظل الانهيار المستمر للقطاع الصحي والظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها السكان.
وأشار إلى أن المرافق الصحية في قطاع غزة تتعرض لضغوط غير مسبوقة نتيجة سياسة الاحتلال القائمة على الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية.
وقال الدكتور راغب ورش آغا رئيس قسم الاطفال في مستشفى الرنتيسي للأطفال بغزة إن تدهور البنية التحتية وسوء التغذية سرّعا من انتشار التهاب السحايا بين الأطفال.
وحذر ورش آغا من خطورة هذا المرض في ظل انعدام العلاج المناسب له، ما قد يتسبب في ارتفاع معدلات الوفاة بين الأطفال، وأضاف أن هناك مئات الإصابات بين الأطفال بهذا المرض شهريا.

في الشأن نفسه تتزايد أعداد المرضى من الأطفال في قطاع غزة بشكل كارثي، وتسجّل الجهات الصحية مشكلات طبية لديهم يصعب تشخيصها بسبب التدمير الكامل لمعدات أساسية كالرنين المغناطيسي، وغياب العلاج المطلوب.
من جهته، قال الأستاذ في كلية الطب بالجامعة الإسلامية في غزة خميس الاسي، إن قطاع غزة يشهد انتشارا مقلقا للغاية لمرض التهاب السحايا، مشيرا إلى أن الظروف المعيشية الحالية تعد وصفة مثالية لتفشي المرض بين السكان.
وأوضح الاسي في مقابلة مع الجزيرة نت أن الاكتظاظ الشديد، وغياب النظافة، وانعدام توفر المياه النظيفة للاستحمام، كلها عوامل تسهم في تسارع العدوى، خاصة بين الأشخاص المتقاربين جسديا.
وأضاف أن أكثر من مليون و800 ألف إنسان يعيشون على أقل من 10% من مساحة القطاع، وتحديدا في نحو 35 كيلومترا مربعا، وسط مئات الآلاف من الخيام المكتظة بالناس.
وبحسب الآسي تم تسجيل 337 حالة إصابة بالتهاب السحايا حتى 30 يونيو 2025، منها 259 حالة فيروسية وهي حالات تتعافى عادة بسرعة وبمضاعفات قليلة.
لكنه حذر من خطورة الحالات البكتيرية، التي تتجاوز 80 إلى 90 حالة، نظرا لما تسببه من إعاقات جسدية وحسية وعقلية دائمة ما يجعلها عبئا على الأسر والمجتمع والمنظومة الصحية.
وأشار إلى أن 35 حالة لا تزال تتلقى العلاج في مستشفى ناصر وهي حالات مؤكدة ومشخصة بالتهاب السحايا.
في الأثناء، أعلن مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة عن توقف خدمة غسل الكلى نتيجة نفاد الوقود، والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة.
وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية للجزيرة إن 350 مريضا حياتهم مهددة بعد وقف خدمة غسل الكلى، وطالب بتزويد المستشفى بالوقود فورا خلال ساعة أو ساعتين كحد أقصى.

وأضاف أن وحدتي الطوارئ والعناية المركزة تعملان بالحد الأدنى وأنهما مهددتان بالتوقف الكامل خلال ساعات، مما يعني استشهاد كل من يعيشون بالاعتماد على أجهزة التنفس الصناعي.
وقالتَ وزارة الصحة في غزة إن القطاع الصحي يعاني أزمة خانقة ومستمرة من عدم توفر الوقود نتيجة سياسة الاحتلال التقطيرية في تزويد المستشفيات به، مشيرة إلى أن الاستمرار في عدم توفير الوقود يعني الموت المحتم لكافة المرضى والجرحى في المستشفيات.
وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الدولية والجهات المعنية ضرورة التدخل وحماية المنظومة الصحية من الانهيار وذلك من خلال العمل على توفير الإمدادات الطبية.