صحيح أن الحياة لم تكن ورديةً ، لا في شماله ولا في جنوبه ، ولكن كان الجميع يسعى أو على الأقل الطيبون والمخلصون لأن تكون هنالك حياة أفضل لكل اليمنيين ، حيث كانوا .
هل هذا حقاً وطننا الذي تمنيناه ؟! هل هذه الصورةُ فعلاً التي تمنينا أن نراه عليها ؟
أين موقعنا من هذا الوطن المبعثر ، الذي لم يعد شمالاً نتمي إليه ولا جنوباً نعيش فيه، وطن لم نعد نشعر فيه بالأمان ولا بالحنان .
كلنا نحب هذا الوطن ، ولكن كيف السبيل إلى أن نعيش فيه بسلام وأمان ؟
هل أصبح هذا الوطن مطمع الكل حيث يتسابق الجميع لأخذ أكبر قطعة منه ؟
أحدهم قال : (( خذوا المناصب ، خذوا الكراسي ، ولكن أتركوا لي الوطن )) .
وطننا يعني عزتنا ، يعني أماننا ، يعني شرفنا ، يعني اليوم وغداً وبعد غد .
هل ألغينا عقولنا جانباً حتى نصل بهذا الوطن إلى ما وصل إليه ، هل نحن مسئولون ومساهمون فيما وصل إليه، أم نحن ضيوف شرف في مذبحة ضحيتها هذا الوطن ؟!
هل يمكن لنا أن نلعب دوراً غير دور المتفرج لما يحدث في هذا البلد ؟!
ألا يستحق منا أمان واستقرار أسرنا على الأقل أن نكون أكثر فعالية في الدفاع عن هذا البلد؟ .
والدفاع عن هذا الوطن لا يعني بالضرورة حمل السلاح، وليراجع كل منا نفسه ، هل ما نلعبه من دور تجاه هذا الوطن وتجاه أسرنا وتجاه أنفسنا وكل من نحب هو ما نفعله الآن،أم أن علينا أن نغير الأدوار وأن نغير المواقف وأن لا نلعب دور المتفرج في مواقف يفترض منا أن نكون فيها اللاعبين الأساسيين لنحافظ على هذا الوطن موحداً، فالأهم الآن هو الوطن ومن يعيشون عليه ، إذا ما وعى كل منا دوره.
لا تحولوا هذا الوطن إلى أرض للصراعات وتصفية حسابات الغير، فنحن الخاسر الأول والأخير في كل هذا.
كل شيء نقوم به إما أن يقدم خيراً أو شراً لهذا الوطن ومن فيه ، وعلينا أن نختار الدور الذي نتمنى أن نلعبه وماذا يحب لنا ربنا أن نكون مؤمنين أقوياء أم مؤمنين ضعفاء ، ليس منا من لا يستطيع أن يقدم شيئاً لهذا الوطن في محنته ، ولكن ربما لا يعي البعض ماذا يمكن لهذا الدور أن يكون، وهذا ما يفترض أن يلعبه البعض في حياة البعض الآخر فإما أن يجره إلى الصح ، وإما أن يجره إلى الخطأ ، وهذه أمانة في أعناق من يناط بهم هذا الأمر كل في موقفه ولن احدد ، فالوطن ومن فيه أمانة في أعناقنا جميعاً سيحاسبنا الله عليها يوم القيامة .
من القاتل ومن المقتول في كل هذا الصراعات .. كلهم يمنيون والخاسر الوحيد هو هذا الوطن ، وهذا المواطن ؛ فأين هو اليمن السعيد ، وأين هي الحكمة اليمانية ؟.
إلى أين نحن ذاهبون؟ وطننا يستحق منا أن نبنيه لا أن نهده.
لا تدعوا الوطن يحترق لنتدفأ بنيرانه ونصبح بلا وطن!!!