الأمن من أهم النعم الإلهية وقد تعاهد نبينا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - بسؤال الله الأمن والآمان في قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب أجعل هذا البلد آمناً ) ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا) لأنه بتوفر الأمن والطمأنينة والسكينة تزدهر المجتمعات، تخلق أجواء الإبداع ويزداد الاستثمار وتتقدم وتزدهر البلاد .. تعتبر من دعائم التحضر الإنساني في جميع المجالات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية .. أما الفوضى وعدم توفر الأمن والاستقرار وهات يا انفجارات واغتيالات وتكفير عباد الله فهذا هو التخلف والجهل والفقر بذاته.. أيضاً بتوفر الأمن والاستقرار يأمن الإنسان على نفسه وعرضه وماله.. يخلق جو مناسب لممارسة العبادات الدينية والسعي للعمل وعمارة الأرض وتقدمها وازدهارها. وحقيقة القول: لن ننعم بأمن مجتمعي حقيقي إلا في حالة نزع وتجريد السلاح الإرهابي من الجميع ما عدا قوات الجيش والأمن للدفاع عن الوطن. لأننا البلد الوحيد الذي يمتلك بكثرة هذا السلاح عكس الدول العربية والإسلامية وغيرها للأسف أن عقول الكثير من هؤلاء لم تتغير أو تتبدل وأكبر دليل أن أي شيخ أو مختار في أي بلد عربي لا تتوافر لديه هذه الأسلحة المؤذية كما هو حاصل عندنا. قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم آمناً يعبدوني يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) (صدق الله العظيم) .. أين نحن من كلام الله هذا ؟ باسم الدين لقد حملنا الأسلحة من قنابل وبنادق ومدافع وأحزمة ناسفة ومسدسات ( كاتم الصوت) وصواريخ وآليات وغير ذلك . وقال رب العالمين لرسوله (لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر ) ولم يأمر بالقتل أو النسف.. للأسف أن الأفكار المتطرفة والسلوكيات الخاطئة من قبل البعض من دعاة الدين الجدد قد اجتاحت وداهمت الكثير من القرى اليمنية .. عملت على عرقلة استتباب الأمن والاستقرار، كما أساءت إلى الصورة السمحة لتعاليم الإسلام، كما حرفت المظهر الحضاري للإسلام حتى بات الدين الإسلامي مرتبطاً في أذهان وعقول العالم بالإرهاب، كما أصبح أي مواطن يمني خارج اليمن في نظرهم إرهابياً درجة (خمسة نجوم).. الدين لله والوطن للجميع أين نحن من هذا الكلام يا علماء الدين الجدد أصحاب المنفعة والمصلحة ممن يريدون الحكم تحت أسماء شتى وفتاوى عجيبة / مريبة وتحالفات سياسية من خلال الوان مختلفة. نقول إن الإسلام ليس مجرد شعائر وطقوس وشعارات لغرض الحصول على (هدف ما) وإنما الإسلام هو عقيدة وأخلاق وشريعة وحضارة سامية.. مكانه الحقيقي بيت الله ( المسجد )، نناشدكم باسم ديننا الإسلامي الحنيف أن لا تخدعوا البسطاء من الناس وتمزجوا وتخلطوا بين الدين الإسلامي الذي هو علاقة روحية وسماوية وبين السياسة التي هي من شؤون الدنيا .. أن مسؤولية الأمن المجتمعي مسؤولية جماعية، لا تقتصر على سياسة دولة أو حكومة ولا على مؤسسات مدنية بل هي مسؤولية أفراد وجماعات ولا يمكن لأحد أن يغض الطرف عن الاختلالات والشعارات والفتاوى الجوفاء في غير مكانها التي تفوض أساس الأمن المجتمعي ظاناً أنه وأهله في مأمن بل هو سيل جارف يجرف كل ما يجده أمامه لابد من تضافر الجهود لتحقيق الأمن المجتمعي بين الأفراد والأسر داخل بنية المجتمع وذلك بتحقيق معاني الأخوة والتواصل والتعاون والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد وأن يدرك الجميع أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لأن البلاد بلادنا. ولا توجد لنا غيرها يمكننا أن ننزح إليهر الوحدث لها مكروه.