تعشمنا خير بما كانت تعلنه وزارة الكهرباء عن استعدادها الكامل للصيف وما كنا نشاهده على قنوات الشاشة الصغيرة من أعمال ترميم وإعادة تأهيل لمحطات الكهرباء خاصة عدن تم تأهيل محطة الحسوة الكهروحرارية ومحطات خورمكسر والمنصورة وحينها استبشرنا خيرا بهذه الأعمال وتوقعنا حالاً أفضل في الصيف لكن يبدو انه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وإذا نحن في بداية الصيف والمعاناة ملازمة لنا وحال الضعفاء في وضع صعب جدا من مرضى وكبار سن وأطفال ورضع وحتى الإنسان الطبيعي المعافى في صيف حار وشمس حارقة وكهرباء غير مستقرة تتلف الأعصاب وتضعف قواه ويعيش في أصعب أحواله خاصة بعد التوسع العمراني للمدينة من المباني الخرسانية وتقاربها وضيق الشوارع وغياب المتنفسات التي تم الاستيلاء عليها التي جعلت المدينة لا تطاق في الصيف هذه نتائج الجشع وعدم المبالاة بالتخطيط العمراني السليم حتى في وضع المباني واتجاهها واصطفافها ببعض مراعاة حركة الريح وتغلغلها في الشوارع كمثال حي الأحمدي خورمكسر وعبد العزيز المنصورة .
المهم نحن في عدن المدينة الأكثر حرا صيفا اذا استمر انقطاع التيار الكهربائي بالتناسب الطردي مع الحر سيصل الحر في أوجه ونحن بدون كهرباء لان الملاحظ كلما اقترب الحر يزداد الانقطاع ونحن قادمون على امتحانات للتعليم الأساسي والثانوي والجامعي تصور كيف سيكون وضع أبنائنا مراجعة الدروس في البيت مساء والجلوس على مقاعد الامتحانات نهارا طبعا وضع مزر وأعصاب منهارة وعقل لا يستوعب ولا يستطيع ان يعبر وهذه امتحانات يبنى عليها مستقبل الجيل الجديد وأسوا معاناتنا هي سمفونية المواطير التي تشجيك صخبا وإزعاجاً وتستنشق منها سموما وأمراضاً .
في ظل الأقلمة التي نسعى أليها لماذا لا تستقل عدن بالكهرباء ويفك ارتباطها بالشبكة الوطنية لتستطيع تغطية المدينة وما يتبعها من الإقليم باكتفاء ذاتي بعيدا عن التأثير بالأعطاب والأعمال الإرهابية التي تستهدف خطوط الكهرباء .. ما ذنبي أنا في عدن أن أتحمل وزر أعمال إرهابيين في مأرب .
هذا حتى تستطيع عدن أن تنهض اقتصاديا لتشكل إقليماً اقتصادياً مهماً يعود مردوده على الوطن كاملا وما تمثله عدن من خصوصية اقتصادية وميناء حر.