أقول انه في هذا الوقت وهذا الجهد المبذول من المحافظ وخلفه أبناء المدينة لتكون عدن جوهرة تشع بنورها كل أرجاء الوطن وأنموذجاً في وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، بدأت عناصر لا تعرف قيمة ومكانة عدن وهي بكل تأكيد عناصر من خارج هذه المدينة، بدأت في محاولة اعادتنا إلى المربع القديم حيث كان الأمن وكانت وكانت الفوضى وحالة الخوف وعدم الاستقرار تسود مدينة يغازلها البحر ويعانقها الجبل .. فبالأمس والأمس القريب سمعنا عن حوادث لا نقول إرهابية لأن أبناء عدن الطيبين لا يعرفون الإرهاب بل الحب والتسامح وقلوبهم مفتوحة مثل صدورهم لكل القادمين ومن مختلف الأديان السماوية، بل نقول اعمالاً تخريبية تهدف إلى الإساءة إلى عدن وأبنائها بهدف تعكير صفاء سمائها واخافة كل من يفكر بالقدوم إليها سواء للزيارة والاستمتاع بشواطئها ومواقعها السياحية والاثرية أو للاستثمار الواسع في شتى المجالات السياحية والزراعية والسمكية والبناء والتصنيع .. عاد مسلسل الاغتيالات‘ وان كان محدوداً، اغتيالات لمواطنين لا ذنب لهم غير انهم يعيشون ويعملون في عدن .. وهذه العودة التي نطالب أجهزة الأمن وقيادة المحافظة بالتعامل معها بيد من حديد، وكذلك نطالب بتضافر جهود كل أبناء وعاشقي عدن للعمل في منع هذا المسلسل من العودة ومحاولة الانجرار إلى الفوضى .. لأن عدن - وهذه الكلمات صادرة من القلب - هي جوهرة يجب الحفاظ عليها من العابثين والمخربين، ولعل دعوتنا السابقة بجعل عدن مدينة بلا سلاح بيد المواطنين واستجابة المهندس وحيد رشيد لهذه الدعوة وتكرارها في الاجتماع الأمني بالمحافظة، هي الضامن في عدم عودة مسلسل الاغتيالات وخلق حالة من عدم الاستقرار بين السكان.
كما انها الضامن في نجاح تحول عدن إلى اقليم اقتصادي وتجاري في ظل الدولة الاتحادية التي سيتم الإعلان عنها قريباً بإذن الله وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل التي اتفقت حولها كافة القوى والفعاليات السياسية والهيئات المجتمعية.
في الختام نكرر، بل نتمنى لعدن كل الخير وأن تكون كما عهدناها ساحرة اليمن الموحد وجوهرته التي نتباهى بأن تكون فوق رؤوسنا تاجاً ليعرف العالم بأن عدن مدينة حضارية وليس في قاموسها العنف .. نتمنى ونطالب المهندس وحيد علي رشيد ان لا تثنيه هذه الأفعال الغوغائية الفوضوية عن مواصلة مسيرته لبناء عدن الجديدة.