في الوقت الذي بدأت فيه عدن استعادة انفاسها وهدوءها بعد نحو عامين، إن لم يكن أكثر وليس أقل بكل تأكيد، من الفوضى والانفلات الأمني، وقطع الشوارع والميادين الرئيسية، حتى اعتقدنا ان حال المدينة وبكل هذه الأفعال التي زادتها سوءاً الانقطاعات الكهربائية لساعات طويلة في اليوم، سوف تتحول إلى قرية مهجورة .. غير ان اعتقادنا كان في غير محله .. خاصة بعد تعيين المهندس وحيد علي رشيد محافظاً لعدن بعد سنوات طوال من العمل كرجل ثان في المحافظة .. المهندس الجميل ابن رشيد استطاع بخبرته وانتمائه لعدن مولداً ونشأة ان يخرج عدن وفي زمن قياسي من الحالة التي كان الجميع يبكي عليها خاصة كل من عرف وعاش أو حتى زار هذه المدينة الساحرة وأذهلته روعة شوارعها وأبنيتها وطيبة سكانها .. أخرج ابن رشيد عدن لتسابق الزمن لتعود إلى سابق عهدها بل أجمل ..
أقول انه في هذا الوقت وهذا الجهد المبذول من المحافظ وخلفه أبناء المدينة لتكون عدن جوهرة تشع بنورها كل أرجاء الوطن وأنموذجاً في وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، بدأت عناصر لا تعرف قيمة ومكانة عدن وهي بكل تأكيد عناصر من خارج هذه المدينة، بدأت في محاولة اعادتنا إلى المربع القديم حيث كان الأمن وكانت وكانت الفوضى وحالة الخوف وعدم الاستقرار تسود مدينة يغازلها البحر ويعانقها الجبل .. فبالأمس والأمس القريب سمعنا عن حوادث لا نقول إرهابية لأن أبناء عدن الطيبين لا يعرفون الإرهاب بل الحب والتسامح وقلوبهم مفتوحة مثل صدورهم لكل القادمين ومن مختلف الأديان السماوية، بل نقول اعمالاً تخريبية تهدف إلى الإساءة إلى عدن وأبنائها بهدف تعكير صفاء سمائها واخافة كل من يفكر بالقدوم إليها سواء للزيارة والاستمتاع بشواطئها ومواقعها السياحية والاثرية أو للاستثمار الواسع في شتى المجالات السياحية والزراعية والسمكية والبناء والتصنيع .. عاد مسلسل الاغتيالات‘ وان كان محدوداً، اغتيالات لمواطنين لا ذنب لهم غير انهم يعيشون ويعملون في عدن .. وهذه العودة التي نطالب أجهزة الأمن وقيادة المحافظة بالتعامل معها بيد من حديد، وكذلك نطالب بتضافر جهود كل أبناء وعاشقي عدن للعمل في منع هذا المسلسل من العودة ومحاولة الانجرار إلى الفوضى .. لأن عدن - وهذه الكلمات صادرة من القلب - هي جوهرة يجب الحفاظ عليها من العابثين والمخربين، ولعل دعوتنا السابقة بجعل عدن مدينة بلا سلاح بيد المواطنين واستجابة المهندس وحيد رشيد لهذه الدعوة وتكرارها في الاجتماع الأمني بالمحافظة، هي الضامن في عدم عودة مسلسل الاغتيالات وخلق حالة من عدم الاستقرار بين السكان.
كما انها الضامن في نجاح تحول عدن إلى اقليم اقتصادي وتجاري في ظل الدولة الاتحادية التي سيتم الإعلان عنها قريباً بإذن الله وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل التي اتفقت حولها كافة القوى والفعاليات السياسية والهيئات المجتمعية.
في الختام نكرر، بل نتمنى لعدن كل الخير وأن تكون كما عهدناها ساحرة اليمن الموحد وجوهرته التي نتباهى بأن تكون فوق رؤوسنا تاجاً ليعرف العالم بأن عدن مدينة حضارية وليس في قاموسها العنف .. نتمنى ونطالب المهندس وحيد علي رشيد ان لا تثنيه هذه الأفعال الغوغائية الفوضوية عن مواصلة مسيرته لبناء عدن الجديدة.
عدن جوهرة حافظوا عليها
أخبار متعلقة