ثمة نقلات شبيهة بتحركات قطع الشطرنج في الوضعية الهجومية وصولاً الى نقطة الحسم وفق خطط مدروسة، وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار التعيينات الوزارية الثلاثة تواصلا فاعلا لاجراءات ناضجة، وخطوات متزنة.. تقولب المشهد الساخن المحتقن في هيئة انفساح وانفتاح على تمتين أواصر العلاقة مع المواطن، واعادة استزراع الآمال في نفسه العطشى الظمآنة إلى الأمن المفقود أو شبه المفقود، وتعزيز حالة الاستقرار، وتفعيل القنوات الدبلوماسية على نحو أفضل.
وان جاءت القرارات متأخرة على قول البعض فيشفع لها شدة تفاعلات المساحة الرمادية، وضبابية الرؤية المشتتة في غير اتجاه، وتكتسب القرارات أهميتها من كون التردي الأمني وصل مداه وبلغ ذروته ومنتهاه من حصاد الغضب الساخط لدى الشعب الذي أضحى ينام على تفجير، ويصحو على آخر، وما بينهما انفجارات عبوات ناسفة.. أي استجابات لمطالب شعبية طفح بها الكيل، وتلبية لمزاج جماهيري ناقم يستعجل قطوف التغيير، وثماره اليانعة كما يحلمون، ومن حقهم أن يحلموا، وليس مصادفة أن يصدر الرجل الأول في البلاد القرارات بعد القرار الأممي رقم 2140 الذي لا يحبذه كثيرون لكنه أمر واقع.. فرضه تمادينا في الغطرسة، وفجورنا الفاحش في الخصومة.. وهذا الوضع سيمنح ربان اليمن المشير عبدربه منصور هادي قوة في انفاذ قراراته وترجمتها- كمشاريع فعلية- على أرض الواقع ترسخ الثقة في النفوس، وتطرد أشباح القنوط، واليأس من تحسين الأوضاع، وما من شك في أن القرارات التي صدرت ستتبعها إجراءات أخرى أقوى لتعجيل المسير.. مسنودة بإرادة دولية، ودعم إقليمي نظرا للمصالح المشتركة، والتداخل الجغرافي، وكما نعلم ان الجغرافيا تلعب دورا مهما في السياسة، وذلك حتى يتم تصويب المسار، واستمرارية دوران عجلة التغيير الى الامام ليجني المواطن المتعوب قطوفا من منافع التحول الاجتماعي.. في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، وكلما تسارعت الخطوات، وتسابقت الجهود الخيرة، وإلماعات العقول النيرة.. كان ذلك أفضل وأجمل، والله الموفق.
إيماءات
- في بلدان حكومات التوافق.. صعوبات بانتزاع قرارات حاسمة، ولعل هذا يفسر سبب التباطؤ.
- 10 أصابع.. في نيويورك ترتفع مجتمعة.. منتصرة لأمن ووحدة اليمن.. أمر يجب أن نحسن استيعابه، وان نستثمره.
آخر الكلام
فإن تفُقِ الأنام وأنت منهم
فإن المسك بعض دم الغزال
-المتنبي-