تمادينا في تحشيد الحقد، وهدمنا كل محاولات التجسير فعوقبنا بالجوع وتجرع الكأس المرير، والضياع في مواكب التغرير.. تقزم حب الوطن وتضاءل حد فقدان الهوية، والارتهان الانبطاحي للخارج مرددين أغنية فيصل علوي:” أنا سلمت له أمري”.. وتوهمت على السياق ذاته “مزج حبه على حبي..وأصبح حبنا أعظم”” وطلع الخطر أعظم.
الخارج ليس جمعية خيرية، فإن أعطى.. يأخذ باليسار أضعاف ما يمده باليمين بكل صفاقة وصلافة وإمعان في الإذلال إلا ما ندر، والنادر لا حكم له، ولا يقاس عليه.
الشعارات المسممة دمرت النسيج، وأعلت من فوضى الضجيج، وزاد محللو الدجل من حدة التهييج واستباحة الدماء والأعراض واستلطاف لعبة الموت مع تخريب المنشآت والمنازل، وأشده خراب النفوس مع ضياع الحقيقة، ومغادرة أو انزواء الصدق في أزقة بعيدة.
في البدء انطلت ألاعيبهم على كثيرين ساروا في موكب الغاوين وسرعان ما طارت السكرة وحضرت الفكرة وعرفوا أن الآخر نكرة، لا خير في يومه ولا بكره، تدريجياً بدأت عودة الوعي، ومراجعة حسابات اللحظة الحاضرة الواقعة فوق صفيح ساخن.
المال الحرام المدنس طغى على الجوهر الديني المقدس، وحرك الفكر الظلامي المفلس، وزاد من النهم الانتقامي المكدس، في جو كله ريبة وتوجس، فلاصبح تنفس، ولا ظلم تقوس، ولا تفاؤل تقمص دور البطل المخلص “بكسر اللام المشددة”.. انكسار لجبر القلوب التي كانت متآلفة إلى حد ما،وكأنه ـ أي هذا الواقع الممزق ـ يعمد إلى تذكيرنا بقول الشاعر القديم:
إن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
لكن بصيصاً من الأمل ما يزال بأن تتعافى القلوب وتطيب النفوس حفاظاً على ما تبقى وحرصاً على تجنب الانزلاق الجسيم إلى هاوية العذاب المقيم.
لندع المكابرة الآثمة وقبل فوات الأوان لتجنب الانفجار الكارثي العظيم.
لقطات:
ـ ليفني الإسرائيلية اعترفت أنها عاشرت جنسياً معظم الزعماء العرب، وانتزعت منهم مواقف وتنازلات.. معارضتنا العربية لم تعترف بعد!
ـ لم يعد هناك وقت لتسويق الأجنة المشوهة، والترويج للقبح الدنيء، الحق أولى بأن يتبع.
ـ الحوار سلوك حضاري راق، وثقافة أصيلة متجددة، وخطوة مهمة جميلة.
ـ قال محلل سوري:” عداوة أمريكا خطر لكن صداقتها موت”، وتعليقي (الشغباني): أنا بحب أمريكا، وبكره إسرائيل.
ـ بلا وطنية بلا نيلة.. كثيرون يعيشون من وراء الاختلاف.
آخر الكلام
فمن أنتم إنا نسينا من أنتم
وريحكم من أي ريح الأعاصر
“زياد الأعجم”