قال الآخر: ماذا تقصد بالوصاية الدولية لم افهم كلامك؟.
قال الأول: لقد وضعوا بلادنا تحت البند السابع الذي يسمح في احد فقراته التصعيدية والتدريجية بالتدخل العسكري في بلادنا.
اجاب الآخر: انك لم تستطع أن تقرأ المشهد اليمني وتشخص الوضع الراهن في بلادنا بدقة كما يشخص الطبيب الماهر مرض المريض ويضع مبضعه على الجرح.. يا عزيزي لم تسأل نفسك عمن أوصلنا الى هذه الحالة وجعل العالم يأتي الينا ويتدخل في شؤوننا.. اليس هم أبناء جلدتنا الذين وصلوا الى الحكم ومنحناهم ثقتنا فتحكموا بمقدراتنا وعاثوا فساداً وافساداً في حكمهم للبلاد والعباد وقام حكمهم على ادارة الأزمات واختلاقها وعلى التمييز بين المواطنين وتهميشهم وعدم الاكتراث بهمومهم وقضاياهم المعيشية حتى اوصلونا الى هذه الحالة والى ثورة الشباب والحراك في الجنوب الذي خرج في احتجاجات ومظاهرات في الشوارع والميادين والساحات وكل الطرقات وجعلوا المجتمع الاقليمي والدولي يأتي الينا. ولو كنا تحت الوصاية الدولية كما تقول وتظن وتعتقد لما اسند مجلس الأمن حل مشكلة بلادنا الى مجلس التعاون الخليجي بحكم قربه من اليمن ونحن وبلدانه ضمن اقليم واحد وجزيرة واحدة وقواسم مشتركة ومصير واحد.. يا عزيزي ان البعض يعتقد اليوم وانت واحد منهم ويتحدثون جميعا عن وضع بلادنا تحت الوصاية الدولية وتناسيتم جميعا بان (براقش) هي التي جنت على نفسها وليس العالم والمجتمع الدولي ولامجلس الأمن هو الذي جنى على بلادنا بل العالم اليوم هو الذي بادر وسارع إلى إيقاف حرب أهلية وكارثية ومدمرة كادت أن تحل بنا ولا نعلم متى ستكون نهايتها وخسائرها على الوطن وعلى المواطنين ولا نعلم متى ستقف أو تنتهي والفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى إلى دول مجلس التعاون الخليجي الذي هو جزء من ذلك العالم المبادر والمسارع إلى نجدتنا وإنقاذنا حين صاغ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لو قرأت يا عزيزي القرار الأممي الأخير المتعلق بالحالة في بلادنا لو جدت أن العالم أحرص على بلادنا من حرص بعض أبناء الوطن أنفسهم على هذا الوطن والدليل أن المعرقلين للتسوية السياسية في بلادنا هم من أبناء هذا الوطن الذين ينخرون في جسده وهو يحتضنهم ويؤويهم ويعيشون فيه ويتفيؤون ظلاله ويعيشون تحت سمائه ويأكلون ويشربون من خيراته ومع ذلك يسعون إلى عرقلة العملية الانتقالية السلمية وتقويضها بصورة ممنهجة ويرفضون عملية التغيير والتطوير وانتقال البلاد إلى دولة اتحادية مدنية حديثة يسودها الأمن والاستقرار والحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة فمن إذن هو الوصي على البلاد والمعرقل لعجلة التسوية السياسية وتنمية البلاد..؟! ابن البلاد أم المجتمع الدولي الذي اصدر قراراً من مجلس الأمن يحد من طغيان هذا المعرقل..!! ويوقفه عند حده ويحافظ على الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي وفي جنوب جزيرة العرب الموقع الاستراتيجي العالمي والمهم.
اطلع أيها المحاور والمجادل الفطن على فقرات قرار مجلس الأمن الأخير حول بلادنا ستجد التزام مجلس الأمن الثابت بوحدة وسيادة واستقلال اليمن ووحدة أراضية ودعا الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي إلى المشاركة البناءة ورفض تبني العنف لتحقيق أهداف سياسية وأدان مجلس الأمن الهجمات على المدنيين والبنى التحتية للنفط والغاز والكهرباء وتقويض عملية الانتقال السياسي في بلادنا من قبل القاعدة وغيرها من المعرقلين، كما رحب المجلس بعزم الحكومة اليمنية إصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة.
محاوري العزيز إن المجتمع الدولي مازال يركز على اليمن ويريد مساندة الشعب اليمني نحو مستقبل من الرخاء والاستقرار وثمة حاجة لمزيد من الدعم لمساعدة الحكومة اليمنية في تحقيق الأمن الكامل وتوصيل المساعدة الإنسانية. إن القرار الأممي هو رسالة تؤكد أن الخطوات القادمة في المرحلة الانتقالية واضحة وجلية تتمثل في الإصلاحات الدستورية الانتخابية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل بما فيها قرارات وتوصيات فريق عمل الحكم الرشيد وهو رسالة لمعرقلي التسوية في اليمن بأنهم سيواجهون عقوبات. إن مجلس الأمن ملتزم بدعم بلادنا ودعم الديمقراطية التي تستجيب لتطلعات شعبنا اليمني ويؤكد هذا المجلس أن أفضل حل للوضع في اليمن هو عن طريق عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة للجميع ومنظمة يتولى اليمن زمامها لتلبي مطالب الشعب اليمني وتطلعاته كما تنص عليه مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
ويعرب المجلس عن القلق إزاء استخدام وسائل الإعلام للتحريض على العنف وإحباط التطلعات المشروعة لشعب اليمن في التغيير السلمي. ويتطلع المجلس إلى التعجيل باعتماد قانون بشأن العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ويدعو إلى مواصلة الجهود الوطنية من اجل إنهاء ومنع استخدام الأطفال وتجنيدهم في القوات الحكومية باليمن.
ويهيب المجلس بجميع الأطراف في بلادنا أن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان المعمول بهما ويؤكد مجلس الأمن أنه سيبقي الحالة في اليمن قيد الاستعراض المستمر وأنه سيكون على استعداد لاستعراض مدى ملاءمة التدابير الواردة في قراره الأخير حول بلادنا بما في ذلك تعزيز أو تعديل أو تعليق أو رفع التدابير حسبما تدعو إليه الحاجة في أي وقت في ضوء ما يقع من تطورات ويقرر المجلس أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي ويشجع مجلس الأمن المجتمع الدولي على مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية لبلادنا ويدعو إلى توفير التمويل الكامل لخطة الاستجابة الإستراتيجية الخاصة باليمن لعام 2014م فهل عرفت يا محاوري المشاكس من هو الوصي على اليمن؟ هل هو المعرقل للتسوية السياسية فيها أم مجلس الأمن الذي قلبه على بلادنا بالإضافة إلى الحفاظ على مصالحه والأمن والسلم الدوليين في زمن العولمة والقرية الكونية المصغرة.