ظهر لنا عبر شاشة التلفزيون رجلاً هادئاً ورزيناً يتكلم بصراحة وشفافية أنقل في مقالي هذا مقتطفات من أقوال هذا الرجل الذي سمعته وهو يتكلم بها عبر قناة عدن الفضائية وقناة السعيدة ليعرف القارئ اللبيب كيف يفكر هذا الرجل الوطني والغيور على بلده والمناضل الشريف في سبيل إخراج الوطن من محنته وأزمته ومصيبته التي ألمت به لقد تمنيت لو أن كل دماغ في الرأس يشبه عقل خالد باراس لتغيرت أحوال الناس وأثبتت اليمن بجنوبها وشمالها أنها بلد الحكمة والعقلاء ومما قاله في قناتي عدن والسعيدة:
إنه لمن الصعوبة بمكان الوصول إلى تحقيق ما يريده كل طرف أو ما يسعى إليه ولكن لابد من أن نتفق على أن يتنازل كل طرف في أمور معينة من أجل الوصول إلى شيء آخر أفضل منه ولابد أن نصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف ونختلف حسب الآلية المتفق عليها ولقد حاولنا أن نصل إلى شيء نتفق عليه والطموحات والمطالب كثيرة وتوصلنا في الأخير إلى قناعة بأنه لا يمكن أن نحقق ما نطمح إليه ومع ذلك حققنا الحد الأدنى الذي يرضي شعبنا في الجنوب ووصلنا في النهاية إلى أن الحل الذي يصلح أمور الوطن ككل وفي مقدمتها ما يحقق الكثير من مطالب الجنوب هو حل جديد يختلف عن الحلول الماضية والقديمة ولا نكرر ما كان في السابق ويتلخص هذا الحل في دولة اتحادية فدرالية من أقاليم يحدد عددها قريباً وداخل كل إقليم ولايات، وقررنا الا نعلق مشاركتنا في الحوار الوطني الشامل أو ننسحب منه.
وقال بأنه وزملاءه قد وصلوا إلى قناعة بأنهم لن ينالوا استقلالهم عن طريق الصراع والحرب والكفاح المسلح إلا بعد أن يكونوا قد تكبدوا خسائر فادحة وكبيرة وثمناً مكلفاً وباهظاً وأن أسهل طريقة للحصول على هذه الحقوق والمطالب هو الحوار السلمي الحضاري في ظل دولة اتحادية لأن العالم أجمع يريد أن تظل اليمن موحدة من أجل الحفاظ على مصالحه وعلى الأمن القومي المحلي والإقليمي والدولي وليس من الحكمة أن يضع الجنوبيون أنفسهم في مواجهة مع العالم أجمع وعكس التيار ينبغي أن نحافظ على الوطن موحداً غير مجزأ أو ممزق لأن استعادة الدولة ستكلف ثمناً باهظاً وغالياً وليس هذا ممكناً في الوقت الراهن لأن الموقف الدولي والإقليمي لا يقبل هذا الحل ويقول لنا في كل مناسبة فكروا بيمن واحد ولكن ليس ككتلة واحدة صماء، فكروا في تجربة جديدة وشكل جديد لدولة مدنية حديثة فينبغي ألا نختلف فيما بيننا وأن يؤدي هذا الاختلاف إلى الائتلاف لا إلى الخلاف والشقاق والتناحر واتهام بعضنا للبعض بالخيانة وأننا قد بعنا وطننا بثمن بخس فهذه اتهامات لا دليل عليها والمتهم بريء حتى تثبت إدانته وأن نستبدل لغة الاتهامات بلغة الحوار والإقناع واحترام الرأي والرأي الآخر هذا هو الممكن والمفيد لبلادنا، وغيره لن نحصل على شيء وما توصلنا إليه سيحقق رغبات المواطنين في الجنوب ففي الجنوب يوجد الشارع السياسي له مطالب ولكنه سيدرك في الأخير بأن هذه المخرجات التي خرجنا بها في الحوار الوطني الشامل هي مفيدة ومكسب عند من يفكر فيها ويستوعبها ويعقلها جيداً وخاصة بعد أن يبدأ بتنفيذها على أرضية الواقع وتتحقق وهناك في الجنوب الشارع الصامت وليس لديهم خط سياسي واضح أو هدف استراتيجي بعيد المدى وعند هذا الشارع مطالب ومشاكل وأهداف أخرى أهمها الابتعاد عن الخوف والفوضى والعشوائية وغياب هيبة الدولة وهم أناس مساكين يريدون أن يعملوا بهدوء وسكينة ويعيشوا حياة طبيعية فإن تحققت مخرجات الحوار على أرضية الواقع فإن من لديهم شكوك أو هدف آخر مثل استعادة الدولة فإنهم سيقولون هذا هو الحاصل سنقبله ولكننا سنظل نناضل سلمياً حتى تتحقق لنا كامل أهدافنا وتطلعاتنا سنحاورهم ونحاول إقناعهم ونقول لهم إما أن تقنعونا بأن لديكم مشروعاً مستقبلياً عملياً ومقنعاً أو تسمعوا لنا ونحن نشرح ما توصلنا إليه في مؤتمر الحوار الوطني من مخرجات تخدم بلدنا وقضيتنا الجنوبية العادلة ونقول للناس بأن هناك ضمانات لتنفيذ تلك المخرجات أولها إلتزامنا جميعاً أخلاقياً وأدبياً بدعم هذه المخرجات والعمل على تنفيذها أحزاباً وشخصيات اجتماعية ومنظمات مجتمع مدني ومنتديات ثانيها البدء بتنفيذها من قبل الجهات المختصة والبدء بخطوات ملموسة توصل إلى الحكم الرشيد والدولة الرشيدة واحترام النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والمساواة..وحقوق الإنسان.
وقبل الأخير يقول باراس بأن الحوار أساسه التوافق بالتوافق لن تأخذ حقك كاملاً ولا يأخذ غيرك حقه كاملاً ولابد من نتائج، أما اللجوء للحرب والقتال والصراع والكفاح المسلح فليس حلاً خاصة في الوقت الراهن وعلينا التمسك بمخرجات الحوار وتنفيذها واستغلال هذه الفرصة التي يقف فيها العالم بجانبنا وأن نختار بأنفسنا حكاماً لنا لا حكاماً علينا وأن يكون لنا وطن نشعر بالانتماء إليه.