وفي يوم خالد وتاريخي هو ( 30 نوفمبر ) وبمكان عظيم هو قاهرة المعز لدين الله الفاطمي .. رحمة الله على المناضلين الشرفاء الذين رسموا ملامح الاستقلال وخاضوا نضالات اجترحوها لتكون اليوم مآثر خالدة للوطن والأجيال .
اليوم نودع المناضل القيرحي الرجل الذي كنا, ونحن شباب نسمع باسمه ونقرأ عن أدواره, وكانت أعمارنا بين الـ ( 18 - 25 ) وقد كانت أسماء المناضلين هؤلاء تعطينا زاداً لمواصلة العلم والتعلم , والانخراط في صفوف النضال عبر الجبهة القومية،: وبعد الاستقلال في منظمة أشيد ثم التنظيم السياسي الموحد والحزب الاشتراكي وكان المناضل القيرحي مثلا مثل : قاسم الزومحي وسعيد صالح وراجح صالح وعبدالرزاق شائف ومحمد ناجي سعيد وسالم حسين وعلي الشنواح وعوض الحمامك وبامطرف ... إلخ .. كان هؤلاء يتركون صدى عظيماً في حياتنا وتشمل سلوكهم ونضالهم وبساطتهم وبشاشتهم منقطعة النظير .. نعم لقد مر هؤلاء العظماء في جيل الستينيات والسبعينيات وغرسوا ثورية عظيمة ما تزال إلى اليوم تفكرنا بهم وبأفعالهم ووطنيتهم الفياضة ..
لذلك نتألم وناسف لفقدان هؤلاء وبخاصة الرفيق محمد علي القيرحي , وهو في بلاد الغربة مات الرجل بعد رحلة عطاء ومغادرة وطنه مجبراً ليعيش لحظاته الأخيرة بعيداً عن الوطن وترابه وسهوله وجباله التي أعطى لها شبابه وعصارة فكره ونضاله.. تحققت معظم أمانيه ..
لكن ذلك كله ذهب أدراج الرياح .. بوحدة غير متكافئة بخديعة أوهمونا أننا بها ذاهبون إلى (الجنة) فإذا بهم يذهبون بها وبنا إلى (النار) نار الفرقة والكراهية والظلم والاستبداد والظلم والإلحاق... الخ.
رحمك الله أيها المناضل الجميل وصاحب القلب الكبير والابتسامة الرجولية النادرة في هذا الزمن الذي نبكي فيه على (قلة المرجلة) كما قال الزعيم الخالد / صدام حسين رحمة الله عليه ..
والعزاء لأهلك ولأولادك الذين سيعيدون مجدك .. إن شاء الله ..