دعكم من اللعب على العواطف بمرثيات البكاء على حكم العسكر، ودموع الذئاب على الديمقراطية الخائفة من البيادة والدبابة، فتلك فزاعة يستدعيها أصحاب المصالح للترهيب، ويذكرون محاسنها للترغيب، ولو رصدنا مجمل المواقف والتصريحات، فالإخوان حين كانوا في السلطة وخططوا لأن يكون العسكر ذراعهم الباطشة، امتدح رئيسهم المعزول السيسي والعسكر، والآن يعلنون عليهم الحرب المجنونة، وكأن العسكر تحولوا من ملائكة إلى شياطين، ومن حماة الديمقراطية إلى قاتليها، مع أن العسكر هم العسكر لم يتغيروا أو يتبدلوا ورسالتهم المعلنة هى حماية إرادة المصريين، وتأمين المتظاهرين السلميين ضد أعمال العنف والقتل والتخريب والترويع، والمضى قدماً في خارطة المستقبل، لاجتياز هذه المرحلة الأكثر خطورة في تاريخ مصر.
ودعكم من مبادرات الصلح الإخوانية الزائفة التى يروّج لها المرجوفون على مستقبل مصر، فهى أقرب إلى هدنة اليهود في حرب 48، والهدف منها عرقلة خارطة المستقبل وإفشالها، والتقاط الإخوان للأنفاس، وتضميد الجراح ووقف النزيف، ثم عودتهم لمعركة الشرعية الكاذبة، وتحرير الرئيس المعزول، وبدء الجولة الثانية في مخطط الفوضى والتظاهر والهجوم على الجيش والشرطة وتقويض أركان الدولة، ولا أدرى كيف يبتلع مسؤولون كبار في الدولة هذا الطعم القاتل، الذى يسرى في عروق الوطن كله، حتى لو تصوروا أنه يضمن لهم السلامة إذا عاد الإخوان، وأقول لهؤلاء «خلاص اتحسبت عليكم مهما فعلتم»، وستكون رؤوسكم في أول مجموعة تستقبلها أعواد المشانق، ومن يشكك في ذلك فعليه أن يسترجع دروس التاريخ، لينقذ نفسه ومستقبل بلده وشعبه.
السيسي ومعه الجيش والشعب هم بوابة العبور إلى المستقبل الآمن المطمئن، لأن الصورة في ذهن هؤلاء شديدة الوضوح.. فالسيسي حين يصبح رئيسا لن يهادن الخونة والمتآمرين، ولن يساوم المخادعين والمناورين، وبينه وبين الإخوان «دم» لا يمكن التصالح عليه، لن ينسى لهم خيانتهم ولن يغفروا له ما فعله بهم، ومصر تحتاج رئيسا بهذه المواصفات يستكمل عملية التطهير والتحرير.. والجيش يعيش في جسد الوطن كالضمير، لا ينحرف عن مهمته المقدسة في الذود عن الأرض وحماية الشعب.. والشعب يتطلع للأمل والمستقبل والحياة، ويريد أن يحيا بكرامة وعزة وبحبوحة العيش.. ومصر لا تنتعش ولا تعلو قامتها وهامتها إلا إذا حكمها رئيس قوي، يحبه الناس ويقفون في ظهره.