إلا أننا اليوم نلاحظ العودة القوية لروسيا الاتحادية إلى المشهد السياسي والنظام والعلاقات الدولية من خلال نجاح دور الدبلوماسية الروسية في الشراكة العالمية لحل مختلف قضايا الخلاف في العديد من مناطق العالم على طريق خلق التعايش السلمي بين الشعوب ومحاربة أعمال التطرف والعنف والإرهاب وإيقاف الانفراد بالاستخدام الجائر للقوة العسكرية ضد الدول والشعوب المستقلة ذات السيادة احتراماً والتزاماً للقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية.
وقد أثبتت روسيا الاتحادية قدرتها على التعامل مع الممكن في مختلف الظروف زماناً ومكاناً ولوحت بالإمكانيات والقوة العسكرية التي لاتزال تمتلكها وتحقق من خلالها توازن القوة العسكرية العالمية بالقدرات التكنولوجية العسكرية الحديثة الصاروخية الدفاعية والهجومية والمتطورة: وروسيا الاتحادية دولة عظمى انحنت لفترة بسيطة لتمر رياح التغيير برداً وسلاماً عليها وانكب جهدها لوضع قواعد البناء الصلبة التي تلبي حاجات ومتطلبات إعادة البناء المؤسسي للدولة الروسية الاتحادية الجديدة التي تستوعب عملية التطور والحداثة والعولمة للحركة الكونية من اجل الاندماج الواعي والفاعل مع ضرورات الأمر الواقع الذي اشتدت فيه عمليات العنف والإرهاب والتطرف الذي لا وطن له ولا دين ، وروسيا الاتحادية صاحبة الانطلاقة الحرة والتنوع الحضاري الفكري والثقافي والبعد التاريخي ولديها مقومات التعايش السلمي واحترام مبدأ عدم التدخل في سيادة وشؤون الغير.
وأصبحت روسيا الاتحادية اليوم أكثر من أي وقت مضى تحلق في سماء الحرية والعدالة لدعم ومساندة الشعوب من اجل حريتها ومناهضة أعمال العنف والإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في العالم.
وفي سياق نشاطها السلمي تمكنت روسيا الاتحادية من كشف المخطط والأجندات الصهيو أمريكية المستهدفة تنفيذ ما اسموه بالشرق الأوسط الجديد بالفوضى المدمرة التي نشهدها فيما تسمى بدول الربيع الأمريكي من اجل إضعاف القوى والقوة العسكرية في المنطقة وتمزيق وتشتيت أوطانها وشعوبها حيث جاء الوقت المناسب لروسيا الاتحادية لوقف العبث الصهيو أمريكي في منطقة الشرق الأوسط بإجهاض المخطط أمريكي الاخواني الذي أفشل في أرض الكنانة جمهورية مصر العربية بسقوط حكم الإخوان وانتصار إرادة الشعب المصري الحر وتفويت الفرصة على العدوان الصهيو أمريكي على سوريا الشقيقة بعد أن تغيرت المعادلة على أرض الشام بانتصار الجيش العربي السوري وتصفية فلول المقاتلين الأجانب وتطهير الأرض العربية السورية وتلقينهم الدرس الذي لن ينسى على طريق الحرية والكرامة العربية على أرض الشام والنصر المؤزر للمقاومة السورية البطلة وجيشها العربي العظيم الذي يسطر أجمل ملاحم البطولة والفداء من اجل الانتصار للوطن والأمة ودحر الاحتلال والعدوان، في حين صلاح الدين ينهض قادماً من جديد في مواجهة القوى الصليبية الصهيو أمريكية الاخوانية بدعم وتأييد من كل أحرار العالم وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية القوة العائدة إلى الشرق الأوسط بكل قوة وإصرار وعزيمة نحو نظام عالمي جديد يحقق العدالة والتعايش السلمي بين الشعوب.