ان هؤلاء يؤسسون لقواعد البقاء والاستمرارية للحالة المؤسفة التي وصلنا إليها والعبث والفساد الذي يعم البلاد ويدر عليهم مزيداً من الثراء ويمدهم بمصادر القوة المستمدة من الفراغات والاختلالات المفتعلة لبسط نفوذهم وسيطرتهم وهيمنتهم على كل شيء في البلاد اعتماداً على قانون القوة بعيداً عن تطبيق واحترام القوانين واللوائح والنظم النافذة التي تنظم وتضبط منظومة العلاقات الاجتماعية في المجتمع وهو المبدأ الأساسي الذي ينبغي ان يكون حاضراً وموجوداً على أرض الواقع ليكون الحكم والمرجعية الحاكمة للتصحيح والرقابة والمحاسبة لأي سلوكيات وممارسات خارجة على القوانين واللوائح والنظم فيكون التصدي لها وكشفها من خلال التزام تطبيق مبدأ سيادة النظام والقانون في ظل اليمن الجديد والحكم الرشيد الذي يعطل ويكشف كل اعمال الفساد والنهب والبلطجة والعنف والإرهاب كونها تعمل خارج النظام والقانون.
ان مثلث الفساد يعمل في كل الاتجاهات ومن كل مكان ويستنهض قواه بما فيها تلك الخلايا النائمة والطابور الخامس الموجودين بين صفوف القوى الوطنية الخيرة للعمل باتجاه واحد من أجل الحفاظ على منظومات عمل مثلث الفساد لما فيه استمرارية وديمومة بقاء دكتاتورية الاقطاعيات التي تعيث في أرض الوطن فساداً وهي التي تشكل تحالف نفوذ القوة العسكرية القبلية وتيار الإسلام السياسي الرافض للتغيير والتطوير والحداثة وبناء الدولة المدنية الحديثة وتفعيل دور وشراكة المرأة الفاعل والايجابي في الحياة العامة من خلال المشاركة التنافسية مع أخيها الرجل في قيادة وإدارة العملية السياسية والاجتماعية والمهنية في المجتمع.
ان مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته تؤسس للمرحلة التأسيسية التي سيتم التوافق والاتفاق على مدتها الزمنية من اجل التهيئة والاعداد لصناعة مستقبل أفضل لليمن الجديد الذي ينبغي له ان يكون حراً ديمقراطياً مدنياً حديثاً خالياً من السلاح والمليشيات المسلحة والنهب والفساد والعنف والإرهاب والظلم والظلام وسياسة القهر والاستبداد والاضطهاد وانتهاك الحقوق وامتهان الكرامات الإنسانية ويسوده الأمن والاستقرار والحياة الآمنة والكريمة والسكينة العامة الاجتماعية والمجتمعية.
وعليه ينبغي تضافر الجهود وحشد الهمم والطاقات الوطنية من أجل العمل على محاربة الفساد وكشف الفاسدين حيث ان القضاء على الفساد هو حجر الزاوية في الخلاص من الظلم والتخلف الذي تعيشه البلاد والعباد وطريق النهوض الفاعل للبناء والنماء والتنمية الشاملة وتحسين المستوى المعيشي للشعب من خلال فتح وايجاد فرص للعمل تقلل من نسب البطالة والفقر حيث ان اليمن زاخرة بالخير والعطاء الوافر اللذين يمكننا من خلالهما الخروج النهائي من دوامة الظلم والظلام لمثلث الفساد الذي سيطر بنفوذ قوته على السلطة والثروة في يمن الايمان والحكمة اليمانية التي تتطلب مزيداً من الشجاعة حيث ينبغي ان تتصدى للاجابة عن السؤال الذي جعلنا مشدودين ومربوطين بالماضي الأليم وهو لماذا نخاف ونتردد؟ ونحن بصدد وضع النقاط على الحروف والحديث بكل شفافية ومصداقية الذي هو نوع من المصارحة التي بالتأكيد ستفضي إلى المصالحة خصوصاً وان الحديث ينطلق من حسن النوايا ولا يقصد به الاساءة والتشويه وانما النقد البناء بهدف تصحيح الأوضاع والمفاهيم انطلاقاً من ان العودة إلى الحق افضل من التمادي بالباطل بعد ان تم الاجماع والاقرار على وجود اخطاء واختلالات واساءة استخدام للسلطة هنا أو هناك وهو الأمر الذي يعطينا الدافع القوي للحديث وكشف الحقائق واظهار مكامن القوة والضعف والتمسك بضرورة وضع المعالجات التي بها نتجاوز الاخطاء ونعمل على حل مشكلات ومعضلات البلاد والعباد بصورة صحيحة وسليمة ومرضية لجميع الأطراف وبما فيها الخروج من المحن والمخاطر المحدقة بالوطن والارض والانسان بسلام إلى بر الأمان وهي عملية قد تكون صعبة في البداية لكنها تحتاج إلى شجاعة وصلابة أدبية واخلاقية ومهارة التعامل مع الممكن من اجل الوصول بسلاسة إلى ما نريد وما يجب ان يكون ويحقق المصالح المشتركة على قاعدة لاضرر ولا ضرار من اجل الحل الذي سيخرج البلاد والعباد من دوامة الازمات والصراعات ويحقق الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية لابناء الشعب بمختلف انتماءاتهم في وطن يتسع للجميع.