فى الإجابة عن هذا السؤال بشكل دقيق إجابات متعددة على كثير من التفاصيل الخاصة بالسياسات الأمريكية المقبلة فى المنطقة.
وبصرف النظر عن الهدف النهائي لعملية ضرب أهداف منتخبة من قبل الجيش الأمريكي في سوريا، فإن الأمر الواقع هو أربع حقائق رئيسية.
1 - إن الضربة ليست مدعومة بقرار دولي من مجلس الأمن.
2 - إن شركاء على قدر بالغ من الأهمية لواشنطن وبالذات فى بريطانيا ليس لديهم غطاء شعبي ومباركة جماهيرية لمثل هذه الضربة.
3 - إن الاقتصاد العالمي يعاني منذ فترة ويعيش هذه الأيام فى حالة شديدة الصعوبة نتيجة عدم القدرة على الخروج من نفق الأزمة المالية الكبرى التى بدأت فى صيف 2008 وبالتالي فإن فكرة «كلفة الضربة المقترحة» والبحث عن ممول لها هي هاجس وعنصر بالغ الأهمية.
4 - إن هذه الضربة تفتقر من الناحية الاستراتيجية إلى عنصر بالغ الأهمية وهو عنصر المفاجأة، بل إن تأخرها بعد الإعلان عنها يعطي فرصة لقوات الأسد فى إحداث تنقلات فى المواقع والأسلحة والقيادات بل والسلاح الكيميائي نفسه الذى قد يكون وصل بالفعل إلى أماكن فى لبنان.
وسوف يستغل نظام الأسد هذه الضربة شعبوياً فى الداخل وعلى مستوى المنطقة فى تسويق 3 شعارات أساسية:
1 - إن الهجوم على سوريا هو الهجوم على دولة الممانعة الرئيسية فى المنطقة.
2 - إن الضربة تستهدف ضرب وشل القدرة العسكرية للجيش العربي السوري الذي لم يسقط بعد هدف تحرير فلسطين والقدس والجولان!!
3 - إن الضربة تؤكد أنه إذا كان نظام الرئيس الأسد هو العدو الرئيسي لواشنطن فإن الضربة تخدم العملاء من المعارضة السورية التي تتعامل مع أسيادها فى واشنطن!
إنه فيلم أمريكي طويل وقبيح شاهدناه بأشكال مختلفة فى فيتنام والعراق وأفغانستان والصومال وانتهى فى كل مرة بفاتورة باهظة التكاليف ونتائج كارثية لم تخدم أحداً بما فى ذلك واشنطن نفسها!!