حقيقة تكبر شعوب هذه الدول، ونتقزم نحن العرب إذ نسلك الضد تماماً لكي نجلب العار لنا ولأجيالنا .. وكم هو مؤلم أن نستنجد بالغرب، برغم مآسي هؤلاء من حكامهم، لكن المسألة كمن يستجير بالنار من الرمضاء!
لقد شاهدنا حيوية شعوب أوروبا .. وخاصة (مجلس العموم البريطاني) الذي خذل رئيس حكومته ( كاميرون ) وأوقفه عند نزعاته (الشبابية الطائشة ).. وهذا يذكرنا بالبرلماني الصامد ( جورج جالوية ) الذي كان يتصدى لمثل هذه التصرفات المشينة، وحقيقة يحني المرء هامته للإنجليز الذين كانوا وطنيين أكثر منا نحن العرب وقد طال النقاش لأكثر من عشر ساعات كانت خاتمته عدم التصديق على ضرب سوريا. لكن بالمقابل هناك من يتعطش للدم من العرب، ومن المسلمين الذين نراهم ( نكرة ) في هذا الزمان.. كما يثير غضبنا الرئيس الفرنسي وأركان حكمه لتصريحاتهم بالموافقة على الضربة المدمرة بالاشتراك مع أميركا ، حتى لو امتنعت بريطانيا، حد قولهم .. ما هذا يا فرنسا؟!.. ألم تتذكروا أيها الفرنسيون ما قاله أحمد شوقي في إشارة تنفعكم اليوم لتعودوا إلى الصواب:
“ دم الثوار تعرفه فرنسا
وتعلم أنه نور وحق
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق “ ؟!
وماذا بعد يا تركيا .. يا بلد الإسلام الذي حكم العرب أكثر من ستمائة سنة أهكذا يكون إخلاصكم للإسلام والمسلمين .. خدمة للصهاينة والأميركان.. (يوك اردوجات ) ( يوك جل ) ولن تنطلي علينا مواقفكم الهدامة، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده .. فكيف بكم تجيشون الجيوش للدخول في ضرب أبناء جلدتكم.. يا للمصيبة؟!.
نعم .. نحن ضد قتل الأطفال والأبرياء في سوريا، ونحن نتألم لما يجري، لكننا كعرب فاشلون ولم نستطع عمل شيء لسوريا، ثم هل عملنا شيئاً للعراق.. لكن هل الغرب هم أصحاب الحلول يا ترى ؟!
الدولة السورية يجب أن تخضع لمنطق العقل وأن لا تراوغ أكثر .. لكن ما العمل وقد تحولت سوريا إلى موقع للحروب والدمار تحت ذريعة (الحرية ) .. أية حرية يا هؤلاء على دماء وأشلاء الأبرياء في سوريا وفيها يسرح ويمرح مصاصو الدماء من كل أنحاء العالم؟!
وإن هي إلا ساعات ونرى الاستبسال السوري.. فإما الحياة الحرة وإما الموت بشرف .. وصدق أبو الفوارس الجاهلي القائل:
«لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل».