أما بالنسبة لنا نحن اليمنيين فالحرب عندنا ضرورة حتمية، ضرورة اقتصادية، ضرورة وطنية، وهي ضرورة دينية.
فإن لم تتوفر الأسباب لقيامها يجب علينا توفيرها.. إن هي أبطأت، علينا أن نعجّل بقيامها.. وإن علت صيحات هنا أو هناك تعارض الحرب علينا أن نقنع هذه الأصوات المعارضة بأنها حربٌ وطنية مقدسة، وأن من يعارضها واحد من اثنين:
إمّا أنه جبان وخائن لا يحب وطنه، أو أنه ملحد وكافر لا يحب الله، ولا يؤمن بأن هناك جنة يذهب إليها الشهداء بعد موتهم.
فإذا لم يقتنع هؤلاء بأن الحرب ضرورة وطنية وضرورة دينية علينا أن نقنعهم بالفوائد التي يمكن أن يجنوها من الحرب.
وعلى سبيل المثال.. علينا أن نقول لهم بأن هناك فوائد ومكاسب وغنائم من الحرب، وأن من يعارض الحرب سوف يكون محل غضب الشعب ومحل غضب الدولة، ومحل غضب الله.
وحقيقة فإن الحرب عند اليمنيين هي التي تثبت أنهم يمنيون وأنهم موجودون وأنهم طبيعيون ومن دونها ينتاب اليمني شعور بالنقص فلا يحس بوجوده ولا بأهميته.
لذلك، عندما تتوقف الحروب الداخلية.. حروب اليمنيين مع بعضهم البعض نجد اليمنيين في حالة قلق، في حالة توتر، في حالة غير طبيعية، ونجدهم يتطلعون بشوق إلى الحروب الخارجية.
اليمني اليوم قلق ومتوتر ولشدة قلقه وتوتره نجده في المقهى، في الشارع، في العمل، في المقيل يسألك ويعيد السؤال وهو في غاية القلق والتوتر: تقول أيحين عيضربوا سوريا؟.
ش