قلت: الحزبيون يا حبيبي تربوا على الكراهية، وتغذوا بالكراهية، وهي - أي الكراهية - أيديولوجيا ومذهب وعقيدة الأحزاب العقائدية الشمولية بمختلف اتجاهاتها.
وهم يكرهونني، ويكرهونكم، ويكرهون بعضهم بعضا، وإن لم يجدوا أحداً يكرهونه بكوا من الغيظ وكرهوا أنفسهم.
وهنا أقول لهذا الشاب الذي سألني ولغيره من الشباب المتحمس إن ثمة طوفاناً من الكراهية اليوم في اليمن.. وهي كراهية مغلفة بغلاف ثوري.. فهذه الأحزاب تريد مني ومنكم ومن كل شخص في هذا الوطن.. حزبيا كان أم مستقلا.. رجلا كان أم امرأة.. أن يمارس الكراهية الثورية، وأن يوظف طاقته في كراهية الطرف المغضوب عليه، الطرف الذي غدا هدفا لكراهيتها. وهو إن لم يكره أمطروه بنيران كراهيتهم.
إن هذه الأحزاب باسم الثورة تنفخ فيك روح الكراهية، وتضغط عليك، وتبتزك ابتزازاً ثورياً، وتريد منك أنت المستقل عنها برأيك وبفكرك وعقلك، والمستقل بقلبك ومشاعرك أن تصطف معها في معركة الكراهية.
تريد منك، أن تكره بجاشا أو هداشا، وتقاطع فلتانا أو علانا، وتقطع علاقتك بالأصدقاء علوان ودبوان، وتحدد موقفك من زعطان ومعطان، فإن أنت لم تخضع لهذا النوع من الابتزاز، وإن أنت لم تبادر إلى الكراهية وتعبر عن كراهيتك بأشكال وصور ثورية عنيفة.. فمعنى ذلك أنك مع النظام أو من بقايا النظام ضد ثورة الشباب السلمية.
يقول أحد الحزبيين بعد أن تحرر من الحزبية والكراهية:
« إن القيادات الحزبية في أي حزب أو تنظيم ترى أن الحزبي الذي لا يكره هو حزبي سيئ ، أما الحزبي الذي يكره وبعنف فهو حزبي جيد «
ونفس الشيء أقول: في أوساط شباب الثورة ثمة من يعتقد أن الشخص الذي يكره شخص ثوري، والشخص الذي يكره قليلا أقل ثورية، أما الشخص الذي لا تعرف الكراهية طريقاً إلى قلبه فهو خائن للثورة وهو مندس وعميل.